في محاولة للرد على الهجوم الاستباقي الذي بادرت إليه قوات المعارضة، أمس الجمعة، وسيطرت خلاله على حواجز عدة للنظام في مدينة الزبداني بريف دمشق، بدأ جيش النظام السوري ومقاتلو حزب الله هجوماً واسعاً على المدينة التي تخضع لحصار منذ أشهر طويلة.
وتتعرّض المدينة، منذ صباح اليوم السبت، لقصف مدفعي وجوي عنيف وغير مسبوق بالأسلحة الثقيلة.
وقال الناشط الإعلامي، عبد العزيز محمد، لـ"العربي الجديد"، إن "مقاتلي حزب الله وعناصر يعتقد أنهم من الفرقة الرابعة، حاولوا التقدم باتجاه المدينة لكنهم جوبهوا بمقاومة شديدة من جانب مقاتلي المعارضة، على الرغم من ضراوة القصف، حيث شن الطيران الحربي أكثر من 30 غارة، وذلك بعدما تم إلقاء نحو مائة برميل متفجر وصاروخ على المدينة منذ الليلة قبل الماضية". وأوضح محمد، أن الطائرات ألقت منشورات لفصائل المعارضة تدعوهم إلى إلقاء السلاح.
وبحسب مصادر محلية، فقد حشد حزب الله قواته قرب الزبداني، وتحديداً من طرفها الغربي الشمالي المؤدّي إلى القلمون الأوسط في رنكوس وسهلها.
وكانت الفصائل المقاتلة بالزبداني قد سيطرت، فجر الجمعة، على مواقع للنظام وحزب الله اللبنانيّ، في أطراف المدينة، ضمن معركة "البركان الثائر" التي استهدفت إحباط هجوم كان النظام وحزب الله يعدّان للقيام به، ولمنع عناصر حزب الله من قطع الطريق بين الزبداني والقلمون. وأسفرت العملية، بحسب المصادر، عن مقتل أكثر من عشرة عناصر من الحزب بينهم قائد ميداني يدعى موسى المقداد.
وكانت تقارير إعلامية قد ذكرت، خلال الأيام الماضية، أن جيش النظام وحزب الله كانا يعتزمان القيام بهذا الهجوم منذ فترة، لإخراج فصائل المعارضة السورية من المدينة المحاصرة أصلاً، نظراً لأهميتها بسبب موقعها المحاذي لمناطق القلمون والحدود اللبنانية.
وتأتي معركة الزبداني بعد أسابيع من إيقاف حزب الله عملياته في القلمون، بعد سيطرته على تلال استراتيجية.
وقال متابعون، إن نقل الحزب المعركة من القلمون إلى الزبداني المحاذية للبقاع الأوسط، بسبب تخوفه من تقدم المعارضة في الجبهة الجنوبية القريبة من الزبداني، وفصل المدينة عن القلمون، الأمر الذي سيؤدي إلى نقل الحرب إلى الحدود اللبنانية، وحصار دمشق بالكامل، وفصلها عن إمداد "حزب الله".
وتدعي مصادر النظام، أن كتائب المعارضة وقعت في فخ إعلامي نصبه لها حزب الله والجيش النظامي حول معركة الزبداني، إذ تم استدراجهم إلى شن هجوم استباقي بهدف كشف قدراتهم الهجومية وإحباط مفاجآتهم، وكشف خطوط انسحابهم وأماكن تمركزهم لتصبح عرضة للاستهداف.
غير أن المعطيات الميدانية تشير إلى احتدام المعارك حول المدينة وعلى أطرافها، حيث تمكن مقاتلو المعارضة من صد الهجوم على الرغم من ضراوة القصف، وإن مبادرتهم إلى شن هجوم معاكس الجمعة أربكت بالفعل خطط حزب الله والنظام وأجبرتهما على التعجيل بالهجوم، خشية فقدان المزيد من الحواجز المحيطة بالمدينة، ما يعني فك الحصار عنها، وتعزيز خطوط تواصلها مع منطقة القلمون، لتكونا جبهة واحدة متحدة.
اقرأ أيضاً: النظام السوري يحاول التقدم في الزبداني وسط قصف عنيف