أظهر استطلاع جديد نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم الجمعة، أنّ شبهات الفساد ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وقرار المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية بتقديم لائحة اتهام ضده، بعد جلسات استماع، لا تؤثر في صورة الوضع العام للخريطة الحزبية الإسرائيلية.
وأشار الاستطلاع إلى أنّ معسكر اليمين بقيادة نتنياهو، قادر على تشكيل ائتلاف حكومي بعد انتخابات الكنيست المقررة في 9 إبريل/نيسان المقبل، بالرغم من التغييرات داخل صفوف هذا المعسكر.
وتعود هذه التغييرات إلى ترجيح فشل حزب "يسرائيل بيتينو" بقيادة أفيغدور ليبرمان، وكذلك حزب "كولانو" بقيادة وزير المالية الحالي موشيه كاحلون، من اجتياز نسبة الحسم الانتخابي، مقابل تمكّن حزب يهودي ديني متطرف بقيادة موشيه فيغلين، ويدعى حزب "زهوت يهوديت"، يدعو لدولة شريعة يهودية، من اجتياز نسبة الحسم لأول مرة وحصوله على 4 مقاعد.
ووفقاً للاستطلاع المذكور، فإنّه بالرغم من تراجع قوة "الليكود" برئاسة نتنياهو بـ3 مقاعد، مقارنة باستطلاعات سابقة، وحصوله على 29 مقعداً، مقابل تراجع أيضاً لدى تحالف "كحول لفان" بقيادة الجنرال بني غانتس (مع يائير لبيد)، إلا أنّ نتنياهو يملك قدرة واضحة على تشكيل ائتلاف حكومي يستند إلى تأييد 62 عضواً، مقابل 58 عضواً لأحزاب المعارضة المختلفة.
وتشمل أحزب المعارضة تحالف "كحول لفان" (أزرق أبيض)، مع 33 مقعداً، مقابل 38 مقعداً في استطلاع سابق، و"حزب العمل" الذي يحصل على 8 مقاعد، وحزب "ميرتس" الذي يحصل أيضاً على 8 مقاعد، تضاف إليها 9 مقاعد لقائمة "الجبهة والتغيير" العربية اليهودية التي تحصل على 9 مقاعد.
لكن التوزيع الإسرائيلي للمقاعد والكتل ينطوي على تضليل عند تصنيفه لحزب غانتس بأنّه في معسكر اليسار، وذلك ضمن سياق دعاية "الليكود"، بالرغم من أنّ غانتس يدعي أنّ حزبه المتحالف مع حزب "ييش عتيد" وحزب "تيلم" هو تحالف لأحزاب الوسط لا يمين ولا يسار، إلا أنّ مواقفه وبرنامجه المعلن يضعه في قلب اليمين الإسرائيلي.
ويساعد التصنيف الذي تعتمده وسائل الإعلام للمعسكر المضاد لنتنياهو عبر وصفه بمعسكر الوسط واليسار، في تغذية دعاية معسكر اليمين بقيادة نتنياهو بأنّ الخصم الرئيسي له، أي تحالف "كحول لفان" بقيادة غانتس، هو يسار ضعيف سيتحالف مع العرب، علماً أنّ غانتس أعلن أخيراً أنّه لن يشكل كتلة مضادة مع الأحزاب العربية.
وكان نتنياهو قد أطلق، أمس الخميس، الحملة الانتخابية لحزب "الليكود" من قلب اجتماع في بلدة سدروت في النقب، عبر التحريض على الأحزاب العربية، لا سيما التحالف بين حزب "التجمع الوطني الديمقراطي" و"الحركة الإسلامية"، قائلا إنّ غانتس ولبيد سيتحالفان مع "الإسلاميين" ومناهضي الصهيونية.
ويشكل هذا التحريض حجر الأساس في دعاية نتنياهو، في الأسابيع الأخيرة، مستخدماً تصريحات كررها عضو الكنيست أحمد طيبي الذي كان قد بادر إلى الانشقاق عن القائمة المشتركة للأحزاب العربية، وإعلانه العزم على تشكيل كتلة مانعة (أي كتلة من 61 صوتاً تعارض تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة المقبلة) مع قائمة "كحول لفان".