بين الخامس عشر من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2014 وحتى الواحد والثلاثين من شهر مارس/ آذار 2015، استطاع زوار معهد العالم العربي في باريس، التعرّف إلى الحداثة الفنية المغربية، في معرض "المغرب المعاصر"، Le Maroc contemporain.
وليس سرًا أن رئيس المعهد جاك لانغ، يملك شغفًا لا نهائيًا تجاه المغرب بوجوهه المتعددة. شغفٌ يظهر جليًا في كلمة لانغ الافتتاحية للكتاب المكرّس عن المعرض: "فوران وغليان وموفيدا (Movida، من الإسبانية وتعني الحركة الثقافية الطفرة التي بدأت في مدريد وانتشرت في كل إسبانيا)، هي الكلمات التي ترد فورًا ما أن يُذكر الإبداع المغربي المعاصر. الفنون، لكن أيضًا الفكر والكتابة، مسكونة كلها بهذه الحمى التي تقدم لنا اليوم مشهدًا فنيًا، لا معادلَ لغناه".
اقــرأ أيضاً
والزائر للمعرض، بقطع النظر عن عدّته الثقافية ومعرفته، يستطيع لمس التنوع الهائل في الفن المغربي المعاصر، والأهم تلك العلاقة الخاصة التي تربط تراث المغرب بحداثته. ومن بين الرواد المميزين في هذا المجال فريد بلكاهية الذي تحرر من الشكل التقليدي للوحة المشدودة على القماش، بطريقة مزدوجة؛ إذ تجرأ وخرج من شكل المربع والمستطيل، واختار الجلد بدلًا من القماش، لإنجاز أعماله الفنية الأصيلة. تجربة بلكاهية بحد ذاتها، تخبّر فصلًا مهمًا من فصول كتاب الفن المغربي المعاصر. لكن الأهم هو التنوع والجرأة الملازمين للفنانين المغاربة، فمحمد المليحي، يختلف قطعًا عن محمد الباز، وهذا الأخير احتلّ عمله "دورية الليل"، مكانة مهمة في المعرض (يظهر في الصورة المرافقة).
لم يتلكأ الكتّاب والقيّمون عن مشاركة لانغ شغفه، يظهر ذلك أيضًا في كلمة مهدي قطبي، مدير الهيئة الوطنية لمتاحف المملكة المغربية، وكلمة الطاهر بن جلون، وكذلك الكلمة المشتركة للفيلسوف الفرنسي إدغار موران وزوجته أستاذة الجامعة والكاتبة صباح أبو سلّام، ويظهر أيضًا في كل مقالات الكتاب، التي دوّنت فيها مراحل وجوانب مهمة من الفن المغربي المعاصر، تبدأ من اللوحة والمنحوتة وصولًا إلى التجهيز والفيديو والتصوير الفوتوغرافي. من دون، طبعًا، نسيان التراث المغربي وبشكل خاص الصناعات التقليدية التي، على ما يبدو، تؤلّف دعامة مهمة في "المغرب المعاصر"، ويظهر ذلك مثلًا في عمل الفنان البلجيكي الشهير إريك فان هوف، Éric van Hove، الذي اشتغل على محرك سيارة مرسيديس، كذا فإن كل قطعة من الحديد الصلب في المحرك، غدت فنًا لأن من طوّعها لم يكن إلا حرفيًا مغربيًا من أهل الصناعات التقليدية.
وليس سرًا أن رئيس المعهد جاك لانغ، يملك شغفًا لا نهائيًا تجاه المغرب بوجوهه المتعددة. شغفٌ يظهر جليًا في كلمة لانغ الافتتاحية للكتاب المكرّس عن المعرض: "فوران وغليان وموفيدا (Movida، من الإسبانية وتعني الحركة الثقافية الطفرة التي بدأت في مدريد وانتشرت في كل إسبانيا)، هي الكلمات التي ترد فورًا ما أن يُذكر الإبداع المغربي المعاصر. الفنون، لكن أيضًا الفكر والكتابة، مسكونة كلها بهذه الحمى التي تقدم لنا اليوم مشهدًا فنيًا، لا معادلَ لغناه".
لم يتلكأ الكتّاب والقيّمون عن مشاركة لانغ شغفه، يظهر ذلك أيضًا في كلمة مهدي قطبي، مدير الهيئة الوطنية لمتاحف المملكة المغربية، وكلمة الطاهر بن جلون، وكذلك الكلمة المشتركة للفيلسوف الفرنسي إدغار موران وزوجته أستاذة الجامعة والكاتبة صباح أبو سلّام، ويظهر أيضًا في كل مقالات الكتاب، التي دوّنت فيها مراحل وجوانب مهمة من الفن المغربي المعاصر، تبدأ من اللوحة والمنحوتة وصولًا إلى التجهيز والفيديو والتصوير الفوتوغرافي. من دون، طبعًا، نسيان التراث المغربي وبشكل خاص الصناعات التقليدية التي، على ما يبدو، تؤلّف دعامة مهمة في "المغرب المعاصر"، ويظهر ذلك مثلًا في عمل الفنان البلجيكي الشهير إريك فان هوف، Éric van Hove، الذي اشتغل على محرك سيارة مرسيديس، كذا فإن كل قطعة من الحديد الصلب في المحرك، غدت فنًا لأن من طوّعها لم يكن إلا حرفيًا مغربيًا من أهل الصناعات التقليدية.