مظاهرات في بريطانيا رفضاً لزيارة ترامب... والحكومة تتحدّى

وخرج متظاهرون في العاصمة لندن، أمس الاثنين، مندّدين بقرار ترامب حظر السفر المؤقت لمواطني 7 دول إلى الولايات المتحدة، وقرار بناء جدار على حدود بلاده مع المكسيك.

ورفع المتظاهرون شعارات مناهضة للرئيس الأميركي، ومندّدة بصمت ماي، إزاء سياساته تجاه المهاجرين.

وفي خطاب أمام المتظاهرين في لندن، أكّدت الرئيسة المشاركة لحزب "الخضر" البريطاني، كارولين لوكاس، وفق ما أوردت "الأناضول"، أنّ "الدعم الذي قدّمه نحو مليوني شخص لحملة التوقيع على إلغاء زيارة ترامب لم يكن عبثياً". وقالت "أتيت إلى هنا كي أصرخ ضدّ عنصرية ترامب ومعاداته للإسلام".

ودفعت الزيارة المزمعة ما يصل إلى 1.8 مليون شخص في بريطانيا، إلى التوقيع على التماس يدعو إلى عدم منح ترامب شرف "زيارة دولة"، لأنّها قد تحرج الملكة اليزابيث.

وخلال بحث البرلمان للالتماس، أمس الاثنين، في مناقشة رمزية ليست لها صلاحية لإرغام الحكومة على سحب الدعوة، احتشد نحو سبعة آلاف محتج أمام البرلمان ورفعوا لافتات تحمل شعارات ضد الرئيس الأميركي.

وقالت أليسون ديل (61 عاماً) لـ"رويترز"، إنّ "هذا بسبب صعود الكراهية والتطرّف اللذين يجسدهما ترامب. لا يتعلّق الأمر به وحده، لكنّه يمثّل ما يحدث في العالم حالياً".

وإلى جانب مظاهرة لندن، شهدت أكثر من 30 مدينة بريطانية مظاهرات مماثلة، وفي مقدمتها ليفربول ومانشستر ونوتنغهام. كما أعلنت منظمات مجتمع مدني دعمها للمظاهرات، وفي مقدمتها "قف ضد العنصرية"، و"مجلس مسلمي بريطانيا"، و"مجلس الشعب ضد التقشف"، و"حياة السود مهمة"، و"تحالف إيقاف الحرب".

بريطانيا/مظاهرات رافضة لزيارة ترامب/سياسة/تولغا آكمين/الأناضول  بريطانيا/مظاهرات رافضة لزيارة ترامب/سياسة/تولغا آكمين/الأناضول

ووجّهت رئيسة الوزراء دعوة لترامب، خلال زيارتها لواشنطن، في 27 يناير/كانون الثاني الماضي، ما أثار انتقادات في بريطانيا، لاسيما بعد قراراته الأخيرة.‎

وفي 27 يناير/كانون الثاني الماضي، أصدر ترامب مرسوماً تنفيذياً يقضي بتعليق السماح للاجئين بدخول الولايات المتحدة لمدة 120 يوماً، وحظر دخول البلاد لمدة 90 يوماً على مواطني سورية والعراق وإيران والسودان وليبيا والصومال واليمن. غير أنّ القرار، معلّق اليوم بموجب قرار قضائي.

وكان عمدة العاصمة لندن، صديق خان، قد دعا، أول أمس الأحد، إلى عدم استقبال ترامب بزيارة رسمية في بريطانيا، نظراً لـ"سياسته القاسية بخصوص الهجرة".

وقال خان، في تصريحات صحافية، إنّ "قرار ترامب حظر السفر على مواطني سبع دول ذات غالبية مسلمة قاسٍ ومخزٍ"، مضيفاً أنّه "في ظل الظروف الراهنة، لا ينبغي علينا استقبال ترامب بحفاوة، وبسط السجاد الأحمر للترحيب به".

ومن جانبه، قال زعيم حزب "العمال" البريطاني، جيرمي كوربن، إنّ "زيارة الدولة المخطّط لها لقدوم ترامب، إلى المملكة المتحدة، في وقت لاحق من العام الجاري، يجب أن يتم إلغاؤها ردّاً على حملته المتشدّدة ضدّ الهجرة".

بريطانيا/مظاهرات رافضة لزيارة ترامب/سياسة/جاي شو بايكر/getty  بريطانيا/مظاهرات رافضة لزيارة ترامب/سياسة/تايفون سالشي/الأناضول

في المقابل، دافعت الحكومة البريطانية، أمس الاثنين، عن قرارها توجيه دعوة لترامب، للقيام بزيارة دولة وحضور لقاء مع الملكة هذا العام، في تحدّ للاحتجاجات أمام البرلمان ومعارضة المشرعين.

وتريد حكومة ماي التأكيد على ما سمتها "العلاقة المميزة" مع الولايات المتحدة، وتأمين اتفاقية تجارية في الوقت الذي تستعد فيه بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي.

وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية أمام البرلمان، آلان دانكن، وفق ما أوردت "رويترز"، إنّه "بالنظر إلى دور أميركا المحوري بكل تأكيد فنحن نعتقد أنّه من الصواب تماماً أنّنا يجب أن نستخدم كل ما لدينا من أدوات لبناء أرضية مشتركة مع الرئيس ترامب".

ووصف زيارات الدولة بأنّها "أهم أداة دبلوماسية" لبريطانيا، قائلاً إنّ الزيارة "ستمضي قدماً كما هو مقرّر لها".

وفي وقت سابق، ذكرت الحكومة البريطانية في معرض ردّها على العريضة الإلكترونية التي وقّعها أكثر من مليون و850 ألف شخص لمطالبة البرلمان بإلغاء زيارة ترامب إلى البلاد، إنّنا "سنقوم قريباً باستقبال ترامب بحفاوة".

وقالت وزارة الخارجية، في بيان، "نحن نتطلّع إلى التّرحيب بالرئيس ترامب، فور الانتهاء من ترتيبات زيارته"، مضيفة أنّ "الإدارة البريطانية تحترم وجهات نظر الموقعين على العريضة، إلا أنّها لا تؤيدها".