وضمّ المعرض الذي ضج بالألوان والتصاميم متنوعة الأهداف مجموعة من الزوايا التي عرضت التصاميم الرقمية، والتي أنتجت عبر برامج إلكترونية، لتصاميم تجارية، ماركات بطاقات، شعارات تجارية، وتصاميم أخرى فنية، إلى جانب تصاميم خاصة بإيصال رسائل وطنية، ضد التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي ومقاطعة منتجاته، وغيرها.
وقال الفنان الدلو لـ"العربي الجديد" إنه ينتج تصاميم "الأنيميشن" الخاصة بأبطال رسوماته عبر برنامج خاص على جهاز الجوال، مضيفاً "هذا اللون من الرسم يخاطب جميع الفئات، إذ يعتبر قريباً من الأطفال، كما يذكر الكبار بذكريات معينة، خاصة حين استعراض شخصيات كرتونية قديمة".
وأوضح الدلو أهمية الإنتاجات الرقمية والإلكترونية، وأنها تتميز عن غيرها من الفنون التقليدية، مبيناً في الوقت ذاته غياب الاهتمام الرسمي بالمواهب، وقال وهو صاحب إعاقة حركية "حصلت على وعود في الكثير من المعارض بتبني موهبتي، وتوفير الأدوات، لكن هذا لم يحصل".
من جهته، يعرض المصمم وليد قريقع مجموعة من أعماله التي ركزت على دمج العناصر والصور. ويقول لـ"العربي الجديد" إنه يقوم بتجميع عدة صور مختلفة للخروج بفكرة، توصل رسالة معينة، وقد تكون هذه الرسالة وطنية، اجتماعية، نفسية، وغيرها.
ويوضح "في إحدى المرّات كنت أدرس، فطلب مني أحدهم أن (أعصر عقلي)، فقمت بعدها برسم للعقل، وكأنه ليمونة سيتم عصرها في المعصرة اليدوية"، وفيما يتعلق بالمنتجات الإسرائيلية، فقد شبه قريقع أسفل السلة التي تحتوي على المنتجات الإسرائيلية، بأنها فتحة طائرة حربية، تسقط منها الصواريخ على المدن الفلسطينية.
أما فيما يتعلق بالعنف ضد المرأة، فقد رسم قريقع يدا تمتد لقطف وردة حمراء، وقد صَوّر ظل هذه العملية برجل يضرب زوجته، كذلك عبر عن استنزاف القطاع الصحي، بعد أن شبه ذلك القطاع برجل متعب، وشبه الحصار بآلة فرم، تديرها يد إسرائيلية، وقد بدأت الفرم منذ بداية الحصار، موضحاً أن هذه المعارض تساعد المصممين على إظهار مواهبهم، وتبادل خبراتهم، وتطوير إنتاجاتهم.
وتوافقه في الرأي الفنانة، محاسن الخطيب، وهي خريجة تربية رياضيات، والتي اعتمدت على برنامج "اليستريتور" لإنتاج رسوماتها الرقمية، مبينة لـ"العربي الجديد" أنها اختارت هذا المجال رغبة منها في التميز عن مقدمي الفنون التشكيلية، و"أعتمد على هذا الفن في توفير دخل خاص بي".
وفي الجهة المقابلة، عرض المشارك، أيمن العمريطي، مجموعة صور لـ "الخداع في التصوير"، إذ قام بتجهيز كادر الصورة، وهو عبارة عن لعبة صغيرة لسيارة جيب، تم تصويرها، وقصها، ودمجها في بيئة صحراوية، ليظهر في المشهد النهائي وكأنه جيب حقيقي، يجوب الصحراء، بعد خضوع الصورة لعمليات دمج وتوحيد للألوان.
وشملت زاوية العمريطي في المعرض الذي نفذته كلية تكنولوجيا المعلومات ونادي المصممين الفلسطينيين صوراً للإشباع اللوني وتجميع الأدوات للخروج بصور فنية، موضحاً لـ "العربي الجديد" أهمية المعارض في تقديم المعلومات للطلاب، ولفت أنظار المسؤولين للطاقات الشبابية، كذلك تظهر للعالم أن غزة فيها مبدعون على الرغم من الظروف الصعبة.
وضم المعرض جزءاً لأعمال 3D animation، الخاصة بتحريك الرسوم الكرتونية، وقالت الطالبة، وئام أبوكويك، إنها استخدمت برنامج "مايا" في تحريك الشخصية الكرتونية، بينما شاركت الطالبتان إيناس حمد وآلاء مشتهى في تحريك شخصية، ودمج الصوت وتحضير مقترح لعبة، تقوم فيها الشخصية الكرتونية بتجميع النقاط، وقد أوضحت الطالبات أهمية المعارض في عرض إنتاجاتهن، ودمجهن في سوق العمل.
وقال منسق نادي المصممين، محمد المدهون، لـ"العربي الجديد" إن المعرض جاء للتعبير عن أفكار المصممين، وفتح سوق العمل أمامهم، عبر الترويج لأعمالهم، مضيفاً "نحمل رسالة أن الفن لا يزال مستمراً في غزة على الرغم من الحصار".