لم يكن عزوف التيار السلفى عن الاستفتاء على التعديلات الدستورية منتصف شهر يناير الماضى بمحافظة مطروح شمال غرب العاصمة القاهرة، بعيدا عن الخلافات السلفية داخل الدعوة السلفية، وبين السلفيين وبعضهم بعضا.
الخلافات بدأت بدعم مجلس إدارة الدعوة السلفية بمطروح للرئيس المنتخب محمد مرسى، وتنظيم مظاهرات حاشدة دعما له، ليكون قرار مجلس الإدارة العام للدعوة بالإسكندرية، تجميد مجلس إدارة مطروح
وقررت الدعوة السلفية بمطروح عدم دعم حزب النور بالمحافظة، فى المقابل دعم السلفيين بمركز الضبعة، أحد مراكز المحافظة، الحزب نكاية فى الدعوة ورئيس مجلس إدارتها الشيخ على غلاب.
"النور" وحيدا بمطروح
وقالت مصادر بالدعوة السلفية بمطروح، إن الدعوة بالمحافظة رفعت يدها تماما عن دعم حزب النور، والتزموا بالعمل الدعوي فقط داخل المساجد، وهو ما كان سائدا حتى قبل تأسيس الحزب.
وأضافت المصادر، لـ "العربى الجديد"، أن قرار مجلس إدارة مطروح بعدم دعم الحزب، يأتى على خلفية الخلافات مع مجلس إدارة الدعوة العام، ومواقف الحزب المتخاذلة تجاه قضايا الدماء وعزل مرسى
من جانبه، قال جابر عوض الله، أمين حزب الوطن، وهو أحد المنشقين عن حزب النور، إن الشيخ على غلاب رئيس مجلس إدارة الدعوة بمطروح، أعطى تعليمات عقب انتهاء الأزمة بينه وبين الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة، بعدم دعم الحزب تماما.
وأضاف عوض الله، لـ "العربى الجديد"، أن حزب النور لم يعد له مقرات فى مراكز المحافظة سوى بمركز الضبعة، أما باقى المراكز لا توجد مقرات مطلقا،.
سلفيو الضبعة
وعن سر دعم التيار السلفى بمركز الضبعة لحزب النور، قال أمين حزب الوطن "السلفي"، إن السلفيين بمركز الضبعة توجد بينهم وبين قيادات الدعوة السلفية بالمحافظة خلافات كبيرة منذ سنوات.
وأضاف، أن دعم سلفيي الضبعة لحزب النور يأتى نكاية فى غلاب وتلامذته، وهذا يفسر بقاء المقر الوحيد للحزب بالمحافظة كلها بمركز الضبعة.
وتابع: "أن قيادات الدعوة ومشايخها يتوجهون مباشرة إلى الضبعة لعقد لقاءات أو ندوات هناك، دون التوجه لأى مركز آخر بالمحافظة، نظرا لأنه سيتم منعهم تماما، وهو ما حدث خلال حملة الدعوة فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية".
محاولات التهدئة
مع شعور حزب النور بأزمة كبيرة والدعوة السلفية، بدأت التفكير فى وضع حلول منعا لتفاقم الأوضاع واستمرار نزيف رصيد الدعوة والحزب فى مطروح.
واعتمد حزب النور على شريف طه المتحدث باسم الحزب، فى محاولة رأب الصدع مع سلفيين مطروح، بيد أن كافة المحاولات باءت بالفشل، وهو ما انفرد به "العربى الجديد".
ويتوجه عضو مجلس أمناء الدعوة السلفية، وأحد مؤسسيها الشيخ أحمد فريد، إلى مطروح الجمعة المقبلة، لإلقاء خطبة الجمعة، وعقدت جلسات مكثفة مع مجلس إدارة الدعوة بمطروح فى محاولة لرأب الصدع واحتواء الأزمة.
ومن المعروف بحسب مصادر بمطروح، قوة علاقة فريد بالشيخ غلاب، منذ سنوات طويلة، وأن الأول أحد المقربين لغلاب فى مشايخ الدعوة الكبار.