احتفل معهد الدوحة للدراسات العليا مساء أمس الأحد، بتخريج الفوج الثاني الذي ضم 157 طالبا وطالبة، بحضور وزير التخطيط التنموي والإحصاء القطري، صالح بن محمد النابت، ووزير التعليم والتعليم العالي، محمد بن عبد الواحد الحمادي، ووزير التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، عيسى بن سعد الجفالي، وجمع من المدعوين وأسر الخريجين.
وقال رئيس المعهد بالوكالة، ياسر سليمان معالي، في كلمة خلال الحفل الذي أقيم في أحد الفنادق الكبرى في الدوحة، إن "الطلبة الخريجين هم قطريون وخليجيون وعرب بكل تنغيماتهم الثقافية التي تجمع ولا تفرِّق، وهم أوروبيون وأفارقة بكل أطيافهم الجميلة والمتداخلة".
وأضاف "نحن بحاجة إلى الأطباء والمهندسين وإداريّي الأعمال، ولكنَّنا أيضًا في حاجة إلى الفيلسوف والمؤرّخ واللسانيّ والأديب وعالم الاجتماع، وغيرهم من المتخصصين في العلوم الاجتماعية والإنسانية؛ نحن في حاجة إليهم، لنضمن لمجتمعاتنا صحّةً متوازنةً، بين مدٍّ وجزْرٍ من المصالح المتشابكة".
وأكد معالي أن المعهد انتصر للمستضعفات من العلوم، إيمانًا منه بأن التنويرَ الذي تنشُده كلُّ المجتمعات لا يمكن أن يتحقق من خلال الصنعةِ والتكْنولوجيا والمكننة والأتمتة والرقمنة، على أهميتها في نماء المجتمع.
وختم بقوله "إن معهد الدوحة للدراسات العليا من قطر إلى قطر، ومن قطر إلى بلاد العرب أوطاني، وإلى ما تجاوزها جغرافيًا والتحم معها إنسانيًا".
— معهد الدوحة (@dohainstitute) June 3, 2018 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وألقى ضيف الحفل أستاذ التاريخ بجامعة ميشيغن، الأستاذ الزائر في مركز دراسات الخليج في جامعة قطر، خوان كول، كلمة أكد فيها أن تميّز معهد الدوحة لا ينبع من كونه الأول الذي يختص في الدراسات العليا فقط، بل الأول في تخصُّصِه في العلوم الاجتماعية والإنسانية بأوسع معانيها. وأشار إلى أن إنشاء المعهد يدلّ على اهتمام قطر بهذه العلوم التي تشتد الحاجة إليها.
— معهد الدوحة (@dohainstitute) June 3, 2018 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ولفت كول إلى "إن النهضة التعليمية في قطر نتيجة الإرادة التخطيط"، مؤكدا أنّ نجاح نهضة قطر هو نجاح لكل من يرى أنّ رفاه العالم لا يمكن أن يقوم على منطق النصر والهزيمة بين الشعوب.
وألقى الطالبان عبد الرحمن المسلماني وسكينة أجعوط كلمة المتخرجين، أكدا فيها أن خلق مؤسسات ذات نوعيةٍ في التكوين المبنيّ على حرية البحث والتفكير النقديّ، هو السبيل لأنْ يعاد للبحثِ العلميّ بعـض زَخَمِه وأَلَقِه.
ولفتا إلى أن "فكرة المعهد تَــفـــتّـقَــت عن القائمين على المؤسسة الأمّ، المركز العربيِّ للأبحاث ودراسةِ السياسات، هذه المؤسسة الرائدة التي حملت على عاتقها مهَمّةَ إحياءِ علومٍ عانت التهميش لسنوات طوال، عبر تأهيلِ باحثينَ قادرينَ على حملِ لواءِ العلمِ في قضايا الاجتماعِ والإنسانياتِ والإدارة، بما يُتيحُ الاستفادةَ منه عمليًّا وليس فقط نظريًّا، على المستوى الوطنيّ والقوميّ والعالميّ".
وفي تصريح لـ"العربي الجديد" قالت نائبة الرئيس للشؤون الإدارية والمالية بالمعهد، هند المفتاح: "نشعر بالفخر بتخريج هذا العدد في المعهد حديث النشأة، ما يعتبر تجسيدا لرسالة المعهد المتمثلة في المساهمة في خلق نهضة تنموية وتشكيل جيل جديد من الشباب العربي الباحثين والأكاديميين والمهنيين". وحول البرامج الجديدة قالت المفتاح "سيطلق ماجستير علم النفس الإكلينكي بداية العام المقبل كما يجري العمل على تخصص جديد هو الدراسات الأمنية المتوقع إطلاقه بحلول عام 2019".
ويتوزع خريجو الدفعة الثانية على 12 برنامجاً أكاديمياً هي العلوم السياسية والعلاقات الدولية، علم الاجتماع والأنثربولوجيا، الإعلام والدراسات الثقافية، اللسانيات والمعجمية العربية، الأدب المقارن، التاريخ، الفلسفة، الإدارة العامة، اقتصاديات التنمية، السياسات العامة، الماجستير التنفيذي في الإدارة العامة، وإدارة النزاع والعمل الإنساني.
ودشن معهد الدوحة والمعهد الأوروبي للإدارة والتكنولوجيا في برلين (ESMT BERLIN)، في مارس/آذار الماضي، برنامج الماجستير التنفيذي المزدوج في إدارة الأعمال والإدارة العامة.