ضمن مشروع طنجة الكبرى، رصدت الحكومة المغربية ميزانية لإعادة تأهيل مغارة هرقل، إحدى أكبر المغارات في القارة الأفريقية، والمصنفة على لائحة التراث الوطني
ثغرة في جوف المغارة وكأنها تدل على قلب هرقل، أو توحي بشكل خارطة أفريقيا. يرتادها سياح كثر طالما سمعوا بالاسم الأسطوري الخالد للمحارب الإغريقي. ولكن هذا المعلم الواقع في شمال المغرب، تعرض للاستغلال غير المنظم لسنوات عدة فأنهك رونقه وهيكله نتيجة عوامل بشرية وأخرى طبيعية.
تدخلت الجهات المسؤولة وهمت بتنقية المغارة من الداخل وتدعيم هيكلها والعمل على تقليل تسربات مياه الأمطار وإعطائها شكلا هندسياً متناسقا مع قيمتها التاريخية والعمل على تقوية الإنارة في الداخل والخارج حتى تشكل بالنسبة تجربة راسخة.
وقد أوضح المهندس المعماري الذي أشرف على إعادة إصلاح المغارة أنور الأموي لـ"العربي الجديد" أن الأضرار التي أصابت المغارة "هددت صلابة هيكلها الأساسي واستقرار جدرانها وسقفها. ونظرا لموقعها الفريد وطبيعتها الاستثنائية تشكل مجالا مفتوحا على المحيط الاطلسي وعرضة لعوامل المد والجزر".
كما شكل عدد من الشقوق منفذا لتسربات مياه الأمطار والتي على مر السنين أحدثت ضررا متزايدا على جدران المغارة كما عرف محيط المغارة في الأعوام الأخيرة ظهور مجموعة من البنايات التي تكاثرت بشكل غير منظم والتي شكلت ثقلا إضافيا على سقفها"، متابعا: "شكل مشروع طنجة الكبرى الإطار المناسب لدراسة هذه المعلمة من كل جوانبها ومنحنا فرصة لإعادة الاعتبار لها وهيكلة محيطها الخارجي. وقد تم تشكيل فريق من المهندسين من مختلف الاختصاصات وخصوصا المتعلقة بدراسة الصخور والتجويفات الصخرية بالإضافة إلى استشاريين في تاريخ المنطقة ودارسين مختصين بالمغارة كي لا تشكل الأشغال خطرا على هيكل المغارة وللمحافظة على شكلها الأصلي".
يقول ربيع الخمليشي رئيس مرصد حماية المآثر التاريخية والطبيعية في طنجة لـ"العربي الجديد" إن "إعادة الإصلاح جاءت لتلبية مطالب المجتمع المدني منذ سنوات، بخاصة أن المغارة مصنفة على لائحة التراث الوطني منذ عهد الحماية الفرنسية، كما انها مرتبطة بالتاريخ الأسطوري لمدينة طنجة حيث تقول الأسطورة الإغريقية إن زوج طنجيس أنتي استطاع هرقل أن يهزمه، وفي الصراع شقت ضربات سيفه المضيق بين أوروبا والمغرب"، مردفا: "أصبحت المغارة اليوم رمزاً للمدينة. لقد تعرضت لإهمال شديد، وأوردنا في تقرير رصدنا فيه حالة المغارة هذه الاختلالات، منها موقف السيارات وسط الفضاء المؤدي للمغارة، والدكاكين العشوائية فوق المغارة إضافة للبيع العشوائي داخلها".
وأوضح الخمليشي أن حالة المغارة الآن أصبحت جيدة، لها رونق جديد من خلال إصلاح الفضاء المجاور لها وتحويله لساحة تطل على البحر، مما يمنح الزائر منظرا جميلا، كما أن الإنارة تناسب البعد الميثولوجي الأسطوري للمغارة، إضافة إلى دعائم لضمان السلامة، وتم تعويض الدكاكين بمحلات أكثر أناقة، والمرفقات مثل المراحيض مؤهلة لاستقبال الزوار.
يعود تاريخ بعض الآثار المكتشفة في المغارة إلى خمسة آلاف سنة قبل الميلاد، وتضم تماثيل آدمية وأدوات حجرية وخزفية تدل على الحضارة التي عرفتها المنطقة خلال العصر الحجري.
وتم استغلالها لصناعة الرحى منذ العهد الروماني حتى العصر الحديث، حيث كان سكان المغارة يقومون باستخراج كتل دائرية من الحجر الكلسي من أجل صناعة الرحى التي كانت تستخدم في التجارة حيث كانت تستبدل بالزيوت المحلية خلال العهد الروماني إضافة إلى سدّ الاحتياجات المحلية.
واكتشفت المغارة سنة 1906، وتنتمي إلى منطقة تدعى "أشقار" في طنجة، حيث تعتبر أكبر مغارات إفريقيا وتطل على المحيط الأطلسي. مكونة من أربع حجرات كبيرة تتعدى مساحتها 2000 متر مربع، مع ساحة خارجية بحوالي 3000 متر مربع.
"هرقل" التي عانت من التهميش السياحي بسبب أوضاعها البائسة القديمة والتي لم تشجع أصحاب وكالات الأسفار على نصح السائحين بزيارة المكان، أصبحت رهانا سياحياً على الصعيد الداخلي والخارجي، يقول الخمليشي: "نحن نراهن على السياحة الداخلية والخارجية، فقد أصبحت الآن مكانا مناسبا لاستقبال السياح، كما أن توفير خطّ مواصلات داخل المدينة إلى مكان المغارة سيشجع السياح المحليين على زيارتها أيضا".
إقرأ أيضاً: أتاي وبيصر وحشيش في مقهى الحافة
ثغرة في جوف المغارة وكأنها تدل على قلب هرقل، أو توحي بشكل خارطة أفريقيا. يرتادها سياح كثر طالما سمعوا بالاسم الأسطوري الخالد للمحارب الإغريقي. ولكن هذا المعلم الواقع في شمال المغرب، تعرض للاستغلال غير المنظم لسنوات عدة فأنهك رونقه وهيكله نتيجة عوامل بشرية وأخرى طبيعية.
تدخلت الجهات المسؤولة وهمت بتنقية المغارة من الداخل وتدعيم هيكلها والعمل على تقليل تسربات مياه الأمطار وإعطائها شكلا هندسياً متناسقا مع قيمتها التاريخية والعمل على تقوية الإنارة في الداخل والخارج حتى تشكل بالنسبة تجربة راسخة.
وقد أوضح المهندس المعماري الذي أشرف على إعادة إصلاح المغارة أنور الأموي لـ"العربي الجديد" أن الأضرار التي أصابت المغارة "هددت صلابة هيكلها الأساسي واستقرار جدرانها وسقفها. ونظرا لموقعها الفريد وطبيعتها الاستثنائية تشكل مجالا مفتوحا على المحيط الاطلسي وعرضة لعوامل المد والجزر".
كما شكل عدد من الشقوق منفذا لتسربات مياه الأمطار والتي على مر السنين أحدثت ضررا متزايدا على جدران المغارة كما عرف محيط المغارة في الأعوام الأخيرة ظهور مجموعة من البنايات التي تكاثرت بشكل غير منظم والتي شكلت ثقلا إضافيا على سقفها"، متابعا: "شكل مشروع طنجة الكبرى الإطار المناسب لدراسة هذه المعلمة من كل جوانبها ومنحنا فرصة لإعادة الاعتبار لها وهيكلة محيطها الخارجي. وقد تم تشكيل فريق من المهندسين من مختلف الاختصاصات وخصوصا المتعلقة بدراسة الصخور والتجويفات الصخرية بالإضافة إلى استشاريين في تاريخ المنطقة ودارسين مختصين بالمغارة كي لا تشكل الأشغال خطرا على هيكل المغارة وللمحافظة على شكلها الأصلي".
يقول ربيع الخمليشي رئيس مرصد حماية المآثر التاريخية والطبيعية في طنجة لـ"العربي الجديد" إن "إعادة الإصلاح جاءت لتلبية مطالب المجتمع المدني منذ سنوات، بخاصة أن المغارة مصنفة على لائحة التراث الوطني منذ عهد الحماية الفرنسية، كما انها مرتبطة بالتاريخ الأسطوري لمدينة طنجة حيث تقول الأسطورة الإغريقية إن زوج طنجيس أنتي استطاع هرقل أن يهزمه، وفي الصراع شقت ضربات سيفه المضيق بين أوروبا والمغرب"، مردفا: "أصبحت المغارة اليوم رمزاً للمدينة. لقد تعرضت لإهمال شديد، وأوردنا في تقرير رصدنا فيه حالة المغارة هذه الاختلالات، منها موقف السيارات وسط الفضاء المؤدي للمغارة، والدكاكين العشوائية فوق المغارة إضافة للبيع العشوائي داخلها".
وأوضح الخمليشي أن حالة المغارة الآن أصبحت جيدة، لها رونق جديد من خلال إصلاح الفضاء المجاور لها وتحويله لساحة تطل على البحر، مما يمنح الزائر منظرا جميلا، كما أن الإنارة تناسب البعد الميثولوجي الأسطوري للمغارة، إضافة إلى دعائم لضمان السلامة، وتم تعويض الدكاكين بمحلات أكثر أناقة، والمرفقات مثل المراحيض مؤهلة لاستقبال الزوار.
يعود تاريخ بعض الآثار المكتشفة في المغارة إلى خمسة آلاف سنة قبل الميلاد، وتضم تماثيل آدمية وأدوات حجرية وخزفية تدل على الحضارة التي عرفتها المنطقة خلال العصر الحجري.
وتم استغلالها لصناعة الرحى منذ العهد الروماني حتى العصر الحديث، حيث كان سكان المغارة يقومون باستخراج كتل دائرية من الحجر الكلسي من أجل صناعة الرحى التي كانت تستخدم في التجارة حيث كانت تستبدل بالزيوت المحلية خلال العهد الروماني إضافة إلى سدّ الاحتياجات المحلية.
واكتشفت المغارة سنة 1906، وتنتمي إلى منطقة تدعى "أشقار" في طنجة، حيث تعتبر أكبر مغارات إفريقيا وتطل على المحيط الأطلسي. مكونة من أربع حجرات كبيرة تتعدى مساحتها 2000 متر مربع، مع ساحة خارجية بحوالي 3000 متر مربع.
"هرقل" التي عانت من التهميش السياحي بسبب أوضاعها البائسة القديمة والتي لم تشجع أصحاب وكالات الأسفار على نصح السائحين بزيارة المكان، أصبحت رهانا سياحياً على الصعيد الداخلي والخارجي، يقول الخمليشي: "نحن نراهن على السياحة الداخلية والخارجية، فقد أصبحت الآن مكانا مناسبا لاستقبال السياح، كما أن توفير خطّ مواصلات داخل المدينة إلى مكان المغارة سيشجع السياح المحليين على زيارتها أيضا".
إقرأ أيضاً: أتاي وبيصر وحشيش في مقهى الحافة