لا يزال حضور الصحافيين إلى مقر نقابتهم ضعيفاً، بعد الساعة الثانية ظهراً بالتوقيت المحلي، لاجتماع أعضاء الجمعية العمومية مع أعضاء مجلس النقابة لمناقشة تداعيات الحكم الصادر بحبس النقيب وعضوي المجلس.
وكانت محكمة جنح قصر النيل قد قضت، السبت الماضي، بحبس نقيب الصحافيين يحيى قلاش وسكرتير عام النقابة جمال عبد الرحيم ووكيلها خالد البلشي، سنتين مع الشغل وكفالة 10 آلاف جنيه، في قضية اتهامهم بإيواء هاربين.
مجلس نقابة الصحافيين كان قد قرر في اجتماعه السبت الماضي، عقب صدور الحكم مباشرة، أنه في حالة انعقاد دائم، ومثوله لدفع الكفالات، وعقد اجتماع طارى لمجلس النقابة الثلاثاء، والدعوة لاجتماع موسع مع أعضاء الجمعية العمومية اليوم.
كما أعلن المجلس في اجتماعه، أمس، دعوة أعضاء الجمعية العمومية، من أساتذة المهنة وشيوخها والنقباء وأعضاء مجلس النقابة السابقين وشباب الصحافيين، إلى اللقاء المفتوح الذي سيعقد في الساعة الثانية بعد ظهر اليوم، الأربعاء، لمناقشة كل الأفكار والاقتراحات حول تداعيات الأزمة الأخيرة على الكيان النقابي.
وحضر نقيب الصحافيين المصريين وعدد من أعضاء المجلس، وبدأوا باستقبال الوفود المتضامنة مع قضية الصحافيين، ومن أبرزهم الشاعر المصري عبد المعطي حجازي، والنقيب السابق ضياء رشوان، وعدد من كبار الكتاب وشيوخ المهنة.
وبينما لم يتجاوز الحضور بضع مئات، وضع الصحافيون المتواجدون في بهو النقابة نعشا يرمز لحرية الصحافة على سلم النقابة وطافوا به وأدخلوه بهو النقابة.
أما محيط النقابة، فقد حولته قوات الأمن المصرية لما يشبه الثكنة العسكرية، بتمركزها حول النقابة من خلال توقف سيارات الأمن المركزي والإنقاذ السريع على مداخل ومخارج الشوارع المؤدية لمقر النقابة.
وارتدى عدد من الصحافيين شارات سوداء لإعلان حدادهم على ما آل إليه وضع الصحافة في مصر.
وعلى سلم النقابة، تم تعليق لافتة سوداء عريضة كتب عليها "الصحافة مش جريمة.. لا لحبس الصحافيين.. لا لحبس النقيب.. لا لحبس أعضاء المجلس".
وتعود وقائع الأزمة بين الصحافيين ونقابتهم ومجلسهم من جهة، والنظام المصري ووزارة داخليته من الجهة الأخرى ليوم 1 مايو/أيار الماضي، عندما تمكن الصحافيان المصريان، عمرو بدر ومحمود السقا، من مراوغة الأمن، والانتقال من مكان خفي اختبآ به إلى نقابة الصحافيين المصرية، بوسط القاهرة. وأعلنا دخولهما في اعتصام مفتوح بالنقابة، اعتراضا على قرار ضبطهما وإحضارهما، وملاحقتهما أمنيا، على خلفية كتاباتهما الصحافية ومواقفهما السياسية من رفض تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير، لصالح السعودية بموجب اتفاقية ترسيم الحدود المبرمة بين البلدين في 8 إبريل/نيسان الماضي.