قرّر النائب العام المصري المستشار نبيل أحمد صادق، مساء يوم الأربعاء، إخلاء سبيل عبد الله محمد مرسي، نجل الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، بكفالة 5 آلاف جنيه، بعد التحقيق معه ساعات عدة في اتهامات منسوبة إليه، تتعلق بنشر بيانات وأخبار كاذبة.
وكانت قوات الأمن قد ألقت القبض على نجل مرسي، البالغ من العمر 25 عاماً، فجر الأربعاء، من منزله بمنطقة الشيخ زايد، وأحيل إلى نيابة أمن الدولة العليا التي واجهته بالاتهامات المنسوبة إليه بنشر معلومات على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عن الأوضاع الاقتصادية والسياسية في مصر.
واستمعت النيابة لأقواله فيها وكذلك ما جاء في تحريات الشرطة حول تلك الاتهامات، التي نفاها، قبل أن تقرّر إخلاء سبيله على ذمة القضية بضمان مالي قدره 5 آلاف جنيه.
وكانت السلطات المصرية قد اعتقلت نجل الرئيس المعزول رداً على حوار أجراه أخيراً مع وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، كشف فيه أن "والده في عزلة تامة داخل محبسه، وبلا أي رعاية صحية، وينام على الأرض".
وصرح المتحدث باسم أسرة الرئيس المعزول، أحمد محمد مرسي، أنهم "فوجئوا صباح اليوم باقتحام عناصر أمنية - لا يعلمون هويتها - المنزل، لاعتقال شقيقه عبد الله".
وقبل أيام قليلة، أدلى عبد الله مرسي بتصريحات إلى وكالة "أسوشيتد برس" بشأن صحة والده، عقب زيارة الأسرة للرئيس المعزول في محبسه بسجن طره، إثر سماح الأجهزة الأمنية بزيارة العائلة لأول مرة منذ أكثر من عامين، مُنعت فيهما الزيارة تماماً عن مرسي، بالمخالفة للوائح السجون المنظمة، والاتفاقيات الدولية الموقعة عليها مصر في مجال حقوق الإنسان.
وكشف عبد الله للوكالة الإخبارية أن "والده يضرب أروع الأمثلة على الصمود في مواجهة انتقام نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي منه، ومن أسرته"، وأنه كان "يذهب كل شهر إلى سجن طره طوال خمس سنوات، وينتظر تحت الشمس الحارقة، في محاولة للحصول على تصريح لرؤية والده دون جدوى".
وأشار كذلك إلى أن "والده لا يعلم بمجريات الأمور في البلاد منذ اعتقاله، لأنهم يحاصرونه في السجن الانفرادي، ويعزلونه عن بقية السجناء، ولا يسمحون له بقراءة الصحف، أو يسمحون حتى بإدخال قلم وورقة ليكتب فيها أفكاره".
وعلاوة على ذلك، أوضح عبد الله أن "والده يعيش في حالة معنوية قوية، رغم العزلة التامة، ومعاناته من اعتلال الصحة، بسبب ظروف احتجازه القاسية، وحرمانه من العلاج أو رؤية أسرته، ليقدم بذلك القدوة والمثل لكل الشرفاء والثوار"، لافتاً إلى أن زيارة الأسرة للرئيس المعزول لم تستغرق سوى 25 دقيقة، وهي المرة الثالثة فقط التي يرونه فيها خلال خمس سنوات كاملة.