أصيب ثلاثة مجندين، ظهر اليوم الأحد، في استهداف مدرعة أمنية تابعة للشرطة المصرية في مدينة الشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء.
وقالت مصادر قبلية لـ"العربي الجديد" إن المجندين أصيبوا نتيجة تفجير عبوة ناسفة بمدرعة تابعة للشرطة أثناء سيرها في منطقة كرم القواديس جنوب مدينة الشيخ زويد.
وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد" إن السكان عثروا، اليوم الأحد، على طفلين من قبيلة الترابين، يعتقد أنهما قتلا في غارة جوية من طائرة حربية بدون طيار يوم الأربعاء الماضي، غرب منطقة جبل الحلال. وأكد الشهود أن سبب التأخر في الوصول إليهما، يعود للقصف المستمر منذ ذلك الوقت على مناطق متفرقة من سيناء.
ويواصل الجيش المصري هجومه الأوسع ضد مناطق وسط وشمال سيناء، براً وجواً، فيما بلغت حصيلة القتلى 10 مدنيين ومثلهم من عناصر تنظيم "ولاية سيناء"، في المقابل تلقى الجيش عدة ضربات خلال حملته أدت لمقتل أربعة عسكريين.
وقالت مصادر قبلية لـ"العربي الجديد" إن قصفاً مدفعياً عنيفاً استهدف المناطق الجنوبية لمدينة رفح، والشيخ زويد؛ تزامناً مع الحملة الأمنية البرية لليوم الثاني على هذه المناطق ومنطقة وسط سيناء وشرق العريش.
وأكدت المصادر ذاتها أن الجيش أعلن إغلاق مخارج ومداخل بعض القرى في تلك المناطق، فيما منع الحركة على عشرات الكمائن التابعة له.
وسبق هذه العمليات، تحركات ضخمة للجيش المصري، وتعزيزات عسكرية "غير مسبوقة" خلال الأيام الماضية، في مناطق تعتبر خاضعة لسيطرة تنظيم "ولاية سيناء"، ممهداً لذلك بقصف جوي مركز، استهدف عدة قرى جنوب مدينتي رفح والشيخ زويد، فيما بدأ في إنشاء كمائن عسكرية جديدة، وتحصينها جيدا عبر آليات هندسية ضخمة.
وقال أحد مشايخ سيناء لـ"العربي الجديد" إن الجيش المصري دفع بعشرات الآليات العسكرية إلى مثلث الأحداث في مدينتي رفح والشيخ زويد، بعد فترة من الهدوء النسبي في حملات الجيش ضد معاقل تنظيم "ولاية سيناء".
وبحسب الشيخ القبلي فإن مناطق الاستهداف تتركز في التومة والزوارعة والجميعي وشرق شيبانه، وكذلك قرية البرث، حيث أقام الجيش عدة كمائن جديدة، على طريق الجورة- البرث، وبين منطقتي كيلو 17 ووادي الأزرق جنوب غرب مدينة رفح.
إلى ذلك، قال أحد مشايخ سيناء إن سكان قرى جنوب مدينتي رفح والشيخ زويد حاولوا خلال الأيام الماضية الهرب من منازلهم باتجاه العريش أو داخل مدينة الشيخ زويد، بعد توارد الأنباء عن قيام الجيش بحملة عسكرية غير مسبوقة داخل قراهم، بالتزامن مع التعزيزات العسكرية.
وتأتي هذه التطورات، بعد أسابيع دامية تعرض خلالها الجيش لضربات موجعة من قبل التنظيم في محافظة شمال سيناء، أدت إلى مقتل عدد من أفراد الجيش وإصابة آخرين، عدا عن الخسائر المادية في الآليات والمعدات.
ويتخوف أهالي سيناء من ارتكاب الجيش مجازر بحق المدنيين الأبرياء، كما حدث في كل الحملات الماضية بمناطق سيناء المختلفة، في ظل انسحاب مقاتلي التنظيم باتجاه الصحراء والمناطق المفتوحة، بعيدا عن مناطق عمليات الجيش.
وقال أحد سكان قرى جنوب الشيخ زويد لـ"العربي الجديد": "في كل حملة أمنية يقوم بها الجيش، نحن المدنيين منْ يدفع الفاتورة، لا نرى المسلحين ولا الجماعات الجهادية، بل نرى الموت من الجيش".