وتحوّل المخيم مع التساقطات المطرية التي تشهدها المنطقة إلى مستنقع من الوحل، في حين تعجز تلك الخيام يدوية الصنع عن منع تسرب مياه المطر إلى داخلها.
ويقول أحد نازحي المخيم لـ "العربي الجديد"، إن "واقع المخيم مأساوي بكل ما تعنيه الكلمة، فهو أُنشئ بمبادرة شخصية من العائلات الهاربة من القصف والعمليات العسكرية التي شهدتها مؤخراً بلداتهم، حيث من المتوقع أن تزداد الأعداد في حال بدء النظام عملياته العسكرية في المنطقة".
ويتابع "العائلات تعاني من نقص في المواد الغذائية وشح مياه الشرب، وعدم توفر الوقود للتدفئة، وندرة الدواء، وعدم توفر الكهرباء"، لافتاً إلى أن "هناك أيضاً اكتظاظاً ونقصاً في الخيام، فهناك خيام توجد بها أكثر من عائلة".
من جانبه، قال الناشط أبو علاء، من مخيم مثلث الموت، لـ "العربي الجديد"، "المخيم تم إنشاؤه في منتصف شهر تشرين الثاني الماضي، يحوي اليوم نحو 40 عائلة، لا تملك مصدراً ثابتاً للدخل، فبعض منهم يعمل في الزراعة إن وجد في الأراضي الزراعية القريبة من المخيم، مثل قلع البطاطس، فيما البقية لا تجد ما تقوم بها، وهذا يشكل أكبر معاناة للنازحين، الذين يعانون من فقر شديد".
وأوضح أن "النازحين هم من صنعوا خيامهم بشكل يدوي عبر حياكة "الخيش"، في حين يوجد عدد قليل من خزانات المياه وعدة مراحيض، إلا أنها أقل بكثير من المطلوب، والحاجة ماسة للخيام الكتيمة للماء"، متابعاً أن "نازحي المخيم بحاجة إلى كل شيء وبشكل عاجل، بدءاً من المواد الغذائية إلى التدفئة والرعاية الطبية، فأقرب نقطة طبية تبعد نحو 2 كلم".
ولفت إلى أن "المخيم يعيش به نحو 60 طفلاً من الفئة العمرية ما بين 6 سنوات إلى 13 سنة، وقد طالبنا بإقامة غرفة تعليمية لهم، إلا أنه إلى اليوم لم نجد استجابة من أية جهة، بالرغم من أن العام الدراسي انتهى نصفه الأول".
وبين أنهم "ناشدوا العديد من المنظمات الإغاثية والإنسانية لمساعدة النازحين، وعلى الرغم من تلقي العديد من الوعود إلا أن الاستجابة تكاد لا تذكر".