اتهمت الأجهزة الأمنية في محافظة البحيرة المصرية، الراهبين أشعياء المقاري، وفلتاؤس المقاري، بالتورط في واقعة قتل رئيس دير الأنبا مقار بوادي النطرون، الأنبا أبيفانوس، الذي عُثر على جثته أمام قلايته (سكن الراهب) داخل الدير قبل أسبوعين، إثر تعرضه لاعتداء من الخلف على الرأس بآلة حادة، وذلك استناداً إلى محاولة انتحار الراهبين، ومعرفتهما بتفاصيل الدير، وأماكن وجود كاميرات المراقبة الخاصة به.
وأفادت مصادر أمنية في فريق البحث المكلف بالتحري عن الحادث، اليوم السبت، بأن أشعياء أراد التخلص من رئيس الدير بقتله، بعد اكتشاف الأخير مخالفات ارتكبها الراهب بشأن عدم الالتزام بقواعد الرهبنة، وفي مقدمتها التجرد والطاعة، مشيراً إلى ارتكابه الواقعة بمساعدة صديقه الراهب فلتاؤس، الذي حاول الانتحار بقطع شرايين يديه عقب قرار النيابة العامة بالتحفظ على أشعياء، وقرار المجلس الكنسي بتجريده (أشعياء) من الرهبنة، وعودته إلى اسمه العلماني (المدني).
وأشارت التحريات الأمنية إلى تمكن المجني عليه من جمع أدلة تفيد بعقد أشعياء صفقات تجارية، وشراء ممتلكات عبارة عن أراضي وعقارات بالمخالفة لشروط الرهبنة، فضلاً عن تدشينه (مع فلتاؤس) صفحة تحريضية مغلقة تضم عدداً من الرهبان داخل الدير على موقع "فيسبوك" ضد رئيس الدير، بالمخالفة لقانون الرهبنة، الأمر الذي دفع بطريرك الكرازة المرقسية، البابا تواضروس الثاني، إلى إصدار قرار بغلق أي صفحات أو حسابات للرهبان على وسائل التواصل الاجتماعي.
ولفتت كذلك إلى أن قرار أشعياء بالتخلص من رئيس الدير جاء انتقاماً منه لاعتياد الأخير التقدم ضده بشكاوى للجنة شؤون الأديرة في الكنيسة القبطية (الأرثوذكسية) عن مخالفاته، التي رفعت بدورها إلى البابا تواضروس، ما دفع رئيس الدير إلى اتخاذ قرار بإبعاده مدة 3 سنوات، غير أن مجموعة من رهبان الدير وقعوا على التماس طالبوا فيه بالعفو عن أشعياء، والإبقاء عليه بالدير، متعهدين بمساعدته على تغيير مسلكه الخاطئ، وهو ما استجاب له تواضروس.
وسبق لفريق من نيابات جنوب دمنهور المصرية أن توجه إلى مستشفى "أنغلو أمريكان" في ضاحية الزمالك بوسط القاهرة، للاستماع إلى أقوال الراهب فلتاؤس الموجود في المستشفى لتلقي العلاج بعد محاولته الانتحار الاثنين الماضي، بقطع شرايين يديه، والقفز من أعلى مبنى العيادات الطبية، بعد قرار النيابة بالقبض على الراهب أشعياء (34 عاماً)، الذي حاول الانتحار هو الآخر بتناوله مادة سامة.
وخضع كل من الراهبين المتهمين بقتل الأنبا إبيفانوس إلى تحقيقات مكثفة في القضية، كونهما من الفريق المعارض لرئيس الدير الراحل، وترهبنا ضمن مجموعة أدخلها إلى الدير البابا الراحل شنودة الثالث، عقب وفاة الأب متّى المسكين، في محاولة منه لتعديل التركيبة الفكرية لآباء الدير، وإحكام السيطرة عليه، في ضوء الخلاف التاريخي والفكري بين شنودة والمسكين على كرسي الباباوية، الذي يعود إلى عام 1971.