وأضاف الجباس، أن "الحكم أظهر عدم نية الشعب أو ثوار 25 يناير، النزول إلى الشوارع والميادين للتظاهر، رفضاً للحكم". وتابع "لا تأثير للحكم على الحياة السياسية، لأن لا حياة سياسية أساساً في مصر". ولفت إلى أن "من ارتكب الجرائم هو خارج السجون، ومن قام بالثورة مثل جماعة الإخوان والفصائل الثورية، يحاكمون، وهم داخل السجون". وشدد على أن "المعادلة تبدّلت الآن، خصوصاً بعد صدور أحكام بالاعدام ضدّ بعض من قام بثورة يناير".
واعتبر أن "النظام الحالي أسوأ من نظام مبارك، لأنه تراجع عن كافة مطالب وأهداف ثورة يناير، ولم يسمح بهامش الحرية التي سمح بها مبارك في السنوات الخمس الأخيرة من حكمه". ورأى أن "القوى السياسية تتنافس حول الاقتراب من سلطة النظام الحالي، بدلاً من السعي إلى السلطة عبر الفوز بمقاعد البرلمان". وجزم أن "تصريحات المتهمين، عبر شكرهم للنظام الحالي والرئيس عبد الفتاح السيسي، تثبت ارتباط الأحكام بنظامه". وربط الجباس بين الحشود الأمنية الكبيرة وأحكام البراءة، مستبعداً أن "يكون تجمّع الحشود الأمنية قد جاء ردّاً على تظاهرات انتفاضة الشباب المسلم"، حسب ما ذكرت وزارة الداخلية.
من جهته، اعتبر أستاذ العلوم السياسية، حسن نافعة، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "أحكام البراءة بمثابة بذرة لثورة جديدة على النظام الحالي". وأضاف أنه "لا يُمكن لوم القضاء على الأحكام، نظراً لأنّ كل شيء متعلّق بأوراق القضية والأدلة المرفقة وشهادة الشهود، لا بالآراء السياسية والأحكام الشخصية".
وأضاف أن "أحكام البراءة ستؤثر سلباً على صورة النظام السياسي الحالي، وتزيد من حالة الخنق والضيق عليه". وشدد أن "الحكم في هذا التوقيت، يصبّ في صالح معارضي النظام، وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين". ولفت إلى أن "الحكم قد يسهم في توحّد القوى الثورية لتنظيم فعاليات جديدة في الفترة المقبلة، وهو ما يشكّل ضغطاً وتحدياً كبيراً للنظام الحالي، لاحتواء الموقف قبل تفاقمه".