اتهم ناشطون سياسيون ينتمون لعدد من حركات الاحتجاج المصرية، اليوم السبت، السلطة الحاكمة بالفشل في إنهاء أزمة الصراع المشتعل في سيناء، مؤكدين أن "إصرار الدولة على اللجوء للحلول الأمنية يزيد من تعقيد المشهد ويُضاعف من الإرهاب ولا يقضي عليه".
ولفت القيادي في جبهة "طريق الثورة"، محمد الباقر، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى ان "ضرراً كبيراً يقع على المُواطنين المدنيين المُقيمين بسيناء جرّاء العمليات المسلّحة التي تنفذها قوات الجيش ضد المجموعات التكفيرية، ما يتسبب في تضاؤل تعاطف هؤلاء المواطنين مع الإجراءات التي تتخذها السلطة".
وأوضح أن "لجوء السلطة للحلول الأمنية في مصر عامة والحلول العسكرية في سيناء بشكل خاص يجعل من الإرهاب أكثر قوة وهو ما تجسد في حادث استهداف كمين كرم القواديس، أمس الجمعة، الذي أسفر عن مقتل نحو 30 جندياً من الجيش وإصابة 28 آخرين".
وأكد الباقر أن "حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي عن وقوف جهات خارجية لم يُسمها، وراء الحادث كلام مكرر ولا جديد فيه"، متوقعاً "استغلال ما حدث في تبرير مواصلة حربه المزعومة ضد الإرهاب على الرغم من أن الدولة هي الصانع الأول للإرهاب".
وأشار إلى أن "النظام الحالي يتعامل مع سيناء باعتبارها منطقة عسكرية ومن يعيشون فيها مجرد لاجئين، ومن ثم فلا نية لديه في تنفيذ أي مشروعات تنموية فيها"، مضيفاً "أما حديث السيسي عن ضبط الحدود مع قطاع غزة فيعني اتجاه السلطة الحالية لإخلاء رفح المصرية من سكانها وإعلانها منطقة حرب ما يُنذر بوقوع المزيد من الانتهاكات بحق أهالي سيناء التي تعيش حالة من التعتيم الإعلامي المُتعمد منذ نحو 14 شهراً".
وفيما يتعلق بالتوصيات التي انتهى إليها اجتماع مجلس الدفاع الوطني، فقال الباقر "ليس هناك جديداً في القرارات التي تم الإعلان عنها إذ يتعرض أهالي سيناء لانتهاكات مستمرة منذ 3 يوليو/تموز 2013".
من جهته، شن عضو المكتب السياسي بحركة "الاشتراكيين الثوريين"، هيثم محمدين، هجوماً حاداً على اتجاه السلطة لتهجير أهالي سيناء للداخل، وكتب على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "الأولتراس يهتف في الماتشات اقفل الاستاد، الطلاب يخرجون في مظاهرت اقفل الجامعة، الإخوان ممكن ينزلوا ميدان التحرير بالمترو اقفل المترو، المصنع اللي فيه إضراب يتقفل، عمليات مسلحة ضد الجيش والشرطة في سيناء هجَروا أهالي سيناء للداخل".
وأضاف محمدين ساخراً "هناك مشكلة صغيرة قد تواجه الجيش تتمثل في أنه لا يعرف كل الإرهابيين في سيناء، وبالتالي يمكن تهجيرهم مع الأهالي ما يمكنهم من العمل في زحام القاهرة بعد ما كان الطريق مقطوعاً عليهم عند القناة". في إشارة منه لقناة السويس.
وفي السياق نفسه، قال منسق حركة "شباب 6 إبريل"، جبهة أحمد ماهر، عمرو علي، إن "الوضع في سيناء ينحدر من سيئ إلى أسوأ"، مندداً بـ"عدم ضبط مرتكبي الحوادث التي تقع يومياً هناك".
وأوضح علي، في بيان أصدرته الحركة، أمس الجمعة، "لا نجد نهاية للنفق المُظلم الذي نعيشه بالرغم من استمرار العمليات التي تقوم بها القوات المسلّحة، وذلك بسبب انشغالها بالشؤون السياسية والمدنية ما يؤثر سلباً على أدائها في حماية حدود البلاد".
ودعا "الحكومة إلى البدء في خطة تنمية وإعمار بسيناء بما يشعر سكانها بالكرامة وبما يساعد في القضاء على الإرهاب".
وكان مجلس الدفاع الوطني قد قرر في اجتماعه أمس، إعلان حالة الطوارئ من تل رفح مروراً بخط الحدود الدولية وحتى العوجة، وغرباً من غرب العريش وحتى جبل الحلال، وشمالاً من غرب العريش مروراً بساحل البحر وحتى خط الحدود الدولية في رفح، وجنوباً من جبل الحلال وحتى العوجة على خط الحدود الدولية لمدة 3 أشهر، اعتباراً من الخامسة من صباح اليوم السبت".
كما قرر المجلس "فرض حظر التجوال في المنطقة، طوال مدة إعلان حالة الطوارئ، من الخامسة مساءً حتى السابعة صباحاً أو لحين إشعار آخر، على أن تتولى القوات المسلحة والشرطة اتخاذ ما يلزم لمواجهة أخطار الإرهاب"، مؤكداً على "معاقبة كل من يخالف الأوامر بالسجن".