طبقاً لتعريفات الأمم المتحدة، فالأشخاص فوق سن محددة، وليسوا في وظيفة مدفوعة الأجر أو يعملون لحسابهم الخاص، لكنهم جاهزون للعمل واتخذوا خطوات سعياً وراء التوظيف، يعانون من "البطالة".
ووفقًا للتعريف السابق، فقد رصد صندوق النقد الدولي نسبة مقدارها 9.19 % من جملة المصريين القادرين على العمل في عام 2010، وهم عاطلون عن العمل، وبعد عام من الثورة المصرية، أي في 2012، رصد الصندوق نسبة أكثر ارتفاعًا قدرت بـ 12.31% من جملة المصريين القادرين على العمل، أما في عام 2014، فقد وصلت النسبة إلى 12.82% من جملة المصريين القادرين على العمل.
فيما ذكر بيان للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، أن عدد العاطلين عن العمل سجل نحو 3.6 ملايين شخص في الربع الأخير من عام 2014، بزيادة نحو 78 ألف عاطل في الربع الثالث من العام نفسه، مسجلاً 9.3% بين الذكور، و24.9% بين الإناث. وهربًا من شبح الأرقام السابقة، يحاول بعضهم التحايل على واقع الاقتصاد في مصر ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا.
محمد هلال، شاب أنهى دراسته الثانوية في محافظة البحيرة جنوب الإسكندرية، في مدارس تابعة للأزهر. في حديثٍ إلى "جيل العربي الجديد"، يقول: "عقب اجتياز اختبارات الثانوية العامة، انتظرت جواب مكتب التنسيق (المكتب المرشح للجامعات في مصر)، وخلال فترة الانتظار هذه عملت "مبيض محارة" (في الدهان) بيومية 25 جنيهاً مصرياً، واستمر عملي حتى انتهاء العام الأول من كلية الإعلام، إلا أن صعوبة العمل وتأثيره على الجلد دفعتني لتركها والبحث عن مهنة أكثر مناسبة".
يتابع: "عملت "كطباخ أفراح"، من السنة الجامعية الثانية، وخلال فترة التدريب الصحافي، نظرًا لكون العمل في بعض المواقع والجرائد الأسبوعية لم يكن نظير أجر، ولكي أحافظ على بقاء كريم في القاهرة بعد انتهاء فترة دراستي، كنت أجمع إليها هذه المهنة التي وفرت المال، خصوصاً في فترة الأعياد التي تحتجب معها الجرائد الأسبوعية".
ويرى هلال أن الاحتياج المادي هو السبب الرئيس في دفع الأشخاص إلى ممارسة مهن لا تحتاج لما بذلوه من جهد تعليمي، مضيفًا أن المهن المتخصصة، كالصحافة، عائدها المادي ضئيل جدًا، مع الوضع في الاعتبار المركزية الغالبة على المهنة، والتي لا يمكن ممارستها من قريته البعيدة، ما يزيد عبئًا جديدًا هو "الاغتراب" الذي تتضاعف معه المصروفات.
طبقًا لتقرير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عن السنة المالية 2014 - 2015، فإن عدد العاطلين عن العمل سجل نحو 3.5 ملايين عاطل من إجمالي قوة العمل في الربع الثاني من عام 2015، بانخفاض نحو 141 ألف عاطل عن نفس التوقيت من عام 2014.
من جهتها، تعمل فاطمة محمد في إحدى المكتبات الخاصة في القاهرة التي تفتح أبوابها أيضًا للشباب للقراءة أو للدراسة. تقول، في حديثٍ إلى "جيل العربي الجديد"، إنها تخرجت من كلية التجارة/ جامعة القاهرة، وهو ما يعني أربع سنوات من الأرقام والإحصاء والمحاسبة، إلا أنها حين تخرجت لم تجد في العالم الواقعي استخدامًا لهذه الأرقام، وكل ما وجدته أمامها من فرص، هي وظيفة مدخل بيانات في أحد دور النشر بالقاهرة: "لم يكن هذا العمل الأول سوى الفرصة الوحيدة المتاحة أمامي، وإلا فعليَ بالانتظار الذي يستمر طويلاً".
وترى فاطمة أن سبب العمل بغير مجال تخصّصها يرتبط بما هو متاح، والذي بدوره يفرض نفسه: "ربما لو عملت بمجال دراستي لكان دخلي الشهري أقل".
في العاشر من كانون الأول/ ديسمبر 2015، أصدر الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء المصري، تقريراً جاء فيه أن متوسط الدخل السنوي للفرد على مستوى الجمهورية سنويًا بلغ 7.1 آلاف جنيه ما يعادل نحو 1000 دولار أميركي، ويرتفع في المدن 8.8 آلاف جنيه وينخفض في الريف إلى 5.8 آلاف جنيه مصري.
وفي تصريحات صحافية يوم 11 آذار/ مارس 2016، قال أشرف العربي، وزير التخطيط ، إن معدل البطالة بين الشباب من سن 15 إلى 39 سنة، يبلغ 30%، موضحًا أن مواجهة البطالة تتم بعدد من "المشروعات القومية الكبرى"، والمشروعات الصغيرة وتنمية فكرة ريادة الأعمال بين الشباب. وأضاف أن متوسط دخل الفرد في مصر نحو 3400 دولار في السنة، موضحاً أن خطة التنمية 2030 تهدف إلى رفع دخل الفرد في مصر إلى 10 آلاف دولار.
النموذج الثالث، عبد العزيز بدوي قد يكون مغايراً للنموذجين السابقين، إلا لديه بعض نقاط التشابه في عمل بغير مجاله.