ووقع الانفجار في أقصى جنوب مصر، بالمنطقة المخصصة لوقوف السيارات، بالتزامن مع كلمة الرئيس، عبد الفتاح السيسي، أمام قمة الكوميسا بشرم الشيخ أقصى شرق البلاد.
وزادت الشكوك في مصداقية الروايات المتعددة والمتضاربة للأجهزة الرسمية حول الحادث، فبينما قالت مصادر أمنية إن 3 مسلحين حاولوا اقتحام معبد الكرنك بسيارة مفخخة، إلا أن قوات الأمن منعتهم وتمكنت من قتل اثنين منهم، بينما فجّر الثالث نفسه، فإن نفس المصادر كانت قد أعلنت في وقت سابق أن انفجار سيارة مفخخة وراء الحادثة.
ويعيد التفجير إلى الأذهان، أجواء التسعينيات من القرن الماضي، إذ كانت الأقصر نفسها في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 1997 على موعدٍ مع إحدى أعنف هذه العمليات التي أسفرت عن مصرع 58 سائحا في معبد حتشبسوت بالدير البحري، ليقال على إثر الهجوم وزير الداخلية حينها، حسن الألفي.
ويطرح التفجير الكثير من الأسئلة، حول الجهات التي تقف وراء التفجير وأهدافه ومن المستفيد منه، وما الرسائل من ورائه؟؟ وذلك في ضوء عدم إعلان أي جماعة مسلحة أو جهة مسؤوليتها عن التفجير.
فيما يرى مراقبون أن التفجير قد يكون بنيران صديقة من قبل أجهزة ضالعة في تسيير الأمور في البلاد، تسعى من وراء ذلك للتعجيل في تغيير وزاري يسعى السيسي لتأجيله. فيما يرى آخرون أن جهات أمنية تابعة لوزير الداخلية الأسبق، حبيب العادلي، آثرت انشغال السيسي بقمة التكتلات الاقتصادية لتوقيع اتفاقية التجارة الحرة بين مجموعة الكوميسا ومجموعة الإياك ومجموعة السادك بمدينة شرم الشيخ، والتي يشرف وزير الداخلية مجدي عبد الغفار على تأمينها بنفسه، لإظهار الأجهزة الأمنية في عهده بالمتراخية، في ظل تغييرات أمنية تسير بوتيرة متسارعة في أروقة الوزارة التي تشهد صراعا بين رجال وزير الداخلية المقال محمد إبراهيم، ورجال الوزير الجديد.
اقرأ أيضاً: السيسي يمهّد لإقصاء محلب... و4 مرشحين لخلافته
ويمكن أن تمثل الحادثة رسالة سياسية للغرب وأميركا بمخاطر الإرهاب، لوقف الانتقادات السياسية والحقوقية التي تمارسها أجهزة سياسية بالغرب ضد نظام السيسي.
ويرى محللون آخرون أنه سيجري لصق الاتهامات بجماعة الإخوان المسلمين وأنصارهم، لتبرير مزيد من القمع، وربما سلسلة متوقعة من الإعدامات لقيادات المعارضة السياسية في مصر.
وبعيدا عن نظريات المؤامرة، فقد كشفت الأحداث السياسية في مصر في أعقاب ثورة 25 يناير، ضلوع أجهزة أمنية في أحداث عنف في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، كما حدث في تفجيرات كنيسة القديسين بالإسكندرية، وكانت وراءها أهداف عدة أهمها الضغط على البابا شنودة الذي بدا أكثر استقواءً بالغرب في مواجهة النظام المصري، وتشويه صورة حركة المقاومة الفلسطينية حماس، والضغط على المدِّ السلفي المتصاعد في الإسكندرية آنذاك.
اقرأ أيضاً: عامٌ على حكم السيسي: مسيرة الفشل