مصر: أحمد عز يطل برأسه مجدداً عبر انتخابات المحليات

06 فبراير 2017
أحمد عز خلال الإفراج عنه في 2014(حسن محمد/فرانس برس)
+ الخط -
يحاول رجل الأعمال المصري وأمين التنظيم في الحزب الوطني المنحل، أحمد عز، التسلل إلى الحياة السياسية في مصر، عبر بوابة انتخابات المحليات المرتقبة، التي لم يحدد موعدها حتى الآن. محاولة عز لترتيب أوراق رجال نظام الرئيس المخلوع، حسني مبارك، وتجميع عدد كبير منهم، ليست الأولى، إذ سبق أن حاول القيام بالأمر نفسه خلال انتخابات مجلس النواب أواخر العام 2015. ويحاول أمين تنظيم الحزب الوطني المنحل، عبر تحركاته عدم إثارة النظام الحالي برئاسة عبد الفتاح السيسي ضده، حتى لا يتسبب ذلك في توتر يؤدي إلى اضطهاده من قبل أجهزة الدولة.

لكن عز يواجه أزمة في سبيل تحقيق هدفه للسيطرة على أكبر عدد ممكن من المقاعد في انتخابات المحليات، تتعلق باستمالة نظام السيسي والأجهزة الأمنية فلولَ نظام مبارك، لقطع الطريق على محاولات من رموز الرئيس المخلوع لتوظيفهم، فضلاً عن الرغبة في الاستعانة بأبناء كبار العائلات والقبائل، بحسب مصادر سياسية. وكشفت المصادر السياسية، لـ"العربي الجديد"، عن تكثيف أحمد عز الاجتماعات خلال الفترة الماضية، استعداداً لانتخابات المحليات. وقالت إن عز يطمح في تجميع عدد من الموالين للحزب الوطني المنحل في تكتل واحد، لخوض انتخابات المحليات المقبلة، التي لم يحدد موعدها حتى الآن. وأضافت أن عز دعم بالفعل عدداً من المرشحين إلى انتخابات مجلس النواب الماضية، غالبيتهم لم يتمكنوا من الفوز، وعدد قليل جداً حصل على مقاعد داخل المجلس.

وتابعت أن أمين تنظيم الحزب الوطني المنحل لن يظهر في الصورة، وإنما سيكتفي بالدعم المالي فقط واختيار المرشحين، الذين سيخوض بعضهم الانتخابات بشكل فردي، والبعض الآخر سيشارك في قوائم مع أحزاب سياسية. ولفتت إلى أن عز بدأ منذ ما يزيد عن شهرين في عقد لقاءات مع بعض رموز النظام السابق في محافظة القاهرة، باعتبار أنه يسهل الدفع ودعم عدد كبير من المرشحين في مختلف المحافظات، نظراً لكثرة أعداد مقاعد المجالس المحلية. وأشارت إلى أن الأزمة أمام عز ورجاله ليست في الدعم المالي، فهو متوفر تماماً، لكن عدم الرغبة في الدخول بصدامات مع النظام الحالي برئاسة السيسي. وفي وقت سابق، أكدت مصادر مقربة من دوائر اتخاذ القرار، سعي الأحزاب الموالية لنظام السيسي، لاستمالة فلول نظام مبارك، لضمان السيطرة على مقاعد المحليات، وخصوصاً أن نسبة 75 في المائة من المقاعد تذهب إلى القائمة الموحدة، مقابل 25 في المائة للفردي، بحسب قانون الحكومة المصرية المنظور داخل مجلس النواب حالياً.


وحول سهولة تجميع فلول مبارك حول عز، قالت المصادر السياسية إن الأمور ليست بهذه السهولة، وخصوصاً أن فلول نظام مبارك لا يتمتعون بالولاء للنظام السابق، لكنهم يبحثون عن مصالحهم الخاصة. وأشارت إلى أن هؤلاء يمكنهم العمل مع أي شخص للحفاظ على مصالحهم، لأنهم من أبناء العائلات والقبائل، التي تسعى لأن تكون لها حماية وأطراف مقربة من السلطة القائمة، بغض النظر عن مبارك أو السيسي أو غيرهما. وشددت على وجود صعوبة أمام عز في تجميع فلول مبارك، لكن المحاولات تتعلق بالمستطاع، وهي خطوة على طريق الاستعداد لانتخابات مجلس النواب المقبلة. وتوقعت أن يتم الدفع بعدد من فلول مبارك على قوائم أحزاب قائمة بالفعل، لكن، لم يتم حتى الآن، الاتفاق على هذه التفاصيل، وخصوصاً أن قانون المحليات لم يصدر حتى الآن.

من جهته، قال الخبير السياسي، محمد عز، إن انتخابات المحليات ستكون مهمة للغاية، نظراً إلى كثرة عدد المقاعد، والصلاحيات الممنوحة للمجالس المحلية في مشروع القانون الذي يناقشه مجلس النواب. وأضاف عز، لـ"العربي الجديد"، أن المحليات تعتبر وفقاً للقانون الجديد، أحد أضلاع إدارة الدولة، ولذلك تعتبر مهمة للنظام الحالي، لإحكام السيطرة التامة على مفاصل الدولة. وتابع محمد عز أن انتخابات المحليات المقبلة، تعتبر خطوة أولى للسيطرة على مجلس النواب في الانتخابات المقبلة عقب انتهاء مدة المجلس الحالي، لذلك تسعى كل الأطراف لتعزيز تواجدها في المجالس المحلية. وأشار إلى أن رموز نظام مبارك يسعون للعودة إلى المشهد مجدداً، بعضهم بموافقة النظام لخدمة أهدافه الخاصة، وغيرهم ممن يمتلك المال والنفوذ مغضوب عليهم، ويحاولون إعادة إنتاج النظام الذي كانوا يسيطرون فيه على كل شيء. ولفت إلى أن الصراع الحالي بين السيسي ونظامه، الذي يحاول استمالة فلول مبارك، وبين عدد من رموز النظام القديم، في حين أن القوى والأحزاب التي تتبنى مبادئ ثورة يناير والتي خرجت من رحم الثورة، لا وجود لها فعلياً على أرض الواقع.