وبحسب ما أكدت مصادر من داخل المؤسسة لـ"العربي الجديد"، فإن رئيس مجلس إدارة الدار، مجدي سبلة، ورئيس تحرير المجلة، خالد ناجح، تلقّيا توبيخاً من مؤسسة الرئاسة، وتحديداً من مدير مكتب السيسي، اللواء عباس كامل، الأمر الذي دفعهما إلى معاقبة ثلاثة صحافيين في المجلة.
وأكد الصحافيون في بيان أن معاقبة صحافيي "دار الهلال" جاء بالمخالفة للقانون، مشيرين إلى "دعمهم لمطالب الصحافيين (رضوان آدم، وعلي رزق، ومحمد السيد) برفع الغبن الواقع عليهم"، وأن "تمرير الأزمة يفتح الباب لسن سنة أمام جزاءات جائرة بحق كل الصحافيين".
وأشار البيان إلى أن "مجدي سبلة رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال ما زال يستمر في الضرب بنقابة الصحافيين والأعراف الصحافية عرض الحائط، حيث يستخف بمخاطبات أعضاء مجلس نقابة الصحافيين بخصوص أزمة صورة (أم الرئيس) في مجلة الهلال، والجزاءات غير القانونية (سابقة خطيرة في تاريخ الصحافة المصرية) التي طاولت الزملاء الثلاثة، مُشيعاً أن (النقابة في جيبه)، وأن كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة والأجهزة الأمنية يقفون لحماية ظهره".
وحسب البيان، فإن رئيس مجلس إدارة مؤسسة "دار الهلال" قام بتوقيع جزاءات بلا سند من القانون على الزملاء الثلاثة، زاعماً أن ذلك بـ"توصية" من الهيئة الوطنية للصحافة، بما يتنافى وما فصلته المادة 30 من قانون تنظيم الإعلام المعنونة بـ"اختصاصات الهيئة الوطنية للصحافة"، التي تتضمن 21 بنداً، ليس من بينها إصدار عقوبات تأديبية، أو التدخل في تحقيق داخلي تم في المؤسسات الصحافية، بينما ينص البند الخامس منها على "مساءلة القيادة الإدارية والتحريرية للمؤسسات القومية في حالة ثبوت خلل أو تعثر في الأداء".
وتابع البيان: "فوجئ الزملاء السيد، وآدم، ورزق، صبيحة يوم الثلاثاء (10 إبريل/ نيسان 2018) بوقفهم عن العمل لمدة خمسة عشرة يومًا، وتغريمهم مبالغ مالية (تتفاوت بين 4500 جنيه و12 ألف جنيه)، بزعم أنهم مسؤولون عن خطأ فني (تعليق صورة) وردت في موضوع (من نجيب إلى السيسي: قصص أمهات الرؤساء)، الوارد في الصفحات من 76 إلى ص 85 من عدد مجلة الهلال (مارس/ آذار 2018)، على الرغم من أنهم أثبتوا (كانوا مجرد شهود في التحقيق) أمام جهات التحقيق الداخلية في المؤسسة (الشؤون القانونية في الأسبوع الأول من مارس/ آذار الماضي) عدم صلتهم بالموضوع المذكور وعدم اختصاصنا الفني وأن الخط الموجود تحت تعليق الصورة (السيدة سعاد إبراهيم والدة الرئيس السيسي)، الذي جاء تحت صورة لشخصية أخرى غير والدة الرئيس السيسي، لا يخص أياً من الزملاء الموقعة عليهم الجزاءات.
وجاء في البيان أيضاً: "اتفقت شهادات الزملاء المُحقق معهم، على أن رئيس التحرير (خالد ناجح) هو المسؤول عن المراجعة النهائية لكل صفحة من صفحات المجلة، فهو المسؤول مسؤولية كاملة عن مُجمل العدد".
وقال البيان إنه "على الرغم من أن الصحافيين تقدموا بشكوى إلى نقابة الصحافيين، ومذكرة إلى الهيئة الوطنية للصحافة (الخصم والحكم!) للتحقيق في الأمر، والاطلاع على نتائج التحقيق، وفحواه، إلا أن شيئاً لم يتحرك إلى الأمام حتى الآن، ولم تستطع النقابة حتّى الحصول على فحوى التحقيق للاطلاع عليه، كما أن الهيئة الوطنية لم ترد على مذكرة الزملاء. في الوقت نفسه، يتعرض الصحافيون الثلاثة لضغوط مباشرة وغير مباشرة لإثنائهم عن المطالبة بحقوقهم العادلة والمشروعة".
وجاء في البيان كذلك: "قد أورد الزملاء في التحقيق، بشهادة الجميع، أن خالد ناجح انصرف في السادسة من صباح اليوم التالي وليس في منتصف الليل كما ادعى، حتى السائق الخاص به والعاملين في دار الهلال وتسجيل الكاميرات في المؤسسة يثبتون عدم صحة شهادته، إذ غادر الزملاء، الذين اتهمهم في مذكرته، المجلة في الخامسة صباحاً وتركوا رئيس التحرير يُراجع المجلة صفحة صفحة، بعد أن أنهى الزملاء المهام المطلوبة منهم".
وشدد الموقعون على البيان على أن "هذه الأزمة تأتي في سياق هجوم واسع على حرية الصحافة، شمل إغلاق مواقع، وحبس صحافيين، وإحالة آخرين إلى المحاكمات، وعقاب آخرين إدارياً، وهو ما يستدعي تضامن كل قوى المجتمع مع حرية الصحافة والصحافيين".