تسبب انسحاب مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) المفاجئ من عدد من المناطق الحدودية مع العراق في حالة قلق لدى حكومة بغداد، التي تخشى من تسلل عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي إلى مناطق الموصل الحدودية، ما دفعها إلى إرسال تعزيزات عسكرية لضبط الحدود ومراقبتها جويا.
وكانت قوات "قسد" قد انسحبت، بشكل مفاجئ، من تلك المناطق، وتوجهت نحو عفرين، بحيث تسبب انسحابها بمسافة 40 كم بين الحسكة ونينوى، وصولا إلى فيشخابور، في ثغرة أمنية كبيرة بين الحدود.
وقال ضابط في قيادة العمليات العراقية المشتركة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "انسحاب قوات "قسد" تسبب في ثغرة كبيرة على الحدود مع الموصل، والقيادة قررت اتخاذ إجراءات عاجلة، لسد هذه الثغرة التي قد يستغلها تنظيم "داعش" ويتسلل إلى الأراضي العراقية".
وأوضح الضابط أنّ "القيادة حركت قطعات عسكرية كبيرة لتغطية تلك المساحة، وضبطها بشكل كامل"، مبينا أنّ "القيادة وجهت الطيران العراقي باتخاذ إجراءات بمراقبة الأجواء على مدار الساعة، وأن يرصد أي تحركات مشبوهة على تلك الحدود"، مؤكدا أنّ "القوات بدأت بتنفيذ تلك الإجراءات على وجه السرعة".
ويخشى الجانب العراقي من تسلل عناصر "داعش" إلى البلاد من جديد، ما يتسبب بتقوية جيوبه التي ما زالت القوات العراقية تطاردها، ويربك أمن المناطق المحررة.
من جهته، قال القيادي في عشائر الموصل، فارس الشمري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "انسحاب قوات" قسد" من مناطق محاذية للموصل مثير للقلق، ما يستوجب اتخاذ الحكومة لإجراءات أمنية احترازية، وأن تتم السيطرة على الموقف بشكل كامل".
وقال الشمري، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "القوات العسكرية المتواجدة حاليا على الحدود مع سورية، في تلك المساحة التي انسحبت منها قوات "قسد"، غير كافية للسيطرة على الموقف، ما يستدعي وصول التعزيزات بأسرع وقت ممكن"، مؤكدا أنّ "قوات العشائر اتخذت الاستعدادات اللازمة لأي طارئ، وهي مستعدة لتنفيذ أوامر الحكومة والتحرك نحو الحدود في حال حدوث أي مستجد".
وأوضح أنّ "الحفاظ على النصر الذي تم تحقيقه في البلاد هو مسؤولية الجميع، ويجب التنبه لذلك، وأن لا تترك أي ثغرة يستطيع التنظيم استغلالها".
يشار إلى أنّ المناطق السورية القريبة من الحدود العراقية تضم عناصر لتنظيم "داعش"، ينتظرون أي فرصة للتسلل إلى الأراضي العراقية.