لجأت السلطات المحلية في العاصمة الألمانية برلين إلى مطار "تمبلهوف" المغلق منذ عام 2008، لاستقبال آلاف المهاجرين المتدفقين إلى البلاد. يقيم هؤلاء في خيم داخل المطار بانتظار البت بطلبات لجوئهم ونقلهم منه
في ظل أزمة المهاجرين التي تعيشها ألمانيا بعد وصول أكثر من مليون ومئة ألف مهاجر إلى أراضيها التي باتت تضيق بضيوفها، تواجه السلطات أزمة حقيقية في تأمين مراكز إيواء. وهو الأمر الذي استدعى اللجوء الى خيارات بديلة قد تفي بالغرض المطلوب ولو بشكل موقت.
من هذه الخيارات مطار "تمبلهوف" في برلين المتوقف عن العمل منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2008، الذي يتحول تدريجياً إلى منطقة خاصة بطالبي اللجوء الذين وصلوا إلى العاصمة، بعد رحلة نزوح طويلة هرباً من الحروب والاضطهاد في بلادهم، وتخطى عددهم 80 ألفاً العام الماضي في العاصمة وحدها. فهذا المطار يعود بناؤه إلى عشرينات القرن الماضي، وتبلغ مساحته نحو 380 هكتاراً ويبعد نحو أربعة كيلومترات عن وسط العاصمة، يجري العمل على تأهيله وتجهيزه لوجستياً لاستقبال المهاجرين. ومن المتوقع أن يصبح أكبر مركز لايواء المهاجرين في ألمانيا، بسعة تتجاوز 7 آلاف شخص.
يعيش داخل حرم المطار السابق اليوم نحو 2500 مهاجر، بعدما عملت السلطات على تجهيزه وتوفير أدنى متطلبات الحياة اليومية لهم. ومن ذلك نصب خيم داخل الهنغارات وحظائر الطائرات، وتوزيع الأسرّة فيها، مستفيدة من المساحات الكبيرة. ويقيم هؤلاء بشكل موقت في المطار بانتظار اكتمال طلبات لجوء الكثيرين منهم، للانتقال الى أماكن سكن أخرى تعمل السلطات المعنية على تشييدها بعدما خصصت الحكومة الاتحادية موازنات ضخمة للولايات، من أجل استيعاب الأعداد الهائلة من المهاجرين.
وكانت السلطات المحلية قد كلفت فريقاً لإدارة المخيم عمل على توفير العديد من التجهيزات. ومن ذلك قاعة كبيرة للطعام، ودورات مياه ومغاسل نقالة، ومياه خاصة بالاستعمال اليومي من استحمام وغيره. كما يجري الحديث حالياً عن تجهيز مدرسة وملاعب رياضية.
وفي حين يسعى المهاجرون إلى التأقلم مع وضعهم الجديد، إلاّ أنّ الاكتظاظ تبعاً لأعدادهم الكبيرة يؤدي يومياً إلى مشاحنات ومشاكل بين بعضهم البعض. وبالرغم من محاولة تأمين الكميات اللازمة من المواد والمستلزمات المطلوبة لكن المهاجرين يواجهون في أحيان كثيرة نقصاً في المياه، الأمر الذي يضطرهم إلى انتظار تأمينها بواسطة صهاريج مخصصة لذلك كون البنية التحتية للمطار ما زالت بحاجة إلى صيانة. كما أنّ السباق على الطعام والحصول على الوجبات، وإن كانت متوفرة بكميات كبيرة، يؤدي بدوره الى صدامات بين العائلات المتواجدة في المطار، والتي تختلف في العادات والتقاليد ونمط الحياة عن بعضها البعض، خصوصاً مع وجود عائلات من دول البلقان وأفريقيا والشرق الأوسط. يضاف إلى كلّ ذلك مشاكل أخرى مثل غسل الملابس، أو شحن الهواتف كون التيار الكهربائي غير متوفر داخل الخيم.
من جهتهم، يسعى المسؤولون الذين يتولون إدارة الخيم، إلى الوقوف على مشاكل اللاجئين وترتيب أوضاعهم، خصوصاً أنّ كلّ عائلة تحظى بمساحة صغيرة لا تلبي احتياجاتها عادة. كما أنّ مسافات صغيرة تفصل المساكن عن بعضها البعض، وهو الأمر الذي ينعكس سلباً على خصوصية العائلات، ويتسبب كذلك في خلافات بين المقيمين في كثير من الأحيان.
مثل هذه الظروف التي تحيط بحياة المهاجرين في مطار "تمبلهوف" كما غيره من مراكز الإقامة الموقتة في ألمانيا تبقى أفضل لهم من الحرب والمعاناة التي كانوا يعيشونها في بلدانهم، بحسب ما يقولون. فهؤلاء يشعرون بالأمان بالرغم من المعاناة والضغط النفسي الذي يعيشونه نتيجة هجرتهم من بلادهم وبعدهم عن بلداتهم ومنازلهم. يلجؤون عادة للتخفيف عن أحوالهم الصعبة إلى الترفيه عن أنفسهم بلعب طاولة الزهر أو الورق. كما يبقى الاستماع إلى الموسيقى الشرقية وعقد حلقات الدبكة من المتنفسات القليلة لهم في سهراتهم وأيامهم الطويلة، قبل البت بطلبات لجوئهم ونقلهم إلى مساكن أخرى.
جدير بالذكر، أنّ مطار "تمبلهوف" كان له دور مهم خلال فترة الحصار السوفييتي لبرلين بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. استخدم يومها في نقل ما لا يقل عن 2.3 مليون طن من المواد الغذائية ومن الوقود إلى الجزء الغربي من برلين الذي قطع السوفييت ما بين عامي 1948 و1949 سبل الاتصال بينه وبين بقية أنحاء ألمانيا الغربية.
بني مطار "تمبلهوف" عام 1927. ثم أعاد النازيون بناءه في الثلاثينات، وظل يعمل كمطار حتى عام 2008 عندما قررت السلطات الألمانية إغلاقه. ولم يتمكن آلاف المحتجين يومها من وقف القرار. تحول بعد فترة حياة امتدت 80 عاماً إلى مساحة مخصصة لتنظيم مهرجانات ضخمة أو ألعاب رياضية أو مناسبات عامة، وكذلك مساحة للترفيه والاستجمام بالنسبة لسكان برلين.
اقرأ أيضاً: تضييق ألماني بعد ترحيب
في ظل أزمة المهاجرين التي تعيشها ألمانيا بعد وصول أكثر من مليون ومئة ألف مهاجر إلى أراضيها التي باتت تضيق بضيوفها، تواجه السلطات أزمة حقيقية في تأمين مراكز إيواء. وهو الأمر الذي استدعى اللجوء الى خيارات بديلة قد تفي بالغرض المطلوب ولو بشكل موقت.
من هذه الخيارات مطار "تمبلهوف" في برلين المتوقف عن العمل منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2008، الذي يتحول تدريجياً إلى منطقة خاصة بطالبي اللجوء الذين وصلوا إلى العاصمة، بعد رحلة نزوح طويلة هرباً من الحروب والاضطهاد في بلادهم، وتخطى عددهم 80 ألفاً العام الماضي في العاصمة وحدها. فهذا المطار يعود بناؤه إلى عشرينات القرن الماضي، وتبلغ مساحته نحو 380 هكتاراً ويبعد نحو أربعة كيلومترات عن وسط العاصمة، يجري العمل على تأهيله وتجهيزه لوجستياً لاستقبال المهاجرين. ومن المتوقع أن يصبح أكبر مركز لايواء المهاجرين في ألمانيا، بسعة تتجاوز 7 آلاف شخص.
يعيش داخل حرم المطار السابق اليوم نحو 2500 مهاجر، بعدما عملت السلطات على تجهيزه وتوفير أدنى متطلبات الحياة اليومية لهم. ومن ذلك نصب خيم داخل الهنغارات وحظائر الطائرات، وتوزيع الأسرّة فيها، مستفيدة من المساحات الكبيرة. ويقيم هؤلاء بشكل موقت في المطار بانتظار اكتمال طلبات لجوء الكثيرين منهم، للانتقال الى أماكن سكن أخرى تعمل السلطات المعنية على تشييدها بعدما خصصت الحكومة الاتحادية موازنات ضخمة للولايات، من أجل استيعاب الأعداد الهائلة من المهاجرين.
وكانت السلطات المحلية قد كلفت فريقاً لإدارة المخيم عمل على توفير العديد من التجهيزات. ومن ذلك قاعة كبيرة للطعام، ودورات مياه ومغاسل نقالة، ومياه خاصة بالاستعمال اليومي من استحمام وغيره. كما يجري الحديث حالياً عن تجهيز مدرسة وملاعب رياضية.
وفي حين يسعى المهاجرون إلى التأقلم مع وضعهم الجديد، إلاّ أنّ الاكتظاظ تبعاً لأعدادهم الكبيرة يؤدي يومياً إلى مشاحنات ومشاكل بين بعضهم البعض. وبالرغم من محاولة تأمين الكميات اللازمة من المواد والمستلزمات المطلوبة لكن المهاجرين يواجهون في أحيان كثيرة نقصاً في المياه، الأمر الذي يضطرهم إلى انتظار تأمينها بواسطة صهاريج مخصصة لذلك كون البنية التحتية للمطار ما زالت بحاجة إلى صيانة. كما أنّ السباق على الطعام والحصول على الوجبات، وإن كانت متوفرة بكميات كبيرة، يؤدي بدوره الى صدامات بين العائلات المتواجدة في المطار، والتي تختلف في العادات والتقاليد ونمط الحياة عن بعضها البعض، خصوصاً مع وجود عائلات من دول البلقان وأفريقيا والشرق الأوسط. يضاف إلى كلّ ذلك مشاكل أخرى مثل غسل الملابس، أو شحن الهواتف كون التيار الكهربائي غير متوفر داخل الخيم.
من جهتهم، يسعى المسؤولون الذين يتولون إدارة الخيم، إلى الوقوف على مشاكل اللاجئين وترتيب أوضاعهم، خصوصاً أنّ كلّ عائلة تحظى بمساحة صغيرة لا تلبي احتياجاتها عادة. كما أنّ مسافات صغيرة تفصل المساكن عن بعضها البعض، وهو الأمر الذي ينعكس سلباً على خصوصية العائلات، ويتسبب كذلك في خلافات بين المقيمين في كثير من الأحيان.
مثل هذه الظروف التي تحيط بحياة المهاجرين في مطار "تمبلهوف" كما غيره من مراكز الإقامة الموقتة في ألمانيا تبقى أفضل لهم من الحرب والمعاناة التي كانوا يعيشونها في بلدانهم، بحسب ما يقولون. فهؤلاء يشعرون بالأمان بالرغم من المعاناة والضغط النفسي الذي يعيشونه نتيجة هجرتهم من بلادهم وبعدهم عن بلداتهم ومنازلهم. يلجؤون عادة للتخفيف عن أحوالهم الصعبة إلى الترفيه عن أنفسهم بلعب طاولة الزهر أو الورق. كما يبقى الاستماع إلى الموسيقى الشرقية وعقد حلقات الدبكة من المتنفسات القليلة لهم في سهراتهم وأيامهم الطويلة، قبل البت بطلبات لجوئهم ونقلهم إلى مساكن أخرى.
جدير بالذكر، أنّ مطار "تمبلهوف" كان له دور مهم خلال فترة الحصار السوفييتي لبرلين بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. استخدم يومها في نقل ما لا يقل عن 2.3 مليون طن من المواد الغذائية ومن الوقود إلى الجزء الغربي من برلين الذي قطع السوفييت ما بين عامي 1948 و1949 سبل الاتصال بينه وبين بقية أنحاء ألمانيا الغربية.
بني مطار "تمبلهوف" عام 1927. ثم أعاد النازيون بناءه في الثلاثينات، وظل يعمل كمطار حتى عام 2008 عندما قررت السلطات الألمانية إغلاقه. ولم يتمكن آلاف المحتجين يومها من وقف القرار. تحول بعد فترة حياة امتدت 80 عاماً إلى مساحة مخصصة لتنظيم مهرجانات ضخمة أو ألعاب رياضية أو مناسبات عامة، وكذلك مساحة للترفيه والاستجمام بالنسبة لسكان برلين.
اقرأ أيضاً: تضييق ألماني بعد ترحيب