عرض موقع صحيفة "جابان توداي" اليابانية نتائج مفاجئة حول نظرة المجتمع الياباني إلى الأشخاص المعوقين في البلاد، مع ذلك، فهي مفاجئة للوهلة الأولى فقط.
يعرض التقرير قصة الكاتبة الأميركية ميغ مورفي التي تقول: "عندما كنت في الولايات المتحدة كانت لديّ صديقة يابانية، وفي إحدى المرات كنا نشاهد عبر التلفزيون فيلماً وثائقياً يصوّر قصة ملهمة لتلميذة معوقة حركياً تريد أن تسبح في حوض المدرسة، فجهزت لها إدارة المدرسة كلّ التجهيزات الملائمة لمستخدمة كرسي متحرك في الوصول إلى المسبح والنزول في المياه وكذلك في الخروج منه والوصول إلى المرافق الكاملة. المفاجأة أنّ صديقتي اليابانية أخبرتني أنّ مثل هذه البرامج غير موجودة في اليابان، وأنّ المعوقين بالكاد يظهرون في هذه البرامج".
مثل هذه الشهادة لمورفي تعززها نتائج استطلاع أخير للرأي في اليابان اظهر أنّ الناس لا يفضلون مشاهدة "برامج عن أشخاص معوقين بقصص ملهمة". فقد أظهر الاستطلاع أنّ 45 في المائة فقط من اليابانيين يستمتعون بمثل هذه البرامج، بينما لا يحبها 55 في المائة. أما المفاجأة الأكبر فقد كانت وسط الأشخاص المعوقين أنفسهم. فقد جاءت نتائج هذه الفئة أنّ 90 في المائة منهم لا يحبون مثل هذه البرامج. وبالتالي، فإنّ الأشخاص المعوقين هم الذين لا يحبذون مثل هذا العرض الدعائي لقصصهم. ونزولاً عند رغبتهم، نادراً ما يبث التلفزيون الياباني مثلها. فالنموذج الحقوقي للإعاقة يقول: "نحن من يقرر حقوقنا بأنفسنا، ولا أحد غيرنا ينطق باسمنا".
من جهته، يحاول برنامج "باري بارا"، الذي نشر نتائج الاستطلاع، والذي يقدم نفسه على أنّه "أول برنامج منوعات للأشخاص المعوقين"، أن يقدم نموذجاً جديداً. ومن خلال الاستطلاع ونتائجه، يشدد على أنّ المطلوب عدم التركيز على الأشخاص المعوقين كفئة معزولة في المجتمع لها طقوسها الخاصة وقصصها الفريدة التي يسلط فيها الضوء على نجاحاتها واستعراض تلك النجاحات. بدلاً من ذلك، يقدم البرنامج الأشخاص المعوقين كعناصر فعالين في المجتمع مثلهم مثل غيرهم، لديهم نجاحاتهم وكذلك لديهم إخفاقاتهم. فالمشكلة ليست عند هؤلاء. على العكس من ذلك، هم يعيشون حالة الدمج في مختلف المستويات، وطالما أنّهم مندمجون في المجتمع، لا داعي أبداً للحديث عنهم كفئة في حدّ ذاتها كما يفعل الأميركيون مثلاً، حتى وإن كانت النوايا إيجابية.
ليس كلّ الأشخاص المعوقين يوافقون على هذا الوضع، خصوصاً أنّ ذلك يؤدي بدوره إلى محاربة البعض حقوقهم. لكنّ المسعى الأساس هو أن يكونوا متساوين مع غيرهم في الحقوق.