يشارك في المعرض ستّة عشر فناناً جرى انتخاب أعمالهم في إطار دعوة وجّهتها الدار السنة الماضية إلى فنانين عرب للتوقّف لبرهة والتأمّل، لإعادة اختراع عالمنا وسرد قصصهم، انطلاقاً من قصيدة محمود درويش: "إلى شاعر شاب"، ومن أجل "تقديم أفكارهم التي يريدون تطويرها، والإجابة على هذه التساؤلات بما يتعلّق بالفن والقضايا الاجتماعيّة والسياسيّة والبيئة، أو ببساطة ما تلهمكم دارة الفنون به"، بحسب بيان المنظّمين.
يشارك الفنانان الفلسطينيان باسل عبّاس وروان أبو رحمة بفيديو إنشائي يصوّر مشهد نهاية العالم والعنف الذي يسيطر على لحظتنا المعاصرة، والتّساؤل عمّا يحلّ بالأشخاص الأماكن/ الأشياء/ المواد عندما يتدمّر نسيجٌ قائم. يوثّق العمل رحلات شباب فلسطينيين إلى مواقع قراهم المدمّرة داخل "إسرائيل"، كتجسيد لإعادة التفكير في موقع الحطام التي لا تظهر كأطلال، بل مليئة بالحيويّة التي تقاوم المحو الاستعماري.
أما الفنان اللبناني ريّان تابت الضوء فيسلّط على تاريخ إنتاج الملح والسكّر في مناطق ما حول البحر الميّت، وتذهب الفنانة العراقية جنان العاني في رحلة جويّة فوق الأردن لتكشف عن ذاكرة ماضي المكان، بينما ينطلق الفنان الأردني عمّار خمّاش من واجهات دارة الفنون لمعاينة هذا الماضي ومرور الزمن على قطع عظام حيوانات عاشت هنا قبل 85 مليون عاماً.
يقارب الفنان الفلسطيني يزن خليلي في أحد عمليه الذي يشارك بهما الزّمن عبر تصوير شقوق عشوائيّة تشبه خارطة فلسطين المثلّثة، ووضعها مقابل تفاصيل لقصص قصيرة، أمّا عمل وليد رعد (مجموعة أطلس) "أتمنّى لو أستطيع البكاء" فيفكّك تاريخ لبنان عبر تصوير ضابط مخابرات لبناني متخيّل، عيّن لمراقبة المارّين بكورنيش في بيروت، لغروب الشمس بدلاً من إنجاز مهمته الرسمية، ويتساءل الفنان الأردني رائد ابراهيم في عمله الإنشائي عمّا إذا كانت لحظتنا المعاصرة تُبقي مجالاً للحياد السياسي.
ويستعمل الفنان اللبناني صلاح صولي صمت امرأة احتجاجاً على فردوسها المفقود لتقصّي أثر النّزوح على التجربة البشريّة، ويستدعي الفنان الفلسطيني إبراهيم جوابرة ذاكرة الأسرى الفلسطينيين من خلال رسم صورهم الشخصيّة.