لن يكون سهلاً العثور على إجابة واضحة، على سؤال عاديّ: لماذا تبدو إدارة "مهرجان القاهرة السينمائيّ الدوليّ" مكتفيةً بمطبوعات قليلة للغاية، في دورتها الـ39 (21 ـ 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017)، قياساً إلى عدد المطبوعات الصادرة في دورات سابقة؟
الإجابة الكامنة في اعتراف الإدارة بشحّ التمويل، وانخفاض القيمة المالية المطلوبة للميزانية، تؤدّي إلى سؤال آخر: ما الدافع إلى اختزال المطبوعات بكتاب واحد مخصَّص لأحد المُكرّمين المصريين والعرب والأجانب، طالما أن دورات سابقة مكترثةٌ بمكرَّمين مصريين فقط، ما يدفعها إلى إصدار كتبٍ عنهم؟
الارتباك واضح. انعدام رؤية متكاملة أوضح. هذه مسائل تكشف عشوائية الاختيار والتنفيذ. 3 ممثلين مُكرَّمين في الدورة الـ39، في مقابل كتاب واحد عن مُكرَّم واحد، يُراد الترويج له بصفته "أبرز كوميديي السينما المصرية، وأهمهم". اختيار سمير غانم (15 يناير/ كانون الثاني 1937) غير مختلفٍ عن اختيارات سابقة وراهنة، خاصّة بمهرجاناتٍ سينمائية مصرية، مهووسة بـ"نجومٍ" منتهية صلاحية مهنتهم منذ زمنٍ. المطبوعة الصادرة عن مهرجان القاهرة، في تكريم غانم، غير متناقضة ومطبوعات سابقة تمتلئ بأخطاء جمّة (في اللغة والنحو وتركيب الجمل، كما في أسلوب السرد وبنية الحوار)، أو باستسهال وتسرّع، أو بتبادل تبسيطي لكلامٍ بين المُكرَّم والصحافي، يتلاءم مع التكريم، ويتناقض كلّياً مع أولوية النقاش النقدي العميق والحقيقي والسليم، حول تاريخ المُكرَّم وحضوره وعمله ومساره.
يحمل كتاب التكريم عنوان "سمير غانم: إكسير السعادة"، بتوقيع طارق الشناوي، في مقابل غياب كتابين عن المُكرَّمين الآخرين، التونسية هند صبري (1979) ـ المختارة لتكريمها كممثلة في السينما المصرية، مع عرض فيلمين تونسيين لها، هما "صمت القصور" (1994) لمفيدة التلاتلي و"عرايس الطين" (2002) للنوري بوزيد ـ والمصري ماجد الكدواني (1967). في المقابل، يبدو أن لا ضرورة لمطبوعاتٍ خاصّة بالمُكَرّمين الأجانب: بن آفلك (1972) وأدريان برودي (1973) وهيلاري سوانك (1974) ونيكولاس كايج (1964). ذلك أن استسهال الكتابة يُسيء إلى المُكَرَّم، وإنْ تكن سيرته المهنية محتاجة إلى نقاشٍ نقدي حيوي وصريح؛ ما يجعل إلغاء المطبوعات كلّها ضرورياً للغاية.
في المقابل، هناك مطبوعتان تتعلّقان باحتفالين آخرين: "سمير فريد: تفرّد وإنجاز"، بمناسبة المعرض التكريمي للناقد السينمائي المصري الراحل فريد (1943 ـ 2017)؛ و"جان شمعون: سينما الذاكرة والإنسان"، في إطار تكريم سينمائيين راحلين، منهم اللبناني شمعون (1942 ـ 2017). تتشابه المطبوعتان ـ المختلفتان على مستوى التصميم والألوان والطباعة ـ في انتقاء عناوين أساسية: مقتطفات من السيرتين الحياتية والمهنية، شهادات عنهما ومقالات نقدية عن أعمالهما وأقوال لهما؛ صُور مختلفة (خاصّة ومهنية)، ولوائح بعناوين أعمالهما.
هذا حسنٌ، إذْ يُمكن للمهتمّ أن يحتفظ بهما، لكونهما يتضمّنان توثيقاً وتأريخاً وتكريماً لهما.
اقــرأ أيضاً
الارتباك واضح. انعدام رؤية متكاملة أوضح. هذه مسائل تكشف عشوائية الاختيار والتنفيذ. 3 ممثلين مُكرَّمين في الدورة الـ39، في مقابل كتاب واحد عن مُكرَّم واحد، يُراد الترويج له بصفته "أبرز كوميديي السينما المصرية، وأهمهم". اختيار سمير غانم (15 يناير/ كانون الثاني 1937) غير مختلفٍ عن اختيارات سابقة وراهنة، خاصّة بمهرجاناتٍ سينمائية مصرية، مهووسة بـ"نجومٍ" منتهية صلاحية مهنتهم منذ زمنٍ. المطبوعة الصادرة عن مهرجان القاهرة، في تكريم غانم، غير متناقضة ومطبوعات سابقة تمتلئ بأخطاء جمّة (في اللغة والنحو وتركيب الجمل، كما في أسلوب السرد وبنية الحوار)، أو باستسهال وتسرّع، أو بتبادل تبسيطي لكلامٍ بين المُكرَّم والصحافي، يتلاءم مع التكريم، ويتناقض كلّياً مع أولوية النقاش النقدي العميق والحقيقي والسليم، حول تاريخ المُكرَّم وحضوره وعمله ومساره.
يحمل كتاب التكريم عنوان "سمير غانم: إكسير السعادة"، بتوقيع طارق الشناوي، في مقابل غياب كتابين عن المُكرَّمين الآخرين، التونسية هند صبري (1979) ـ المختارة لتكريمها كممثلة في السينما المصرية، مع عرض فيلمين تونسيين لها، هما "صمت القصور" (1994) لمفيدة التلاتلي و"عرايس الطين" (2002) للنوري بوزيد ـ والمصري ماجد الكدواني (1967). في المقابل، يبدو أن لا ضرورة لمطبوعاتٍ خاصّة بالمُكَرّمين الأجانب: بن آفلك (1972) وأدريان برودي (1973) وهيلاري سوانك (1974) ونيكولاس كايج (1964). ذلك أن استسهال الكتابة يُسيء إلى المُكَرَّم، وإنْ تكن سيرته المهنية محتاجة إلى نقاشٍ نقدي حيوي وصريح؛ ما يجعل إلغاء المطبوعات كلّها ضرورياً للغاية.
في المقابل، هناك مطبوعتان تتعلّقان باحتفالين آخرين: "سمير فريد: تفرّد وإنجاز"، بمناسبة المعرض التكريمي للناقد السينمائي المصري الراحل فريد (1943 ـ 2017)؛ و"جان شمعون: سينما الذاكرة والإنسان"، في إطار تكريم سينمائيين راحلين، منهم اللبناني شمعون (1942 ـ 2017). تتشابه المطبوعتان ـ المختلفتان على مستوى التصميم والألوان والطباعة ـ في انتقاء عناوين أساسية: مقتطفات من السيرتين الحياتية والمهنية، شهادات عنهما ومقالات نقدية عن أعمالهما وأقوال لهما؛ صُور مختلفة (خاصّة ومهنية)، ولوائح بعناوين أعمالهما.
هذا حسنٌ، إذْ يُمكن للمهتمّ أن يحتفظ بهما، لكونهما يتضمّنان توثيقاً وتأريخاً وتكريماً لهما.