إذا سألك أحدهم عن مساوئ العلكة أو اللبان، قد يخطر ببالك عما سببته لك من إزعاج عندما التصقت بكعب حذائك، أو بشعر أحد أطفالك، أو بملابسك، أو تسببت بسقوط حشوة ضرسك.
ولكن كثرة الإعلانات عن العلكة ودورها في تنظيف الأسنان بعد الأكل وفي تعطير الأنفاس، تجعل الصورة الطاغية في أذهاننا عنها بأنها خالية من العيوب والأضرار.
كما أننا نقع في "الفخ" الذي تنصبه لنا المتاجر الكبرى والشركات المسوقة للعلكة، عندما تصفّ أصنافها المتنوعة قرب صناديق الدفع، فنختار منها الطعم الذي يروق لنا، ونحن منتظرون دورنا لندفع قيمة مشترياتنا.
أضرار العلكة ...جدية
البعض منا يعتاد على مضغ العلكة بشكل دائم، ويحتاج لأكثر من قطعة في اليوم، ويختار الخالية من السكر في أغلب الأوقات، والنوع الطري الذي لا يؤلم أسنانه. ولكن لا بأس من تنبه محبي العلكة لبعض التحذيرات التي يذكرها موقع chewinggum الإلكتروني:
- احذر العلكة التي تحتوي على السكر، لأن تراكمه الدائم على الأسنان، يسبب التسوس والتآكل وأمراض اللثة، إلا في حال تم تنظيف الأسنان بعد مضغها.
-لا تتناول العلكة الخالية من السكر، لاحتوائها على محليات اصطناعية مثل الأسبارتام والسوربيتول وهي مواد كيماوية تسبب أمراض الحساسية والأعراض المرضية، كما تشير الدراسات إلى أن ارتفاع معدل تلك المواد في الدم والأنسجة يسبب السرطان.
-المضغ المتواصل يومياً ولساعات يسبب إجهاداً للفك، ويؤدي على المدى الطويل إلى ما يسمى بالاضطراب الفكي الصدغي، ويظهر على شكل ألم في الوجه وانزعاج في الجزء الخلفي من الرقبة.
-مضغ العلكة بعد الأكل مباشرة، دون أن يترك للجهاز الهضمي الفرصة لهضم الطعام مع استثارة إفراز اللعاب، يسبب تهيجاً وآلاماً والتهاباً في المعدة والأمعاء وربما تقرحات كذلك.
-يعبر مضغ العلكة عن سلوك غير لائق في بعض البيئات المجتمعية، خصوصاً في المدارس أو أماكن العمل أو الأماكن العامة، فهي عادة قد لا تصلح لكل الأوقات وفي كل الأماكن.
-المضغ المستمر في النهار قد يسبب صريراً واحتكاكاً للأسنان خلال النوم، ما يضر بالأسنان واللذة إذا استمر لمدة طويلة.
-العلكة تسبب سقوط حشوات الأسنان، كما أنها تحرر بعض مواد الزئبق الخطرة الموجودة في الحشوات، والتي تتسرب إلى الدم والمسالك البولية والأعصاب والدماغ.
-مضغ العلكة واعتيادها في مرحلة البلوغ يؤدي إلى تحفيز عظم الفك وعضلات الوجه.
دراسات وحقائق
أشارت دراسات إلى أن العلكة قد تساعد على خفض الوزن، لأن الناس يعمدون في حالات التوتر والإجهاد وقلة النوم إلى تناول وجبات خفيفة أكثر وإلى زيادة كمية الطعام في وجباتهم. ووجدت أن لجوء هؤلاء الأشخاص للعلكة قبل الأكل يحفز إفرازات اللعاب لديهم، ما يوحي بعملية الهضم، إضافة إلى أن مضغ العلكة يخفف التوتر ومشاعر الإجهاد، وبالتالي تقل كميات الأكل المعتادة.
كما تجد الدراسات أن إفراز اللعاب يخفض الأحماض الضارة في الفم التي تسببها الأطعمة، ما يؤدي إلى تقليل مخاطر تسوس الأسنان. وتشير كذلك إلى أنها تساعد على التركيز، وتقلل الإحساس بالجوع.
من جهته، يوصي الطبيب الأميركي داون جاكسون بلانتر بالامتناع عن تناول العلكة لأنها تؤدي إلى بلع الهواء الذي قد يسبب الانتفاخ. كما تنصح المنظمة الأميركية للسكري باستبدال العلكة بقطعة صلبة من الحلوى.
أما الدراسة التي أصدرتها جامعة سالجرينسغا في غوتنبرغ في السويد في العام 2000، من خلال تجارب أجرتها على 17 شخصاً لديهم حشوات في أسنانهم، مضغوا العلكة لمدة خمس ساعات يومياً، وبمعدل سبع قطع من العلكة يومياً، بينت أن العلكة تسببت في سقوط حشوات أسنانهم، وأن كمية من الزئبق تسربت إلى دمائهم وبولهم.
أما الموقع الإلكتروني لجامعة ومركز ميريلاند الطبي فقد أشار إلى إحدى الدراسات التي تؤيد مضغ العلكة بعد الوجبات لمن يعانون من الارتجاع المريئي. وبينت أن مضغ العلكة بعد الوجبة لمدة 30 دقيقة يساعد على تخفيف الحرقة ويحمي من الأضرار الناجمة عن الارتجاع المريئي.
من جهته ينصح أخصائي أمراض الجهاز الهضمي تود إيزنر، النساء الحوامل بمضغ العلكة بعد وجبة الطعام لمدة نصف ساعة، لأن إفراز اللعاب يساعد على تخفيف الحوامض في الفم ويعدل مستويات الهورمونات ووضع الجنين للواتي يعانين من الارتجاع المريئي، مع تجنب العلكة بطعم النعناع والنعناع الفلفلي الحاد.
حماية ووقاية
إذا كنت من محبي العلكة، وتشتريها لأطفالك من دون تفكير في العواقب، حاول التأكد من احتوائها على أقل قدر من السكر، ولا تعتمد الأصناف الخالية من السكر لأنها أشد خطورة. كما قد يكون من الأفضل تجنب الأصناف التي لا تذكر محتويات المنتج على أغلفتها.
ومن الجيد أن تجعل أطفالك يدركون أن استهلاك المنتجات المصنعة من دون ضوابط له مضاره. وساعد صغارك على إيجاد بديل لمنتج يتناولونه، لا قيمة غذائية له، ويمكن الاستغناء عنه. فالعلكة منتج استهلاكي مهما تحدثوا عن منافعه، فإنه ضار في نهاية المطاف.
اقرأ أيضاً:ستة أسباب لتعيد النظر بشرب المياه المعبأة