في الوقت الذي يروّج فيه مناهضون للانقلاب العسكري في مصر، بأنّ اليوم الخميس، الذي يوافق الذكرى الأولى للانقلاب على الرئيس المعزول محمد مرسي، سيكون يوماً فارقاً وحاسماً في معركة إسقاط الانقلاب، يرى سياسيون أنه لن يكون يوماً حاسماً، وأن السلطة ستستخدم فيه كل قوتها لإجهاض أي فعالية احتجاجية.
في هذا السياق، توقعت أستاذة العلوم السياسية في جامعة القاهرة، نادية مصطفى، تصاعد القبضة الأمنية ضد أي تظاهرات قد ينظمها مناهضو الانقلاب العسكري.
وقالت مصطفى، لـ"العربي الجديد" "بدا هذا واضحاً في البيانات المتتالية التي أصدرتها مديريات الأمن في محافظات عدة، والتي أعلنت فيها عن استعداداتها للتعامل بكل حسم مع أي تحركات، لدرجة أن مديرية الأمن في الإسكندرية، أصدرت بياناً من 10 بنود توضح آليات التصدي لتظاهرات الخميس، كما لو أنهم على وشك الدخول في حرب".
وتابعت أنه تم استهداف مجموعة جديدة من النشطاء السياسيين، مثل مجدي حسين، ونصر عبد السلام، وغيرهما من قيادات حزبي "الوسط" و"البناء والتنمية"، وقبل التظاهرات بيوم واحد، تم اعتقال رئيس حزب "الاستقلال" مجدي قرقر، بهدف إجهاض أي تحركات مناهضة للانقلاب، ولبثّ الخوف في نفوس المتظاهرين ومنعهم من المشاركة".
وأردفت مصطفى "حاولت السلطة الحاكمة، في الأيام الثلاثة الأخيرة، تهيئة المواطنين ذهنياً بأن أعمالاً إرهابية ستقع، وهو ما حدث بالفعل بعد وقوع التفجيرات في مدينة 6 أكتوبر في الجيزة، ومحيط قصر الاتحادية الرئاسي شرقي القاهرة".
وأشارت الأستاذة الجامعية إلى أن "هذه العمليات، التي لم نتعرف بعد على الجهات المتورطة فيها، وقعت قبل أيام من ذكرى الانقلاب، بعد أن توقفت خلال الشهرين الماضيين".
وأضافت مصطفى أن "السلطة تسعى جاهدة لإلصاق تهمة الإرهاب بالمتظاهرين لجرّهم إلى العنف، وأنصحهم بالتمسك بالسلمية، ويكفيهم فخراً أن حراكهم المناهض للانقلاب استمر عاماً بلا انقطاع".
وفي السياق نفسه، انتقدت أستاذة العلوم السياسية نفسها، ترويج "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" بأن اليوم الخميس، سيكون يوم الحسم والنهاية.
وقالت مصطفى: "أرفض هذا الخطاب وأرفض حشد التحالف أنصارَه للتظاهر في ميدان التحرير وسط القاهرة، فمقاومة الانقلاب مستمرة".
من جهته، قال الخبير السياسي أمجد الجباس، إنه "للأسف، لا أضع آمالاً كبيرة على تظاهرات اليوم الخميس، وأعتقد أنه سيتكرر ما حدث من مواجهات أمنية مشددة في أحداث 6 أكتوبر/تشرين الأول وأحداث 25 يناير/كانون الثاني العام الماضي". وأشار إلى أن تعامل الأمن في الحدثين الماضيين كان الأكثر دموية عقب فضّ اعتصامي "رابعة العدوية" و"النهضة"، ولكن ذلك "لن يثني الشباب عن النزول والتظاهر ضد النظام"، على حد تعبيره.
وتوقّع أن "تشهد، تحركات اليوم، مواجهات أمنية عنيفة، خصوصاً بعد الإخفاقات الأمنية في بعض الحوادث التي وقعت في الفترة الأخيرة من دون أن يتم الكشف عن المتورطين فيها حتى الآن. وأكد أنه "من المفارقات العجيبة أن الغارات الإسرائيلية على الفلسطينيين لم ينتج عنها إصابات كبيرة، في الوقت الذي يسقط فيه أعداد كبيرة من الشباب في الفعاليات السلمية على يد قوات الأمن".