أفاد مصدر أمني في شرطة محافظة الأنبار، اليوم الأثنين، أن معارك عنيفة تجري بين مسلحي مجلس عشائر الأنبار من جهة، وقوات الجيش في مناطق متفرقة من مدينة الرمادي من جهة ثانية، تستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة.
وذكر المصدر، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن أحياء العادل والبكر والضباط وشارع ستين تجري بين أزقتها معارك شرسة بين الطرفين، تدخلت فيها دبابات ومدرعات ومروحيات. وأوضح المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أن عدداً من آليات الجيش دُمرت خلال الاشتباك مع المسلحين الذين يستخدمون أسلحة متوسطة وقذائف صاروخية خلال الاشتباكات.
وأشار المصدر إلى أن المعارك اندلعت إثر محاولة الجيش دخول تلك المناطق التي يسيطر عليها المسلحون منذ نحو شهر كامل.
من جهة ثانية، بدأت عشرات العوائل بالنزوح من منازلها إلى مناطق وأحياء أخرى اكثر أمناً.
في غضون ذلك، أعلنت اللجنة الصحية في مجلس محافظة الانبار، اليوم الاثنين، عن ارتفاع عدد الضحايا المدنيين جراء القصف العشوائي والمعارك الدائرة في مدن الفلوجة والرمادي والخالدية والكرمة، إلى أكثر من ألفي قتيل وجريح منذ اندلاع الأزمة في مطلع الشهر الماضي.
وقالت رئيسة لجنة الصحة في مجلس محافظة الأنبار، أسماء العاني، في حديث خاص بـ"العربي الجديد"، إن غالبية الضحايا قضوا نتيجة القصف العشوائي للجيش على مدن وأحياء وقرى الانبار.
وأوضحت العاني أن حصيلة الضحايا بلغت 320 قتيلاً، من بينهم 96 طفلاً دون العاشرة، و76 امرأة، مؤكدة أن 85 في المئة منهم قضوا نتيجة سقوط قذائف مدفعية وصواريخ وقصف جوي من قبل الجيش وبشكل عشوائي.
وقد بلغ عدد الجرحى في عموم تلك المدن 1700 لغاية ظهر اليوم الاثنين. أمّا نسبة الأطفال والنساء منهم، فقد بلغت نحو 55 في المئة، موزعين على 11 مستشفى في عموم مدن الأنبار.
وأوضحت العاني أن مجلس المحافظة سيعقد، صباح غد الثلاثاء، اجتماعاً طارئاً لإعلان عدد من مدن الانبار منكوبة نتيجة القصف والعمليات العسكرية الجارية.
وانتقدت العاني إعاقة القوات الحكومية وصول قوافل مساعدات طبية، مقدمة من الأمم المتحدة ووزارة الصحة والصليب الأحمر، إلى الانبار، رغم وجود وثائق وكتب رسمية تجيز لها الدخول إلى المحافظة.
ووصفت العاني لجوء قوات الجيش إلى القصف العشوائي بأنها انتهاكات صارخة لقوانين حقوق الإنسان والدستور العراقي، مؤكدة أنّ هناك تصرفات طائفية من قبل قادة الجيش تؤزّم الموقف في الانبار، وتجعل الحلول السلمية بعيدة عن الأرض في الانبار.