يتضمن الفيلم رصداً لأشهر مقاهي وسط البلد مثل مقهى ريش، سوق الحميدية، الندوة الثقافية، وزهرة البستان، وإيزافيتش، وعلي بابا، وأسترا، وقهوة بار اللواء، ولاباس وأنديانا الدقي، ويتناول الفيلم الجانب المنسيّ من تاريخ تلك المقاهي التي أدّت دوراً هاماً في نهضة مصر الأدبية والثقافية، متضمناً شهادات لعدد من كبار المثقفين المصريين والعرب.
يبدأ الفيلم بمناقشة تاريخ الاسم الذي أطلق على تلك المقاهي حين كان يطلق عليها اسم "قهوة"، نسبة إلى ذلك المشروب الذي كان يحرمه بعض المشايخ، مروراً بنهايات القرن التاسع عشر، التي تحوّلت فيها المقاهي مراكز ثقافية يعقد فيها السياسيون، والفنانون، والمفكرون، والأدباء لقاءاتهم الدورية. جمال الدين الأفغاني كان يرتاد بانتظام مقهى "ماتنانيا" مع رفاقه محمد عبده وعبدالله النديم وقاسم أمين وسعد زغلول، ومقهى "فينيكس" كان يؤمه نجيب الريحاني وبديع خيري وأصدقاؤهم، وقهوة "بعرة" كانت ولا تزال مكاناً يتجمع فيه كومبارس السينما المصرية، ويرتاده كل من يرغب في تمثيل أي دور درامي، إذ يتوجه إليه صناع السينما والدراما للحصول على خدمات من يختارونه.
كما يناقش الفيلم كيف تحوّلت المقاهي في بعض الأحيان إلى أوكار للجواسيس، ومراكز لتجمع المخبرين منذ العهد الناصري.
يذكر أن مخرج العمل سميح منسي عمل مساعداً لعدد من كبار المخرجين، وأبرزهم أشرف فهمي، ومحمد خان، وإنعام محمد علي، قبل أن يخرج عدداً من الأفلام مثل: "واحد كابيتشينو"، "ذاكرة وقائع"، "أوان البحر"، "الشيخ يُغني" عن قصة حياة الشيخ إمام، وفيلم "نازلين التحرير".
وقد شارك في صناعة الفيلم جمال صدقي معداً، وزكي عارف مديراً للتصوير، ووضع رمز صبري الموسيقى التصويرية، والمونتاج منير ميخائيل، بينما ظهر صوت الفنان عبد الرحمن أبو زهرة في الفيلم قارئاً للتعليق.