مصر والتحالف ضد "داعش": طموح بتوسيع الأهداف

17 سبتمبر 2014
سليمان: دور مصر في التحالف ليس واضحاً (الأناضول)
+ الخط -
يرى خبراء مصريون أنّ دور القاهرة في التحالف الدولي الجديد لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية"، بقيادة الولايات المتحدة، لا يزال غير واضح تماماً حتى الآن. ويربطون انضمام مصر إلى التحالف، برغم عدم وجود مخاطر مباشرة لتنظيم "داعش" على أراضيها، برغبة النظام المصري في التقارب مع أميركا، والعمل على توسعة أهداف التحالف، لتشمل جماعة "الإخوان المسلمين" وغيرها من الجماعات التي يعتبرها النظام إرهابية، تحت مظلة "محاربة الإرهاب".

يقول الخبير العسكري، اللواء عادل سليمان، إنّ الولايات المتحدة لم تكشف عن رؤية ومخطط واضحين، في إطار التحالف الدولي لمواجهة تنظيم "داعش"، معتبراً أنّ كل ما جاء في هذا السياق، عبارة تصريحات وكلام عام. ويشير سليمان إلى غياب "رؤية محددة واضحة حتى الآن بخصوص التحالف الدولي الجديد، وخصوصاً في ما يتعلّق بالدول التي انضمت للتحالف وما يمكن أن تقدّمه في سبيل ضرب داعش"، لافتاً إلى أنّ بعض التصريحات الصادرة عن الإدارة الأميركية تفيد بأنّ الهدف من توجيه ضربة عسكرية إضعاف تنظيم "داعش" وليس القضاء عليه.

ويقلّل الخبير العسكري من فكرة دخول أميركا والتحالف الجديد حرباً بمفهومها المعروف، على غرار "عاصفة الصحراء" أو غيرها، مرجحاً أن تحصل بصورة مختلفة من خلال توجيه ضربات بالطائرات.

ويعدّد سليمان صور الدعم الذي تحتاج إليه أميركا من مصر ودول المنطقة، ومنها تقديم اللوجستي أو تسهيلات لحركة القوات الدوليّة، أو فرض قيود حركة انتقال الأفراد من وإلى العراق، فضلاً عن السيطرة على حركة الأموال في المنطقة التي تصبّ في صالح التنظيم.

ويوضح أن دور مصر في هذا التحالف الدولي، ليس واضحاً حتى الآن، مقللاً من احتمال إرسال قوات مصريّة إلى العراق للمشاركة في العمليات ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". ويضيف: "ما حدث في حرب الخليج في العام 1991 لن يتكرر، لأن الظروف كانت خاصة في تلك الفترة"، لافتاً إلى أنّ "الصورة التي يكوّنها البعض لناحية أنّ الحرب ضدّ داعش ستكون أشبه بالحروب المفتوحة غير صحيحة، وهو ما تؤكده أميركا".

ويبرّر سليمان قبول مصر المشاركة في التحالف، انطلاقاً من أنّ "النظام المصري يحارب الإرهاب، وأميركا تخوض حرباً على الإرهاب"، معرباً عن اعتقاده بأن "النظام المصري وجد فرصة للتقارب مع أميركا لتحسين العلاقات بين الطرفين".

وفي هذا الإطار، يذكّر سليمان بتصريحات وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أثناء زيارته مصر، لناحية أنّ مصر هي "في الخطوط الأماميّة في مواجهة التطرّف، لكن عليها التركيز في سيناء"، فضلاً عن تعهده بمنح مصر 8 مروحيات "أباتشي" لاستخدامها في سيناء.

في المقابل، يؤكّد سليمان أن إمكانيّة إمداد مصر الجيش العراقي بالسلاح الخفيف، "تدخل في إطار تجارة السلاح وهو أمر مشروع، ويمكن لأي دولة شراء أسلحة، وإن كانت مصر ستعطيه للجيش العراقي بأسعار مخفضة".

من جهته، يتّفق الخبير العسكري، العميد صفوت الزيّات، مع سليمان، من حيث جهل الدور المطلوب من كل دولة في التحالف الجديد. ويقول: "هناك مساران لدى التحالف الجديد، الأول سياسي دبلوماسي، في شكل اللقاءات في تركيا ومصر وجدة والأدرن، ويمكن من خلاله أن يتحدّد دور كل دولة فيه، لكنّ المسار الثاني عسكري تنفرد به الولايات المتحدة".

ويشدد على أن المسؤول العسكري عن العمليات ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، جون آلن، "يعكف على وضع خطة عسكريّة، ربما تكون خطط عمليات مرحليّة"، مضيفاً: "لا يمكن أن نتصوّر الدور المطلوب من كل الدول التي ترحّب بالمشاركة في هذا التحالف".

ويرى أن "أميركا هي المسيطرة على التحالف الجديد وهي التي تقوده، وهي مَن يحدد نوع مشاركة أعضاء التحالف وحجمه ومكانه وتوقيته". ويعرب عن اعتقاده بانّ هدف مصر من المشاركة في التحالف الجديد، "توسعة دائرة التحالف لتشمل جماعة الإخوان المسلمين، وبعض الجماعات الأخرى التي تريد أن تضعها على قائمة الإرهاب"، موضحاً أن "ما يبحث عنه النظام المصري لم يكن مثار اهتمام من الجانب الأميركي والدول في التحالف، نظراً لأن العالم الغربي يدرك أن جماعة الإخوان ليست إرهابيّة".