يستضيف "المعهد الفرنسي للدراسات الشرقية" IFAO، اليوم السبت، لقاءً عنوانه "بيض النعام: كتاباته وزخارفه في مصر الإسلامية"، بالتعاون مع كلية الآداب في جامعة كفر الشيخ.
ويتحدث في اللقاء الدكتور أحمد الشوكي، أستاذ الآثار الإسلامية وعضو المجمع العلمي المصري، ويلقي الضوء على ما تقتنيه المتاحف المصرية من بيض للنعام، مستعيناً بالمصادر التاريخية التي أوردت الكثير من المعلومات المهمة عن بيض النعام ووظيفته.
ويسلط الشوكي الضوء على مكانة بيض النعام الكبيرة لدى العرب قبل الإسلام. وكيف استمرت هذه المكانة في العصر الإسلامي، إذ تنوعت استخداماته؛ سواءٌ للتعليق في المنشآت الدينية كالمساجد والأضرحة أو المدنية كالبيوت، حيث كانت تتم زخرفته بالكتابات والتصاوير والرسوم المتنوعة؛ وذلك بالرسم والحفر على عدة مستويات، ما جعله من الهدايا القيمة والنفيسة التي تُهدى للخلفاء والملوك.
ولبيضة النعامة صلابة كبيرة لا تدانيها بيضة أي طائر آخر، ولها قوة السيراميك فهي تحتاج إلى منشار أو مطرقة لكسرها، وتتحمل ضغطاً كبيراً؛ إذ يمكن لرجل وزنه نحو 125 كيلوغراماً أن يقف فوقها دون أن تتحطم.
وقد عرف المصريون القدماء الاستخدامات الفنية لبيض النعام؛ فكان يستخدم كآنية ملكية للشرب، وفي العصر القبطي، كان يعلق في الكنائس أمام حامل الأيقونات. وكان بيض النعام يهدى إلى الأزواج باعتباره رمزاً ودعاءً بحياة مديدة وذرّية صالحة، ورمزاً للوفاء والاحترام للآخر.
كما استخدمته المجتمعات البدائية في أغراض الزينة والطقوس العقائدية، وقد عُثر في 2010 بأحد الكهوف التي تعود للعصر الحجري بجنوب أفريقيا على مخزن كبير، يضم قشوراً لنحو 270 بيضة نعام حملت نقوشاً وتصاوير ورموزاً. كما سُجّل نوعان مختلفان من الزخرفة الرئيسية على قشور البيض الأول، ويتمثل في استخدام أصباغ متعددة لرسم خطوط تتلاقى وتتقاطع مع بعضها، والثاني نقوش زخرفية ناتجة عن تكسير البيض بعد عملية الفقس.
(Getty)
ولا يزال بعض الفنانين المصريين المعاصرين يهتمون بتنفيذ أعمالهم الفنية على بيض النعام؛ مثل كارمن فيليب، وعلاء القاضي وغيرهما.