وكشف مصدر عسكري لـ"العربي الجديد" أن الهجوم الذي شنته مليشيات وقوات الانقلاب، جاء بعد يومين من إعلان الحكومة اليمنية في أول اجتماع لها في محافظة عدن بعد عودتها من الرياض، أن من أولويات مهامها العسكرية دعم ومساندة قوات الشرعية في تعز. وأوضح المصدر الذي طلب عدم كشف هويته، أن شاحنات دعم وإسناد مزودة بالعتاد العسكري وصلت إلى منطقة الضباب كدفعة أولى خلال اليومين الماضيين.
وأوضح أن قوات المتمردين التابعة للحوثي وصالح قامت مساء أمس الجمعة بقصف عنيف طاول أحياء تعز الغربية بهدف تحقيق تقدم ميداني، إذ بدأ على مرتفعات وادي الدحي الغربية، فضلاً عن اندلاع اشتباكات عنيفة استمرت ساعات طويلة، ولم تحرز خلالها المليشيات أي تقدم، الأمر الذي دفعها لمحاولة شن هجوم آخر، خصوصاً مع تدخل الطيران التابع للتحالف العربي حيث وقعت اشتباكات عنيفة على محور منطقة عصيفرة ووادي القاضي، انتهت بدورها بالفشل.
وقال سكان محليون في منطقة وادي الدحي إن انفجارات عنيفة شهدتها المنطقة خلال ليل الجمعة، وأوضح السكان أنه تم إطلاق خمسة صواريخ كاتيوشا على مرتفعات وادي الدحي في محاولة من قبل مليشيات الحوثي لإحراز تقدم في مناطق سيطرة المقاومة غرب مدينة تعز، وطبقاً لشهود عيان فإن المقاومة تصدت للهجوم ودحرت الحوثيين إلى منطقة الجامعة وتمكنت من السيطرة على كافة المناطق هناك بعد أن عززت جبهة مشرعة وحدنان من منطقة الكشار المطلة على الأجزاء الغربية جبهات المقاومة بالمقاتلين، وحققت تقدماً ميدانياً.
كذلك قالت مصادر ميدانية متعددة إن القذائف التي طاولت الأحياء الغربية لمدينة تعز تسببت بدمار كبير في مبانٍ سكنية. في حين ذكر مصدر طبي أن عدد الضحايا المدنيين بلغ نحو 20 قتيلاً، إضافة إلى إصابة نحو 94، بينهم مصابون بحالة حرجة، الأمر الذي يجعل عدد الضحايا مرشحاً للازدياد.
كذلك اندلعت اشتباكات في مناطق الربيعي غرباً، حققت قوات الشرعية والمقاومة الشعبية خلالها انتصارات عسكرية. وقال مصدر ميداني لـ"العربي الجديد" إن قوات الشرعية والمقاومة الشعبية الموالية للحكومة اليمنية، تمكنت من تدمير ثلاث عربات في منطقة الربيعي كانت تحاول التوغل باتجاه الضباب من المناطق الموازية للخط الرئيسي، قبل وصولها إلى هدفها.
وعلى الرغم من عدم تحقيق قوات الانقلاب الذي خسر من عناصره نحو 173 عنصراً خلال غارات جوية لطيران التحالف في مناطق متعددة من تعز في اليومين الماضية، في الناحية الغربية أي تقدم، إلا أن مصدراً ميدانياً في المقاومة أكد خلال حديثه إلى "العربي الجديد"، أن قوات الشرعية والمقاومة التي تساندها تتوقع تصعيداً جديداً، ومحاولة أخرى لاختراق أحياء تعز الغربية، لذلك قامت بتعزيز كافة جبهاتها على تلك المناطق، موضحاً أن اختراق الأحياء الغربية، لا سيما تلك القريبة من جبل جرة في وادي القاضي يعد خطاً أحمر، خصوصاً بعد أن أعادت قوات الشرعية والمقاومة ترتيب وضعها العسكري استعداداً لتحرير نهائي لتعز بالتنسيق مع الحكومة في عدن، وأوضح بأن المشكلة تبقى بالقذائف التي تحتاج للحد منها إلى غارات جوية دقيقة، مشيراً إلى أن عدم تزامن غارات التحالف مع توقيت المعارك على أرض المعركة ميدانياً، يؤخر تقدم قوان الشرعية بسبب قذائف المليشيات.
اقرأ أيضاً: غارات عنيفة على صنعاء و"المقاومة" تتقدم بتعز