في تحقيق مصور، يكشف "العربي الجديد" عن علاقة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالمتهم المحبوس محمد فودة (إعلامي)، والذي يعد أبرز المتورطين في قضية الفساد الكبرى بوزارة الزراعة، والتي على إثر الإعلان عنها، ألقي القبض على وزير الزراعة صلاح هلال عقب خروجه من مبنى مجلس الوزراء بعد دقائق من قبول استقالته، قبل أن تصدر النيابة العامة قراراً بحظر النشر في القضية التي تشغل الرأي العام في القاهرة.
علاقة السيسي بفودة
حصل "العربي الجديد" على عدد من الصور تعود إلى حفل أقامته القوات المسلحة المصرية، بالتعاون مع جامعة خاصة في مسرح الجلاء التابع للجيش بتاريخ 28 أبريل/نيسان 2013 بمناسبة أعياد تحرير سيناء. وقال مصدر مطلع لـ"العربي الجديد": "إن الجيش دعا مجموعة من الإعلاميين والسياسيين والفنانين الموالين له، والذين عرفوا في ما بعد بـ(الأذرع الإعلامية) إلى هذا الحفل".
وأضاف المصدر أنه على الرغم من أن الحفل أقيم في عهد رئاسة الدكتور محمد مرسي، حينما كان السيسي وزيراً للدفاع، إلا أنه لم يُدع أي إعلامي تابع للقنوات والصحف المؤيدة لجماعة الإخوان المسلمين وغيرها من القوى الإسلامية.
ويضيف المصدر، أن مثل هذه المناسبات، شهدت دعوات من الإعلاميين والفنانين للسيسي في أحاديثهم، بالانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي، بدعوى "إنقاذ مصر" من التخلف والرجعية، وهو ما اعتاد السيسي الرد عليه مكتفيا بالابتسام من دون تأييد أو رفض.
ولفت المصدر إلى أن فودة حضر العديد من المناسبات، ما يشير إلى دخوله ضمن منظومة الإعلاميين المسماة بـ"الأذرع الإعلامية".
اقرأ أيضا: إمبراطورية الجيش المصري (2-2)..سيطرة عسكرية على الثروة السمكية
علاقات فودة بأركان نظام السيسي
لم تقف علاقات فودة برجال وأركان نظام السيسي عند علاقته بوزير الزراعة، إذ تداول نشطاء مصريون على وسائل التواصل الاجتماعي، خيوط علاقات محمد فودة سكرتير وزير الثقافة السابق فاروق حسني بكبار المسؤولين المصريين، وعلى رأسهم المهندس شريف إسماعيل، المكلف باختيار أعضاء مجلس الوزارء الجديد، بعد استقالة إبراهيم محلب رئيس حكومة تسيير الأعمال.
وكان فودة قد وصف علاقته برئيس الوزراء المكلف، بالصداقة القوية، في مقال نشر في اليوم السابع، بتاريخ 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2014، وقبل أيام من مقال فودة قام شريف إسماعيل بزيارة لمقر جريدة اليوم السابع 16 نوفمبر/تشرين الثاني ورافقته القيادات العليا للوزارة. وفور قرار الرئيس المصري بتكليف المهندس شريف إسماعيل رئيساً للوزراء خلفاً لحكومة إبراهيم محلب، تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مقالاً كتبه فودة في إحدى الصحف الخاصة المصرية، يشيد فيها بأداء رئيس الحكومة الجديد عندما كان يشغل منصب وزير البترول، بعنوان "المهندس شريف إسماعيل مقاتل بدرجة وزير".
كما نشر النشطاء صورة لشريف إسماعيل وإلى جانبه فودة، وهو يضع حجر أساس محطة الغاز الطبيعي الجديدة بمدينة زفتى بمحافظة الغربية، مسقط رأس فودة، والتي أعلن عن ترشحه للبرلمان المصري عنها، في مؤتمر جماهيري في ديسمبر/كانون الأول من عام 2014 أذاعته على الهواء مباشرة عدد من القنوات الفضائية التي يتمتع فودة بعلاقات مع ملاكها والإعلاميين العاملين بها. اقرأ أيضا: "عقيدة الصدمة".. عصا السيسي السحرية لتمرير قوانينه وقراراته
تاريخ فودة
لم تكن قضية الفساد الكبرى في وزارة الزراعة، الأولى التي يتهم فيها محمد فودة، ففي عام 1997 ألقي القبض على فودة، ومحافظ الجيزة الأسبق ماهر الجندي، وعدد من رجال الأعمال، بتهم تسهيل بيع أراض خاضعة لمصلحة الآثار التابعة لوزارة الثقافة لرجال أعمال مقابل رشى مالية، بالإضافة لاتهامه بالكسب غير المشروع، وأصدرت محكمة جنايات الجيزة حينها حكماً بحبس فودة لمدة خمس سنوات وتغريمه ثلاثة ملايين و167 ألف جنيه، وكان فودة يشغل حينها منصب المستشار الصحافي لوزير الثقافة الأسبق فاروق حسني.
وعاود فودة الظهور على الساحة مرة أخرى، عقب ثورة 25 يناير 2011 مستغلاً علاقاته برؤساء تحرير صحف، وبدأ يكتب مقالات في تلك الصحف التي عرفته بـ"الإعلامي" محمد فودة، رغم أنه حاصل على دبلوم صنايع، مما دفع أحد الصحافيين بتقديم مذكرة إلى نقابة الصحافيين يتهم فيها فودة بانتحال صفة صحافي، وتقدمت النقابة ببلاغ للنائب العام تتهمه بذلك، بعد مراجعة سجلات النقابة وتأكدها أنه غير مقيد بأي من جداولها.
كانت النيابة العامة المصرية قد قررت في 7 سبتمبر/أيلول الجاري الماضي حبس كل من محمد فودة (وسيط عملية الرشوة) ووزير الزراعة المستقيل، صلاح الدين هلال، ومحيي الدين محمد سعيد، مدير مكتب وزير الزراعة، والراشي أيمن محمد رفعت عبده الجميل، على ذمة التحقيقات بعد اتهامهم بطلب وأخذ أشياء عينية، ممثلة في بعض الهدايا، وطلب بعض العقارات من المتهم، أيمن محمد رفعت عبده الجميل، مقابل تقنين إجراءات الاستيلاء على أرض مساحتها 2500 فدان في وادي النطرون، مملوكة للدولة.
تمثلت هذه الهدايا في عضوية عاملة في النادي الأهلي، بمبلغ 140 ألف جنيه (19 ألف دولار) لأحد المتهمين، ومجموعة ملابس من أحد محلات الأزياء الراقية قيمتها 230 ألف جنيه (29.7 ألف دولار)، والحصول على هاتفين محمولين قيمتهما 11 ألف جنيه، وإفطار في شهر رمضان بأحد الفنادق بتكلفة قدرها 14 ألفاً و500 جنيه، وطلب سفر لأسر المتهمين، وعددهم 16 فرداً، لأداء فريضة الحج بإحدى الشركات السياحية بتكلفة للفرد 70 ألف ريال سعودي، وطلب وحدة سكنية في إحدى المنتجعات بمدينة 6 أكتوبر قيمتها 8 ملايين و250 ألف جنيه.
وكانت مصادر قضائية قد أكدت لـ"العربي الجديد" ان القضية متورط فيها عدد كبير من الوزراء، في مقدمتهم وزير الزراعة المقبوض عليه، ووزير العدل المستشار أحمد الزند، وآخرون، وأن استقالة حكومة محلب لها علاقة بهذه القضية، وهو ما دعا النيابة العامة إلى إصدار قرار حظر النشر.
-------
اقرأ أيضا:
مصر.."العربي الجديد" يكشف من هو والد قاضي "الرشوة الجنسية"
علاقة السيسي بفودة
حصل "العربي الجديد" على عدد من الصور تعود إلى حفل أقامته القوات المسلحة المصرية، بالتعاون مع جامعة خاصة في مسرح الجلاء التابع للجيش بتاريخ 28 أبريل/نيسان 2013 بمناسبة أعياد تحرير سيناء. وقال مصدر مطلع لـ"العربي الجديد": "إن الجيش دعا مجموعة من الإعلاميين والسياسيين والفنانين الموالين له، والذين عرفوا في ما بعد بـ(الأذرع الإعلامية) إلى هذا الحفل".
وأضاف المصدر أنه على الرغم من أن الحفل أقيم في عهد رئاسة الدكتور محمد مرسي، حينما كان السيسي وزيراً للدفاع، إلا أنه لم يُدع أي إعلامي تابع للقنوات والصحف المؤيدة لجماعة الإخوان المسلمين وغيرها من القوى الإسلامية.
ويضيف المصدر، أن مثل هذه المناسبات، شهدت دعوات من الإعلاميين والفنانين للسيسي في أحاديثهم، بالانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي، بدعوى "إنقاذ مصر" من التخلف والرجعية، وهو ما اعتاد السيسي الرد عليه مكتفيا بالابتسام من دون تأييد أو رفض.
ولفت المصدر إلى أن فودة حضر العديد من المناسبات، ما يشير إلى دخوله ضمن منظومة الإعلاميين المسماة بـ"الأذرع الإعلامية".
اقرأ أيضا: إمبراطورية الجيش المصري (2-2)..سيطرة عسكرية على الثروة السمكية
علاقات فودة بأركان نظام السيسي
لم تقف علاقات فودة برجال وأركان نظام السيسي عند علاقته بوزير الزراعة، إذ تداول نشطاء مصريون على وسائل التواصل الاجتماعي، خيوط علاقات محمد فودة سكرتير وزير الثقافة السابق فاروق حسني بكبار المسؤولين المصريين، وعلى رأسهم المهندس شريف إسماعيل، المكلف باختيار أعضاء مجلس الوزارء الجديد، بعد استقالة إبراهيم محلب رئيس حكومة تسيير الأعمال.
وكان فودة قد وصف علاقته برئيس الوزراء المكلف، بالصداقة القوية، في مقال نشر في اليوم السابع، بتاريخ 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2014، وقبل أيام من مقال فودة قام شريف إسماعيل بزيارة لمقر جريدة اليوم السابع 16 نوفمبر/تشرين الثاني ورافقته القيادات العليا للوزارة. وفور قرار الرئيس المصري بتكليف المهندس شريف إسماعيل رئيساً للوزراء خلفاً لحكومة إبراهيم محلب، تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مقالاً كتبه فودة في إحدى الصحف الخاصة المصرية، يشيد فيها بأداء رئيس الحكومة الجديد عندما كان يشغل منصب وزير البترول، بعنوان "المهندس شريف إسماعيل مقاتل بدرجة وزير".
كما نشر النشطاء صورة لشريف إسماعيل وإلى جانبه فودة، وهو يضع حجر أساس محطة الغاز الطبيعي الجديدة بمدينة زفتى بمحافظة الغربية، مسقط رأس فودة، والتي أعلن عن ترشحه للبرلمان المصري عنها، في مؤتمر جماهيري في ديسمبر/كانون الأول من عام 2014 أذاعته على الهواء مباشرة عدد من القنوات الفضائية التي يتمتع فودة بعلاقات مع ملاكها والإعلاميين العاملين بها. اقرأ أيضا: "عقيدة الصدمة".. عصا السيسي السحرية لتمرير قوانينه وقراراته
تاريخ فودة
لم تكن قضية الفساد الكبرى في وزارة الزراعة، الأولى التي يتهم فيها محمد فودة، ففي عام 1997 ألقي القبض على فودة، ومحافظ الجيزة الأسبق ماهر الجندي، وعدد من رجال الأعمال، بتهم تسهيل بيع أراض خاضعة لمصلحة الآثار التابعة لوزارة الثقافة لرجال أعمال مقابل رشى مالية، بالإضافة لاتهامه بالكسب غير المشروع، وأصدرت محكمة جنايات الجيزة حينها حكماً بحبس فودة لمدة خمس سنوات وتغريمه ثلاثة ملايين و167 ألف جنيه، وكان فودة يشغل حينها منصب المستشار الصحافي لوزير الثقافة الأسبق فاروق حسني.
وعاود فودة الظهور على الساحة مرة أخرى، عقب ثورة 25 يناير 2011 مستغلاً علاقاته برؤساء تحرير صحف، وبدأ يكتب مقالات في تلك الصحف التي عرفته بـ"الإعلامي" محمد فودة، رغم أنه حاصل على دبلوم صنايع، مما دفع أحد الصحافيين بتقديم مذكرة إلى نقابة الصحافيين يتهم فيها فودة بانتحال صفة صحافي، وتقدمت النقابة ببلاغ للنائب العام تتهمه بذلك، بعد مراجعة سجلات النقابة وتأكدها أنه غير مقيد بأي من جداولها.
كانت النيابة العامة المصرية قد قررت في 7 سبتمبر/أيلول الجاري الماضي حبس كل من محمد فودة (وسيط عملية الرشوة) ووزير الزراعة المستقيل، صلاح الدين هلال، ومحيي الدين محمد سعيد، مدير مكتب وزير الزراعة، والراشي أيمن محمد رفعت عبده الجميل، على ذمة التحقيقات بعد اتهامهم بطلب وأخذ أشياء عينية، ممثلة في بعض الهدايا، وطلب بعض العقارات من المتهم، أيمن محمد رفعت عبده الجميل، مقابل تقنين إجراءات الاستيلاء على أرض مساحتها 2500 فدان في وادي النطرون، مملوكة للدولة.
تمثلت هذه الهدايا في عضوية عاملة في النادي الأهلي، بمبلغ 140 ألف جنيه (19 ألف دولار) لأحد المتهمين، ومجموعة ملابس من أحد محلات الأزياء الراقية قيمتها 230 ألف جنيه (29.7 ألف دولار)، والحصول على هاتفين محمولين قيمتهما 11 ألف جنيه، وإفطار في شهر رمضان بأحد الفنادق بتكلفة قدرها 14 ألفاً و500 جنيه، وطلب سفر لأسر المتهمين، وعددهم 16 فرداً، لأداء فريضة الحج بإحدى الشركات السياحية بتكلفة للفرد 70 ألف ريال سعودي، وطلب وحدة سكنية في إحدى المنتجعات بمدينة 6 أكتوبر قيمتها 8 ملايين و250 ألف جنيه.
وكانت مصادر قضائية قد أكدت لـ"العربي الجديد" ان القضية متورط فيها عدد كبير من الوزراء، في مقدمتهم وزير الزراعة المقبوض عليه، ووزير العدل المستشار أحمد الزند، وآخرون، وأن استقالة حكومة محلب لها علاقة بهذه القضية، وهو ما دعا النيابة العامة إلى إصدار قرار حظر النشر.
-------
اقرأ أيضا:
مصر.."العربي الجديد" يكشف من هو والد قاضي "الرشوة الجنسية"