رفض جهاز الرقابة على المصنفات الفنية في مصر، التصريح بعرض فيلم المخرج المغربي نبيل عيوش "غزية"، الذي يتناول قضية الحريات الفردية في المغرب، ومنها حقوق المرأة والفوارق الطبقية، وما تؤدي إليه من صراع وانهيارات اجتماعية، فضلاً عن جوانب من حياة اليهود المغاربة.
ويعود نبيل عيوش بفيلم "غزية"، بعد غياب دام أكثر من سنتين، بعد فيلمه "الزين اللي فيك" الذي أثار جدلاً واسعاً في المغرب وقررت السلطات منعه، بعدما وصفه كثيرون بـ"المسيء لصورة المجتمع". واختار عيوش أن ينقل من خلال فيلمه الجديد، نظرته إلى المجتمع المغربي وكذلك الحرية الفردية عبر خمس شخصيات تتقاطع تفاصيلها خلال مجموعة من الأحداث.
ورغم عدم صدور المذكرة النهائية لحيثيات الرفض من جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، إلا أن مصدراً من الشركة الموزعة للفيلم قال لـ"العربي الجديد"، إن: "موظفين بالجهاز أبلغوهم بأن الفيلم يقدم شخصية يهودية بشكل شديد الإنسانية، مما يجعل المشاهد يتعاطف معها".
وقالت مصادر في الرقابة لـ"العربي الجديد": "إن هناك تحفظات على الفيلم بسبب ما اعتبرته الرقابة تحريضاً على الثورة، وإن الطبقة الفقيرة تلتهم الغنية"، لا سيما وأن الفيلم يصور حالة من الفوضى التامة والعنف الشديد الذي يشمل إحراق سيارات، واستخدام قنابل مولوتوف، وقمع المحتجين بالهراوات في مواجهات مع الشرطة، تتشابه مع ما حدث في مصر إبان ثورة 25 يناير/ كانون الثاني عام 2011.
وكان المخرج المغربي قد أكد في تصريحات صحافية، أن فيلمه عن الحريات الفردية والصمود، والربط بين أحداثه وأية وقائع شهدها المغرب هما من باب الصدفة، وأنه طوال عمله همه الأساسي هو حرية الفرد، وإذا كان البعض يعتبر نفسه محرضاً فهذا شأنه، خصوصاً وأن شخصيات الفيلم هي شخصيات شاهدها في حياته وأراد أن يحكي عنها.
ويقوم بالبطولة في هذا الفيلم مجموعة من الفنانين، بينهم الفنان البلجيكي أريي ولتهالتر، والفنان أمين الناجي، في دور (عبد الله)، وعبد الإله رشيد في دور (حكيم)، ومريم التوزاني في دور (سليمة)، ودنيا بين بين في دور (إيناس).
وكان فيلم "غزية"، قد أثار موجة من الجدل بعد اختياره لتمثيل المغرب في جائزة مسابقة الأوسكار لهذه السنة لأفضل فيلم أجنبي، وتعالت بعض الأصوات ممن شككت في مصداقية اختياره، قبل أن يتم تجاوز هذه الزوبعة. وبدأ عرض الفيلم في القاعات الفرنسية في 14 مارس/آذار 2018. وكان من المفترض أن يبدأ عرضه بمصر في أبريل/ نيسان 2018، ولكن لم يصرح له.