يرى مصمم الأزياء المصري، هاني البحيري، أن الأزمات الاقتصادية، التي شهدتها بلاده، قلصت عروض الأزياء، خاصة في ظل تراجع النشاط الفني، مشيراً في حوار مع " العربي الجديد" إلى أنه يهتم بمتابعة سعر صرف العملات الأجنبية.. فإلى نص الحوار:
* يرى بعضهم أن عالم الأزياء والموضة هو الأقل تضررا من تأزم الاقتصاد في مصر أخيرا، فماذا ترى؟
بالعكس، فنحن من أكثر المتضررين من تردي الأوضاع الاقتصادية، ولا سيما بعد اندلاع ثورة يناير/كانون الثاني 2011، فقد اعتدت تقديم عروض أزياء كل فترة، لكن بعد هذه الفترة كل شيء تراجع تدريجيا.
ولست وحدي من يشعر بالأزمة، بل إن كافة المصريين عانوا طيلة السنوات الثلاث الماضية من أزمات عدة، أهمها التراجع الأمني والاقتصادي.
* هل ترى صعوبة في أن تخطط لحياتك العملية في مثل تلك الأوضاع ؟
الأمور كانت معقدة، وكان من الصعب أن أخطط لشيء وأضمن بنسبة كبيرة تنفيذه، وحتى إن تمّ، فإن نسبة النجاح لم تكن مضمونة بشكل كبير.
* أنفهم من ذلك أنك ترغب في أن تؤمن مستقبلك بعيدا عن هذا المجال فى ظل تذبذب الأوضاع الاقتصادية؟
لا.. بطبعي لا أستطيع أن أدخل أي مجال أو أخوض أية تجربة، إلا إذا كانت تستهويني، وأكون متميزا فيها وقادراً على التميز في هذا المجال، ومنذ الصغر وأنا أعشق الموضة والأزياء، ولن أترك هذا المجال تحت أي ظرف، حتى وإن لم يكن له المكان المميز في مصر، أو تراجع الاهتمام به، لأنه لا يعتمد على بلد أو مكان معين، ولكنني أستطيع أن أقدم أعمالي في جميع الدول.
*ما مدى متابعتك للاقتصاد المصري وأخباره ؟
أتابع الاقتصاد فى حدود عملي فقط، ومثل بعضهم أهتم بالتغير في سعر صرف العملات الأجنبية، لكن الاقتصاد بشكل عام كالبورصة وغيرها من التعاملات فلا يستهويني الاطّلاع عليها.
*بعض الفنانين يفضلون وضع أموالهم في مجالات استثمارية، بدلا من ادّخارها في المصارف، فماذا عنك؟
بالنسبة لي أفضل طبعاً أن أضع أموالي في المصارف، ولكن بعضها استثمره في عملي ومشاريعي الخاصة في مجال تخصصي، ولكن في كل الأحوال أفضل التعاملات المصرفية لأنها أكثر أماناً.
*اقتصادياً كيف ترى مستقبل مصر؟
على حد علمي وثقافتي البعيدة كل البعد عن الاقتصاد، أرى أن مصر حاليا لديها مشروعات عدة، لكنها تحتاج إلى تنفيذ حتى ينعكس ذلك على المجتمع وكافة مؤسسات الدولة في المستقبل.
وأرى أن خروج مصر من أزمتها الاقتصادية لا يتعلق بالمصريين فقط، وإنما سيعود بالنفع حتى على الدول العربية، لأن استقرار مصر وانتعاشها اقتصادياً ينعكس على أشقائها.
وأرى أن المصريين أصبح لديهم وعي وفكر ثقافي ورؤية في جميع المجالات ولو بنسبة بسيطة، ولكنه شيء إيجابي، فلم نكن قبل ثورة يناير/كانون الثاني 2011 نعرف ما يدور على الساحة السياسية أو الاقتصادية، والآن أصبحت فئات الشعب جميعها تتحدث في كل شيء، وعن كل شيء.
*من خلال احتكاكك بالوسط الفني وحياة الفنانين الخاصة، هل تعتقد أن المشاريع الخاصة لبعض الفنانين مجدية وتوفر لهم الأمان، أم أنها مخاطرة سلبياتها أكثر من إيجابياتها؟
من وجهة نظري أرى أن الفنان لا بد أن يفكر فقط في فنه، وفي ما يعرفه ويتقنه، لأن الدخول في مشاريع خارج الوسط الفني من الممكن أن تكلفه الكثير وتجعله يندم على تلك الخطوة، رغم أن هناك من الفنانين من نجحوا بشكل ملحوظ في مشاريعهم الخاصة التي أقاموها خارج الوسط الفني.
*ولكن من الممكن أن يستثمر الفنان أمواله داخل الفن مثلما تفعل أنت من خلال مجالك؟
بالطبع ، من الممكن وهذا ما أؤيده وأوافق عليه بشدة لأن الفنان لو استثمر أمواله في المجال الذي يعمل فيه سيكون أكثر نجاحاً، ولذلك أنا استثمر أموالي في مجال ونطاق عملي، الذي أفهمه وأعشقه وأرفض أن أشتت ذهني بين أكثر من عمل لأنني من المؤيدين لفكرة التخصص.
*وهل ترى أن الوضع في المجال الفني يتيح للبعض أن يستثمروا فيه وسط كل ما يعانيه الفن من أزمات؟
لا أتحدث عن الوقت الراهن، ولكني تحدثت عن تلك النقطة بمنظور عام، لم أقصد مرحلة أو فترة بعينها، ولكن لو تحدثنا عن المرحلة الحالية فأرى أن هناك صعوبة في الاستثمار داخل الوسط الفني إلا إذا كانت الفكرة أو التجربة مدروسة بعناية، غير أن خبرة كل شخص في المجال الذي سيستثمر فيه تزيد من نسبة نجاحه.