اعتقلت قوات أمن أسوان، جنوب مصر، اليوم الاثنين، 8 من أبناء النوبة كانوا في طريقهم لتنفيذ وقفة احتجاجية دعا إليها الاتحاد العام لأبناء النوبة، احتجاجا على عدم تنفيذ الحكومة وعودها بحل مشكلاتهم.
وقال رئيس الاتحاد النوبي العام، المحامي محمد عزمي، إنه تم القبض على 8 شباب من قافلة العودة النوبية أثناء توجههم إلى قرية "غرب أسوان" النوبية، تلبية لدعوة إقامة وقفة احتجاجية، من داخل سيارة كانت تقلهم.
وأضاف عزمي في تصريحات صحافية، أنه تم إيقاف السيارة فوق كوبري أسوان المعلق، والتعدي على من فيها والقبض عليهم. مضيفاً "حين اتجهنا للسؤال عن سبب القبض عليهم، أبلغنا أنهم قاموا بالتعدي بالضرب على الضباط. هؤلاء الشباب كانوا ضمن المشاركين في الملتقى النوبي الأول للكيانات والشخصيات النوبية، الذي عُقد بمحافظة السويس الجمعة الماضي".
وأشار إلى أنهم تعرضوا للمساومة لخروج الشباب، مضيفاً "قالوا لو عايزينهم يطلعوا مفيش حد يعترض على قرار نزع الملكية على أراضي غرب أسوان".
وكانت اللجنة التنسيقية لقافلة العودة النوبية، قد نظمت مؤتمراً لأبناء النوبة في قرية العلاقي بأسوان، أمس. وطالبت "القافلة" بإصدار قرار جمهوري بحق عودة النوبيين إلى قراهم الأصلية، وتفعيل قرارات اللجنة التي تم طرحها من شباب "قافلة العودة النوبية" لرئيس مجلس الوزراء، وهم من المتخصصين في القضية النوبية، ومهمتها مباشرة أي تجاوزات تطرأ على الأراضي النوبية، ابتداءً من خلف السد العالي، وحتى الحدود المصرية المعترف بها.
ويطالب النوبيون بتعديل القرار 444 الذي يسمح ببيع أراضيهم التاريخية، بما يضمن عودة القرى النوبية أسوة بحلايب وشلاتين، وتمليك منازل قرى الشلال بدون مقابل، وتخصيص الظهير الصحراوي لهم، بالإضافة إلى وقْف قرار نزْع الملكية الصادر بمنطقة أسوان الجديدة وصولا إلى غرب أسوان والكوبانية.
وتجددت أزمة أهالي النوبة أخيرا مع تحرّك أعداد واسعة منهم في محافظة أسوان، في ما أطلق عليه "قافلة العودة النوبيّة"، لمحاولة الوصول إلى منطقة توشكي وخورقندي النوبيّة، احتجاجاً على بيع الأراضي النوبيّة ضمن المشروع القوميّ لاستصلاح المليون ونصف المليون فدّان.
واعترضت قوّات الأمن وصول القافلة، مساء السبت 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وهو ما تسبّب في اعتصام المشاركين في الطرق المؤدّية إلى المنطقة.
وعند احتجاز قوّات الأمن القافلة ومنْعها من الوصول إلى منطقة توشكي، خرجت تظاهرات متفرّقة من أهالي النوبة لقطع الطرق الرئيسيّة وخطّ السكك الحديديّة في أسوان، كمحاولة للضغط على الأمن لفتح الطريق أمام القافلة أو الموافقة على توصيل المؤن الغذائيّة، كما أعلن أعضاء الاتّحاد النوبيّ العام في القاهرة الدخول في اعتصام مفتوح في مقرّه في ميدان التحرير، وسط القاهرة.
ووعدت الحكومة بحل الأزمة خلال شهر، عقب لقاءات برلمانية وحكومية مع النوبيين، إلا أن ذلك لم يتم حتى الآن.
وتتلخّص مطالب قافلة العودة النوبيّة في رفض ضمّ منطقة خورقندي النوبيّة إلى مشروع المليون ونصف المليون فدّان، ورفع المنطقة من كرّاسات الشروط المطروحة للمستثمرين، وتعديل القرار 444 لسنة 2014، والذي يقضي باعتبار أراضي 16 قرية نوبيّة أراض حدوديّة عسكريّة، ومطالبة مجلس النوّاب بسرعة تفعيل نصّ المادّة 236 من الدستور بإقرار قانون هيئة توطين النوبة وإعمارها، من خلال خطّة التنمية الاقتصاديّة خلال عشر سنوات.