أعلنت تيارات سياسيّة وشبابيّة في مصر، اليوم الجمعة، رفضها تعهّد مجموعة، أطلقت على نفسها اسم "كتائب حلوان"، بمواجهة قوات الجيش والشرطة في مصر بالقوّة.
وأطلّت المجموعة، في تسجيل فيديو بُث على موقع "يوتيوب"، ظهر فيه عناصرها، وهم يحملون أسلحة آلية. وأكدت أنها كفرت بالسلمية التي تتمسك بها جماعة "الإخوان المسلمين" في مواجهة النظام، معلنة قرارها بمواجهة الجيش والشرطة بالقوة، بعد أن "أهدروا كرامة المعارضين واغتصبوا السيّدات والفتيات".
وقال الخبير الإستراتيجي والعسكري، العميد صفوت الزيّات، إن "كافة الاحتمالات بشأن تلك المجموعة مفتوحة ومطروحة بقوة"، إلا أنّه أكد أن "حالة التشكيك في تلك الكتائب منذ اللحظات الأولى للإعلان عنها سيؤدي إلى فشلها السريع". ورأى أنّ "شهادة وفاتها صدرت مع شهادة الإعلان عنها".
ورجّح أن "يكون هناك طرف ثالث، طائفي أو فئوي، يسعى لتأجيج الصراع بين "الإخوان" والنظام الحالي، ويقف وراء مثل تلك المجموعات"، من دون أن يستبعد أن تكون "صناعة أمنية"، وأضاف "إنه احتمال يطرح نفسه بقوة".
ورأى الزيّات "أن تحوّل الصراع السياسي إلى صراع مجتمعي، بفعل التحريض والحشد الإعلامي، سيجعلنا أمام ظواهر عديدة، ستطرأ على المجتمع المصري". وحذّر من أن الفترة المقبلة "ستشهد مجموعات أخرى، سيكون توجهها طائفياً وعرقياً".
ودعا السلطة الحالية في مصر إلى "إنقاذ البلاد ودعوة الجميع إلى الجلوس على طاولة واحدة للتوصّل إلى مخرج للأزمة، قبل أن يفلت زمام الأمور من الجميع"، لافتاً إلى أن "مصر الآن تشبه القطار، الذي يسير من دون قائد، نحو المجهول".
من جهته، شدّد أمين شباب حزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية لجماعة "الإخوان المسلمين" علي خفاجي، على رفض "تحالف دعم الشرعية لفكرة حمل السلاح"، مؤكداً أن "المقاومة المسلحة للانقلاب مستبعدة تماماً".
ولم يستبعد "احتمال أن تكون تلك المجموعة، عبارة عن شباب عادي، ولا تنتمي لأي تيّار سياسي، لكنّ عناصرها تأثّروا بمشاهد القتل والحديث عن انتهاكات ضد النساء، تُبثّ طوال الوقت، خصوصاً أن منطقة حلوان تتمتع بطابع قبلي، ومعروفة بانتشار الأسلحة في أيدي الجميع، كسواها من مناطق جنوب القاهرة والجيزة".
وأوضح خفاجي أنّ "مماطلة الانقلاب في تقديم المسؤولين عن المجازر إلى المحاكمة، وشعور الشباب بأن كافة الحقوق مهدورة، قد يؤديان إلى ظهور نوعيات أخرى من المعارضين الذين يكفرون بالسلمية"، مشدداً في الوقت ذاته، على رفض جماعة "الإخوان" وحزب "الحرية والعدالة" لهذا النوع من المعارضة.
كما لاحظ باحث في الجماعات المسلحة، رفض ذكر اسمه، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "الفيديو المنتشر، يظهر ارتداء الشخص الذي يعلن تأسيس ما يسمى "كتائب حلوان"، سترة واقية ضد الرصاص، شبيهة بسترات أفراد الأمن المصري، والتي استُوردت من الخارج، عقب ثورة يناير، لمواجهة التظاهرات والاحتجاجات".
وقال لـ"العربي الجديد"، إنه "ليس من عادة المجموعات المسلّحة سواء الكبيرة أو الصغيرة منها، الإعلان عن نفسها قبل القيام بعمليات خاصة بها".
وأضاف "الملفت في الفيديو، هو عدم توقف المارّة أمام تواجد مجموعة أشخاص مسلحين في أحد الشوارع. إذ يظهر الفيديو مرور بعض الأفراد في خلفية مشهد إلقاء بيان تأسيس المجموعة، وبدا الأمر كأنه طبيعي تماماً".