سرّع تقرير أعده مساعد السفير الأميركي في القاهرة، حول رفض جماعة الإخوان المسلمين المصالحة مع النظام الحالي، مقابل خروج المعتقلين باستثناء القيادات والسماح بتكوين جمعية بعد فترة، باعتقال القيادي بالجماعة ووزير التنمية المحلية، محمد علي بشر الذي رفض العرض، مشدداً على عدم "رفض الاعتراف بالانقلاب والعمل من أجل إسقاطه".
وكشف مصدر قيادي من جماعة الإخوان، لـ"العربي الجديد"، السبب الحقيقي وراء إقدام النظام المصري على اعتقال القيادي بالجماعة ووزير التنمية المحلية، محمد علي بشر، موضحاً أن "دور بشر بالنسبة للانقلاب، يتمثل بالتوقيع على وثيقة الاستسلام مع النظام مقابل بعض الفتات، وقد تم استعمال عدة وسائل لتحقيق ذلك الهدف".
وأضاف القيادي، أن"المبعوثة الأوروبية، كاترين آشتون، ومساعد السفير الأميركي بمصر حاولا الضغط على بشر، مؤخراً، من أجل هذا الهدف"، ولفت إلى "وجود أمر واقع لن يتمكن التحالف من تغييره، ولا بد من المصالحة -المقصود بالمصالحة الاستسلام- مقابل خروج المعتقلين باستثناء القيادات، والسماح بتكوين جمعية بعد فترة".
وأوضح أن "بشر رفض العرض، قائلاً للدبلوماسيين: "نرفض الاعتراف بالانقلاب ونعمل من أجل إسقاطه"، فيما أشار المصدر أن السبب الذي عجّل باعتقال بشر، كان التقرير الذي أعده مساعد السفير الأميركي بالقاهرة، والذي أكد فيه وجود تعنت من الإخوان بدا جليّاً من تصعيد الشباب لمواقع القيادة بالجماعة".
وأشار، إلى أن "القيادة المركزية للجماعة في مصر في الوقت الراهن "أكثر عناداً من سابقتها ومن كبار الجماعة السابقين"، لافتاً إلى أن "هناك وضوحاً في فكر الإخوان وأدبياتهم تجاه السلمية".
واعتقلت الأجهزة الأمنية بشر، الذي يعد أحد أكبر القيادات الإصلاحية بالجماعة، فجر الجمعة الماضية، من منزله بمحافظة المنوفية، مما أثار ردود أفعال غاضبة، كثرت معها التحليلات المتعلقة بتوقيت اعتقال القيادي الذي يصفه كثيرون، في المشهد السياسي، بأنه يمثل الحكمة والعقل داخل الإخوان في مصر في الوقت الراهن.