تعيد المعارك الدائرة بين القوات النظامية السورية وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في محيط مطار دير الزور العسكري، إلى الأذهان المواجهات التي دارت بين الطرفين في محافظة الرقة، بدءاً من الفرقة 17 واللواء 93، وانتهاء بمطار الطبقة، وقد نجح مقاتلو التنظيم في حينه في السيطرة على جميع المناطق المذكورة، والتباهي بقطع رؤوس جنود النظام وعرضها في مقاطع مصورة، فضلاً عن تعليقها في شوارع مدينة الرقة.
ومنذ بدء التنظيم معركته الكبرى قبل نحو أسبوع بهدف السيطرة على مطار دير الزور العسكري، لضمان ثاني محافظة سورية، أضحى هناك قلق لدى قوات النظام والموالين له من تكرار سيناريو مطار الطبقة، والخوف من أن يكون مصير الضباط والجنود المرابطين هناك، مشابهاً لمصير ذويهم. وبات تكرار سيناريو الطبقة هاجساً في الكثير من القرى الموالية، خصوصاً أنّ مقاتلي "داعش" قاموا بذبح تسعة عشر عنصراً، وعلّقوا بعض الرؤوس في بعض مناطق ريف دير الزور الشرقي.
ويؤكّد مدير مركز "حماة الإخباري"، يزن شهداوي، لـ"العربي الجديد" بأنّ "مدينة مصياف في ريف حماة شهدت تظاهرات حاشدة من قبل الأهالي تطالب النظام بتأمين حياة أبنائهم المتواجدين في مطار دير الزور العسكري، ومعرفة مصيرهم إن كانوا على قيد الحياة، أم تمت تصفيتهم كما حصل في مطار الطبقة العسكري في الرقة"، مشيراً إلى أن "التخوفات تجلت أكثر بعد المعلومات الواردة عن هبوط طائرات مدنية داخل مطار دير الزور، حملت معها ضبّاطاً رفيعي المستوى لتأمينهم خارج المطار، لتبقي بقية العناصر بداخله تواجه سهام الموت واحتمال قطع الرؤوس".
وأوضح شهداوي بأن "عناصر الأمن العسكري المتواجدين في المدينة أطلقوا الرصاص لتفريق التظاهرات بالقوة، رغم ذلك لم تتوقف بسبب غضب الأهالي الذين كانوا ينددون بأن أبناءهم هم مجرد أرقام موت لدى النظام، وبأن أبناءهم من الطائفة العلوية أيضاً، ومن الواجب حمايتهم وتأمينهم بشتّى الطرق".
وتبعد مدينة مصياف نحو 48 كيلومتراً عن مدينة حماة في القسم الجنوبي الغربي، وتحتوي على قطع عسكرية عديدة، ويوجد فيها مركز تدريب عسكري كبير لجيش التحرير الفلسطيني، وغالبية سكانها من الطائفة العلوية.
بدوره، يؤكَد الناشط الإعلامي، حسام الجبلاوي لـ"العربي الجديد" على "حدوث حالات إطلاق نار كثيفة في حي العمارة الموالي للنظام في مدينة جبلة (جنوبي اللاذقية 25 كيلومتراً)، بعد معلومات عن مقتل مقدّم ونقيب، وعدد من الجنود في مطار دير الزور العسكري، جرّاء الاشتباكات مع تنظيم الدولة".
ويشير إلى "خروج تظاهرات في قرى موالية للنظام في ريف اللاذقية، بسبب الخوف من أن يكون مطار دير الزور مشابهاً لما حدث في مطار الطبقة بالرقة".
لكن القائد السابق للمنطقة الشرقية محمد العبود، لا يرى في تصريحات لـ"العربي الجديد" بأن "يكون هناك ردّة فعل قوية من قبل موالي النظام ضدّه"، مشيراً إلى أنّها "ردود أفعال، وبإمكان النظام أن يمتص غضبهم بقليل من العطاء".
ويؤكّد أنّ "سيطرة التنظيم على المنطقة الشرقية سيقصر كثيراً من عمر النظام، وهو يمر بأسوأ أحواله، واقترب من نهايته، أما التنظيم فسيكسب قاعدة شعبية، ويصبح، ربما، التقسيم أمراً واقعاً".
في المقابل، يقول قائد المجلس العسكري في دير الزور، المقّدم مهند الطلاع، في تصريحات لـ "العربي الجديد"، إنّ "هذا نظام مراوغ من الدرجة الأولى ويتقن الكذب بدرجة عالية جداً وقام بتضليل الحقائق، وما حصل في حماة من خلال سوقه كل الشباب المتخلفين عن الخدمة العسكرية والرافضين للخدمة، بأنه سيجعلهم يخدمون ضمن المخابرات الجوية وبعيداً عن جبهات القتال، فالتحق به 80 عنصراً وساقهم بالقوة الى جبهات القتال ضدّ (داعش)، ومنها حقل الشاعر، وقد هرب 40 عنصراً من الـ 80".
ويلفت إلى أن"المعركة هي معركة استنزاف للقوى الحية والوسائط النارية، ومالياً للطرفين، وعلى الرغم من أن التنظيم قد ينتصر في النهاية، لكن هناك صعوبة كبيرة في ذلك".
ويستطرد بأنه في حال "سيطر التنظيم على دير الزور، سيكون قد سيطر على أكبر جزء من المنطقة الشرقية، ومع وضع يده على بادية الشام، سيسيطر على نصف سورية وأكثر، وهذا يؤدي إلى انهيار معنويات النظام، وأعتقد أن الهدف القادم للتنظيم سيكون تدمر ومطار التيفور العسكري".
ويؤكّد القيادي العسكري أنّ "هناك عدد لا بأس به من مقاتلي الجيش الحر إلى جانب التنظيم، وقد استشهد بعضهم في المعركة، وهم مجبرون على المناصرة وأحياناً المبايعة، لأن التنظيم أمّن لهم الرواتب والذخيرة المتنوعة والكافية للمعركة"، مستبعداً أن يكون هناك تقسيم في سورية في حال سيطرة التنظيم على دير الزور، لأن "الدول كافة لن ترضى ببقاء هذا التنظيم ناهيك عن عدم وجود حاضنه شعبية له، والشعب السوري بنسبة عالية جداً لن يقبل بهذا الحل وخاصةً بعد التضحيات التي قدمها".
وفي وقت يواصل فيه تنظيم "الدولة" تقدّمه في مدينة دير الزور، بعد سيطرته على أجزاء واسعة من قرية الجفرة التي تعتبر خط الدفاع الأول عن مطار دير الزور العسكري، قُتل ثلاثة ضباط من قوات النظام خلال الاشتباكات في محيط المطار، بما يشير معه إلى سقوط مزيد من القتلى والجرحى لجنود النظام.
وبدأ "داعش" معركته للسيطرة على مطار دير الزور العسكري يوم الأربعاء الماضي، من عدّة محاور، تزامناً مع هجوم معاكس على مقرات قوات النظام في أحياء الصناعة والعمّال والرصافة، معتمداً بذلك على السيارات المفخخة بشكل رئيسي، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى بين قوات النظام.
ويعتبر مطار دير الزور العسكري، الواقع جنوب شرق مدينة دير الزور، صمام أمان للنظام في المحافظة، ويهدد فقدان السيطرة عليه، بخسارة المحافظة بأكملها، إذ يحوي على ترسانة من الأسلحة الثقيلة، أهمها طائرات "الميغ"، والتي يبلغ عددها 6 طائرات.
ومنذ بدء التنظيم معركته الكبرى قبل نحو أسبوع بهدف السيطرة على مطار دير الزور العسكري، لضمان ثاني محافظة سورية، أضحى هناك قلق لدى قوات النظام والموالين له من تكرار سيناريو مطار الطبقة، والخوف من أن يكون مصير الضباط والجنود المرابطين هناك، مشابهاً لمصير ذويهم. وبات تكرار سيناريو الطبقة هاجساً في الكثير من القرى الموالية، خصوصاً أنّ مقاتلي "داعش" قاموا بذبح تسعة عشر عنصراً، وعلّقوا بعض الرؤوس في بعض مناطق ريف دير الزور الشرقي.
ويؤكّد مدير مركز "حماة الإخباري"، يزن شهداوي، لـ"العربي الجديد" بأنّ "مدينة مصياف في ريف حماة شهدت تظاهرات حاشدة من قبل الأهالي تطالب النظام بتأمين حياة أبنائهم المتواجدين في مطار دير الزور العسكري، ومعرفة مصيرهم إن كانوا على قيد الحياة، أم تمت تصفيتهم كما حصل في مطار الطبقة العسكري في الرقة"، مشيراً إلى أن "التخوفات تجلت أكثر بعد المعلومات الواردة عن هبوط طائرات مدنية داخل مطار دير الزور، حملت معها ضبّاطاً رفيعي المستوى لتأمينهم خارج المطار، لتبقي بقية العناصر بداخله تواجه سهام الموت واحتمال قطع الرؤوس".
وأوضح شهداوي بأن "عناصر الأمن العسكري المتواجدين في المدينة أطلقوا الرصاص لتفريق التظاهرات بالقوة، رغم ذلك لم تتوقف بسبب غضب الأهالي الذين كانوا ينددون بأن أبناءهم هم مجرد أرقام موت لدى النظام، وبأن أبناءهم من الطائفة العلوية أيضاً، ومن الواجب حمايتهم وتأمينهم بشتّى الطرق".
وتبعد مدينة مصياف نحو 48 كيلومتراً عن مدينة حماة في القسم الجنوبي الغربي، وتحتوي على قطع عسكرية عديدة، ويوجد فيها مركز تدريب عسكري كبير لجيش التحرير الفلسطيني، وغالبية سكانها من الطائفة العلوية.
بدوره، يؤكَد الناشط الإعلامي، حسام الجبلاوي لـ"العربي الجديد" على "حدوث حالات إطلاق نار كثيفة في حي العمارة الموالي للنظام في مدينة جبلة (جنوبي اللاذقية 25 كيلومتراً)، بعد معلومات عن مقتل مقدّم ونقيب، وعدد من الجنود في مطار دير الزور العسكري، جرّاء الاشتباكات مع تنظيم الدولة".
ويشير إلى "خروج تظاهرات في قرى موالية للنظام في ريف اللاذقية، بسبب الخوف من أن يكون مطار دير الزور مشابهاً لما حدث في مطار الطبقة بالرقة".
لكن القائد السابق للمنطقة الشرقية محمد العبود، لا يرى في تصريحات لـ"العربي الجديد" بأن "يكون هناك ردّة فعل قوية من قبل موالي النظام ضدّه"، مشيراً إلى أنّها "ردود أفعال، وبإمكان النظام أن يمتص غضبهم بقليل من العطاء".
ويؤكّد أنّ "سيطرة التنظيم على المنطقة الشرقية سيقصر كثيراً من عمر النظام، وهو يمر بأسوأ أحواله، واقترب من نهايته، أما التنظيم فسيكسب قاعدة شعبية، ويصبح، ربما، التقسيم أمراً واقعاً".
في المقابل، يقول قائد المجلس العسكري في دير الزور، المقّدم مهند الطلاع، في تصريحات لـ "العربي الجديد"، إنّ "هذا نظام مراوغ من الدرجة الأولى ويتقن الكذب بدرجة عالية جداً وقام بتضليل الحقائق، وما حصل في حماة من خلال سوقه كل الشباب المتخلفين عن الخدمة العسكرية والرافضين للخدمة، بأنه سيجعلهم يخدمون ضمن المخابرات الجوية وبعيداً عن جبهات القتال، فالتحق به 80 عنصراً وساقهم بالقوة الى جبهات القتال ضدّ (داعش)، ومنها حقل الشاعر، وقد هرب 40 عنصراً من الـ 80".
ويلفت إلى أن"المعركة هي معركة استنزاف للقوى الحية والوسائط النارية، ومالياً للطرفين، وعلى الرغم من أن التنظيم قد ينتصر في النهاية، لكن هناك صعوبة كبيرة في ذلك".
ويستطرد بأنه في حال "سيطر التنظيم على دير الزور، سيكون قد سيطر على أكبر جزء من المنطقة الشرقية، ومع وضع يده على بادية الشام، سيسيطر على نصف سورية وأكثر، وهذا يؤدي إلى انهيار معنويات النظام، وأعتقد أن الهدف القادم للتنظيم سيكون تدمر ومطار التيفور العسكري".
ويؤكّد القيادي العسكري أنّ "هناك عدد لا بأس به من مقاتلي الجيش الحر إلى جانب التنظيم، وقد استشهد بعضهم في المعركة، وهم مجبرون على المناصرة وأحياناً المبايعة، لأن التنظيم أمّن لهم الرواتب والذخيرة المتنوعة والكافية للمعركة"، مستبعداً أن يكون هناك تقسيم في سورية في حال سيطرة التنظيم على دير الزور، لأن "الدول كافة لن ترضى ببقاء هذا التنظيم ناهيك عن عدم وجود حاضنه شعبية له، والشعب السوري بنسبة عالية جداً لن يقبل بهذا الحل وخاصةً بعد التضحيات التي قدمها".
وفي وقت يواصل فيه تنظيم "الدولة" تقدّمه في مدينة دير الزور، بعد سيطرته على أجزاء واسعة من قرية الجفرة التي تعتبر خط الدفاع الأول عن مطار دير الزور العسكري، قُتل ثلاثة ضباط من قوات النظام خلال الاشتباكات في محيط المطار، بما يشير معه إلى سقوط مزيد من القتلى والجرحى لجنود النظام.
وبدأ "داعش" معركته للسيطرة على مطار دير الزور العسكري يوم الأربعاء الماضي، من عدّة محاور، تزامناً مع هجوم معاكس على مقرات قوات النظام في أحياء الصناعة والعمّال والرصافة، معتمداً بذلك على السيارات المفخخة بشكل رئيسي، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى بين قوات النظام.
ويعتبر مطار دير الزور العسكري، الواقع جنوب شرق مدينة دير الزور، صمام أمان للنظام في المحافظة، ويهدد فقدان السيطرة عليه، بخسارة المحافظة بأكملها، إذ يحوي على ترسانة من الأسلحة الثقيلة، أهمها طائرات "الميغ"، والتي يبلغ عددها 6 طائرات.