أصدرت مفوضة الحكومة الألمانية لسياسة حقوق الإنسان، بربل كوفلر، تصريحاً حول حرية التعبير في مصر، بشكل عام، وبشأن إدانة العديد من الفتيات في قضايا تطبيق "تيك توك" بشكل خاص، وقالت كوفلر إنها تشعر بصدمة بالغة تجاه الاعتقالات الأخيرة في مصر.
ونشرت الصفحة الرسمية للسفارة الألمانية بالقاهرة تصريح كوفلر، وقالت إنه تصريح صادر في ضوء أحكام الإدانة بحق عديد من المدونات والمؤثرات الرقميات المصريات.
وقالت مفوضة الحكومة الألمانية لسياسة حقوق الإنسان "أشعر بصدمة بالغة تجاه سلسلة الاعتقالات وأحكام الإدانة بحق شابات مؤثرات رقمياً ومدونات في مصر، فمؤخراً صدرت عقوبات شديدة بشكل غير معقول على مودة الأدهم وحنين حسام بالسجن والغرامة، يجب رفض هذا النوع من تقييد حرية التعبير بحزم، الذي يستهدف بشكل خاص الشابات اللواتي يتواصلن بنجاح كبير على وسائل التواصل الاجتماعي حول موضوعات متنوعة".
وأضافت كوفلر "هذه الأحكام ذات الأسس القانونية المريبة تهدف إلى تخويف جيل كامل من الشابات الشجاعات! تتناول الحكومة الألمانية بانتظام حقوق الإنسان، ولا سيما الحق في حرية التعبير، خلال حوارات مع ممثلي الحكومة المصرية".
أشعر بصدمة بالغة تجاه سلسلة الاعتقالات وأحكام الإدانة بحق شابات مؤثرات رقمياً ومدونات في مصر🇪🇬، فمؤخراً صدرت عقوبات شديدة بشكل غير معقول على مودة الأدهم وحنين حسام بالسجن والغرامة.
— Germany @ Arab World (@almaniadiplo) August 2, 2020
لقراءة البيان بالكامل ⬅️ https://t.co/sbnwloioIU pic.twitter.com/A8kpMSIpRU
وقالت إنها أثناء زيارتها للقاهرة العام الماضي "كوّنت بنفسي صورة عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقمع ضد المجتمع المدني والمعارضة، وقد تناولت ذلك مرارًا وتكرارًا في مناقشاتي مع المسؤولين الحكوميين المصريين في القاهرة وانتقدت الأمر منذ ذلك الحين مراراً وتكراراً".
وبدأت حملة استهداف النساء على خلفية استخدامهن لموقع التواصل الاجتماعي "تيك توك"، بين إبريل/نيسان ويونيو/حزيران 2020، وألقت قوات الأمن المصرية، القبض على ثماني نساء على الأقل، قدمن محتوىً مصوراً عبر التطبيق، وأمرت النيابة العامة بحبس معظمهن على ذمة اتهامات تتعلق بـ"خدش الحياء العام والتحريض على الفسق والفجور، والتعدي على القيم والمبادئ الأسرية".
وفي 21 إبريل/نيسان، ألقت قوات الأمن القبض على حنين حسام، وهي واحدة من أشهر مستخدمي تطبيق "تيك توك"، وبحسب بيان الداخلية آنذاك، جاءت واقعة القبض عليها بسبب "ظهورها في مقطع فيديو تحرض على الفسق والفجور"، وحكم عليها قبل أيام، بالحبس عامين وغرامة 300 ألف جنيه، حوالي 19 ألف دولار أميركي، وهو نفس الحكم الذي طاول مودة الأدهم التي تم القبض عليها، في 14 مايو/أيار، بتهمة "الاعتداء على مبادئ وقيم أسرية" و"إدارة مواقع وحسابات بهدف ارتكاب وتسهيل الجرائم".
وفي 26 مايو/أيار، ألقت الشرطة القبض على "منة عبد العزيز" بعد ظهورها في مقطع فيديو تتهم شابين باغتصابها والاعتداء عليها، وقررت النيابة وقتها حبسها 4 أيام.
وفي 9 يونيو/حزيران، ونتيجة لردود الأفعال بشأن واقعة الاغتصاب، تم استبدال الحبس الاحتياطي لمنة عبد العزيز وإلزامها بعدم مبارحة أحد مراكز الاستضافة المحددة بمشروع وزارة التضامن الاجتماعي لاستضافة وحماية المرأة المعنفة نفسياً واجتماعياً واقتصادياً.
وفي 11 يونيو/حزيران، ألقت قوات الأمن القبض على شريفة رفعت، الشهيرة بـ"شيري هانم" وابنتها نورا، ووجهت لهما النيابة اتهامات بـ"نشر فيديوهات فاضحة تتضمن إيحاءات جنسية، والاعتداء على مبادئ وقيم أسرية في المجتمع المصري، وانتهاكهما حُرمة الحياة الخاصة"، وغيرها من الاتهامات المتعلقة بخدش الحياء العام وإدارة حسابات بهدف ارتكاب تلك الجرائم.
وألقت قوات الأمن، 3 يوليو/تموز، القبض على الفتاة الشهيرة بدينا مراجيح، هي و6 آخرين بعد انتشار مقطع فيديو لها على يوتيوب، تتعرض للضرب بسبب نشوب مشاجرة بينها وبين بعض الشباب بالشارع، وقد تم إخلاء سبيلها هي والآخرين في نفس اليوم.
وفي مطلع يوليو/تموز الماضي، كانت واقعة القبض على منار سامي وريناد عماد من مكانين مختلفين، بنفس الاتهامات "تقديم فيديوهات خادشة للحياء، بقصد ممارسة الدعارة، والتحريض على الفسق والفجور، وإنشاء صفحة بقصد ارتكاب جريمة معاقب عليها والإعلان عن النفس لممارسة البغاء وتحريض الغير لارتكاب مثل تلك الوقائع، بالمخالفة للمبادئ والقيم".