يكتشف مانويل فالس رئيس الحكومة الفرنسي السابق والمرشح في انتخابات اليسار الفرعية، لتمثيل الحزب الاشتراكي وحلفائه من الأحزاب الصغرى في رئاسة 2017 القريبة، أن اللقاء المباشر بالشعب الفرنسي، أي الديمقراطية المباشرة، ليست سهلة، مقارنة بما كان يفعل حينما كان رئيسا للحكومة. وأن العمل السياسي، والتحريض والتأييد يجري أيضاً في مكان آخر: على مواقع التواصل الاجتماعي.
يكتشف مانويل فالس أن الحشود ليست على موعد، في لقاءاته، فيُلغي بعضَها، ويكتفي بتكرار ما قاله من قبلُ لأقليّة تحضر لقاءاته، منحازة إليه وبالتالي لا تحتاج إلى إقناع. وليس من الصدفة أن يكون مساره شبيهاً بمسار شخصية سياسية فرنسية أخرى، يجد الفرنسيون شبها كبيراً بينهما، وهو نيكولا ساركوزي. فالذين تتبعوا حملة ساركوزي الانتخابية الأخيرة في انتخابات اليمين والوسط الفرعية، اكتشفوا أن الجمهور لم يكن على موعد، وأن الذين كانوا يصفقون له، بحماسة، وأحياناً بجنون، كانوا من أنصاره الدائمين الذين يرافقونه من مدينة إلى أخرى، إضافة إلى أن الكثيرين من أنصاره السابقين، كانوا يتحدّونه علَنا، ويرون أن زمنه قد ولّى وانقضى.
لم يكتشف مانويل فالس، فقط، ضعف المشاركة الشعبية في لقاءاته، عكس منافسه بُونْوا هامون، مثلاً، الذي يدير حملته باقتدار ويجذب مناصرين جدداً في كلّ لقاء، بكل الدماء الجديدة وأيضاً بالأمل والأحلام. وهو ما ينعكس بوضوح على مواقع التواصل. بل إن العنف الذي كان يمارس به فالس السياسة، حين كان وزيراً للداخلية ثم رئيساً للحكومة، في مواقفه وتصريحاته، ولّد عنفاً مضاداً من قبل المواطنين. ومن هنا جاءت مختلف "الاعتداءات" التي تعرّض لها المرشح مانويل فالس. ابتداءً من الاعتداء بالطحين، وهو تقليد فرنسي عريق، يعبّر فيه مقترفوه عن اشمئزازهم من الشخصية التي يقع عليها الاعتداء.
ولم يمض وقت طويل، حتى تعرّض مانويل فالس لصفعة من قبل شاب تعود أصوله إلى منطقة بروتاني. وقد انتشرت صورة الصفعة في وسائل التواصل الاجتماعي وتبادلها الكثيرون، وتميزت معظم الردود عليها بالتأييد والتفهم، خصوصاً وأنّ قانون العمل الجديد، الذي فرضه مانويل فالس، من دون المرور على تصويت نواب الأمّة، والذي قوبل برفض شعبي ونقابي كبير، لا يزال حديث العهد.
وعلى الرغم من أن توجيه هذه الصفعة، يوم الثلاثاء 17 يناير/كانون الثاني، لشخصية عمومية، هو اعتداءٌ لا جدال فيه، إلا أن التعاطف الذي بدأ يحظى به الشاب "نولان"، فاق التوقعات، رغم مسارعة القضاء لمحاكمته وإدانته بثلاثة أشهر مع وقف النفاذ.
ولم يُفوّت الفنان الساخر ديودوني الفرصة، وهو الذي كان مانويل فالس يعتبره عدوّاً شخصياً يجب إسكاته للأبد، بل وساهم في حظر كثير من مسرحياته في مدن فرنسية، إضافة إلى تسليط قسم الضرائب لمساءلته عن كل يورو يدخل رصيده. فقد أعلن في فيديو جديد "ديودوني يدعم نولان" و"نولان، رئيساً" عن ابتهاجه بهذا الشكل الديمقراطي، وبـ"هذه اليقظة الفرنسية" في مواجهة مانويل فالس. وقال ديودوني، الذي ينحدر من أب كاميروني وأمّ من منطقة بروتاني، ساخرا: "أعتبر نفسي، من جهة أمي، مرتبطا، إلى الأبد، بمنطقة بروتاني"، في إشارة إلى تصريح مانويل الشهير: "بسبب زوجتي (الإسرائيلية)، أحس بـأني مرتبط، إلى الأبد، بإسرائيل".
ومما زاد من أهمية هذه الصفعة في هذه الظرفية وفي هذه الانتخابات الفرعية لليسار، أنها انتقلت إلى راديو فرانس أنتير، وخاصة في البرنامج الذي يقدمه الصحافي باتريك كوهن، المعروف بمواقفه المؤيدة لإسرائيل والمُطالِب، علنا، بوقف ديودوني، نهائياً عن عالم المسرح والفكاهة. فقد تدخل مستمع في هذا البرنامج، يوم الأربعاء 18 يناير/ كانون الثاني، وأعلن عن دعمه للصفعة. وقال مخاطباً مانويل فالس، الذي كان ضيفاً على البرنامج: "لست أدري إن كنت تجد الصفعة مسألة طبيعية أم لا، ولكني أعتبر أننا، ستة وستون مليون شخص، كنا نودّ لو قمنا بها. لقد كان الشخص رائعا..". و66 مليونا هي إشارة إلى عدد سكان فرنسا.
لا تتوقف التصريحات والتعليقات على هذه الصفعة وعلى تفاعلاتها، وهو ما يُغطّي، بالتأكيد، على برنامج ومقترحات المرشحين، لتجاوز الأزمة ومواجهة التحديات الدولية الكبرى. ولكن الأمر ليس جديدا، فحين كان اليمين يتبارى لاختيار مرشحه الرئاسي، كانت الشبكة العنكبوتية تلتهب بنقاشات ذهب بعضها إلى الحديث عن إسلام عمدة بوردو، ألان جوبيه.
حقاً، توجد معارك وحملات انتخابية في القاعات وأمام الجمهور، ولكنها توجد، حتما وأيضا، في وسائل الاتصال الجماهيري.
يكتشف مانويل فالس أن الحشود ليست على موعد، في لقاءاته، فيُلغي بعضَها، ويكتفي بتكرار ما قاله من قبلُ لأقليّة تحضر لقاءاته، منحازة إليه وبالتالي لا تحتاج إلى إقناع. وليس من الصدفة أن يكون مساره شبيهاً بمسار شخصية سياسية فرنسية أخرى، يجد الفرنسيون شبها كبيراً بينهما، وهو نيكولا ساركوزي. فالذين تتبعوا حملة ساركوزي الانتخابية الأخيرة في انتخابات اليمين والوسط الفرعية، اكتشفوا أن الجمهور لم يكن على موعد، وأن الذين كانوا يصفقون له، بحماسة، وأحياناً بجنون، كانوا من أنصاره الدائمين الذين يرافقونه من مدينة إلى أخرى، إضافة إلى أن الكثيرين من أنصاره السابقين، كانوا يتحدّونه علَنا، ويرون أن زمنه قد ولّى وانقضى.
لم يكتشف مانويل فالس، فقط، ضعف المشاركة الشعبية في لقاءاته، عكس منافسه بُونْوا هامون، مثلاً، الذي يدير حملته باقتدار ويجذب مناصرين جدداً في كلّ لقاء، بكل الدماء الجديدة وأيضاً بالأمل والأحلام. وهو ما ينعكس بوضوح على مواقع التواصل. بل إن العنف الذي كان يمارس به فالس السياسة، حين كان وزيراً للداخلية ثم رئيساً للحكومة، في مواقفه وتصريحاته، ولّد عنفاً مضاداً من قبل المواطنين. ومن هنا جاءت مختلف "الاعتداءات" التي تعرّض لها المرشح مانويل فالس. ابتداءً من الاعتداء بالطحين، وهو تقليد فرنسي عريق، يعبّر فيه مقترفوه عن اشمئزازهم من الشخصية التي يقع عليها الاعتداء.
ولم يمض وقت طويل، حتى تعرّض مانويل فالس لصفعة من قبل شاب تعود أصوله إلى منطقة بروتاني. وقد انتشرت صورة الصفعة في وسائل التواصل الاجتماعي وتبادلها الكثيرون، وتميزت معظم الردود عليها بالتأييد والتفهم، خصوصاً وأنّ قانون العمل الجديد، الذي فرضه مانويل فالس، من دون المرور على تصويت نواب الأمّة، والذي قوبل برفض شعبي ونقابي كبير، لا يزال حديث العهد.
وعلى الرغم من أن توجيه هذه الصفعة، يوم الثلاثاء 17 يناير/كانون الثاني، لشخصية عمومية، هو اعتداءٌ لا جدال فيه، إلا أن التعاطف الذي بدأ يحظى به الشاب "نولان"، فاق التوقعات، رغم مسارعة القضاء لمحاكمته وإدانته بثلاثة أشهر مع وقف النفاذ.
ولم يُفوّت الفنان الساخر ديودوني الفرصة، وهو الذي كان مانويل فالس يعتبره عدوّاً شخصياً يجب إسكاته للأبد، بل وساهم في حظر كثير من مسرحياته في مدن فرنسية، إضافة إلى تسليط قسم الضرائب لمساءلته عن كل يورو يدخل رصيده. فقد أعلن في فيديو جديد "ديودوني يدعم نولان" و"نولان، رئيساً" عن ابتهاجه بهذا الشكل الديمقراطي، وبـ"هذه اليقظة الفرنسية" في مواجهة مانويل فالس. وقال ديودوني، الذي ينحدر من أب كاميروني وأمّ من منطقة بروتاني، ساخرا: "أعتبر نفسي، من جهة أمي، مرتبطا، إلى الأبد، بمنطقة بروتاني"، في إشارة إلى تصريح مانويل الشهير: "بسبب زوجتي (الإسرائيلية)، أحس بـأني مرتبط، إلى الأبد، بإسرائيل".
ومما زاد من أهمية هذه الصفعة في هذه الظرفية وفي هذه الانتخابات الفرعية لليسار، أنها انتقلت إلى راديو فرانس أنتير، وخاصة في البرنامج الذي يقدمه الصحافي باتريك كوهن، المعروف بمواقفه المؤيدة لإسرائيل والمُطالِب، علنا، بوقف ديودوني، نهائياً عن عالم المسرح والفكاهة. فقد تدخل مستمع في هذا البرنامج، يوم الأربعاء 18 يناير/ كانون الثاني، وأعلن عن دعمه للصفعة. وقال مخاطباً مانويل فالس، الذي كان ضيفاً على البرنامج: "لست أدري إن كنت تجد الصفعة مسألة طبيعية أم لا، ولكني أعتبر أننا، ستة وستون مليون شخص، كنا نودّ لو قمنا بها. لقد كان الشخص رائعا..". و66 مليونا هي إشارة إلى عدد سكان فرنسا.
لا تتوقف التصريحات والتعليقات على هذه الصفعة وعلى تفاعلاتها، وهو ما يُغطّي، بالتأكيد، على برنامج ومقترحات المرشحين، لتجاوز الأزمة ومواجهة التحديات الدولية الكبرى. ولكن الأمر ليس جديدا، فحين كان اليمين يتبارى لاختيار مرشحه الرئاسي، كانت الشبكة العنكبوتية تلتهب بنقاشات ذهب بعضها إلى الحديث عن إسلام عمدة بوردو، ألان جوبيه.
حقاً، توجد معارك وحملات انتخابية في القاعات وأمام الجمهور، ولكنها توجد، حتما وأيضا، في وسائل الاتصال الجماهيري.