مفاجأة الملكي الأخيرة..تعاقد فني أم الأمر أكبر من ذلك؟

19 اغسطس 2015
+ الخط -


في الوقت الذي ينتظر فيه الجميع تعاقد ريال مدريد مع دي خيا أو مهاجم إضافي، أعلن الفريق الإسباني رسمياً وصوله إلى اتفاق نهائي مع إنتر ميلان، بخصوص انتقال الكرواتي كوفاسيتش إلى الفريق العريق، لتدخل الجماهير في نقاشات مستمرة، لماذا كوفاسيتش بالأخص؟ وأين سيلعب؟ وماذا يدور في عقل الثنائي بينيتيز وبيريز؟

كوفاسيتش
في إيطاليا، كوفاسيتش هو "التريكوارتيستا" كما يقول الكتاب، صانع اللعب الذي يسجل الأهداف ويمرر الكرات لرفاقه بالثلث الأخير، مع تمركز هجومي أمام منطقة الوسط وخلف الثنائي المتقدم داخل منطقة الجزاء. هو لاعب وسط هجومي في المقام الأول، يجيد اللعب في مختلف الخطط الكروية، لذلك لعب دوراً رئيسياً في خطة 3-5-2 إنتر، ثم 4-4-2 مع قدوم مانشيني.

نجح الكرواتي الشاب في إضافة لمسته الخاصة، كلاعب حر يتحرك على الأطراف وفي العمق، ويصنع الثقل التكتيكي الحقيقي للفريق الإيطالي، كذلك شغل همزة الوصل بين الوسط والهجوم، يجمع بين مهمات الوسط الهجومي، وصانع اللعب الصريح أمام منطقة الجزاء، بالإضافة إلى القيام بالشق الدفاعي أثناء لعبة التحولات.

يستطيع كوفاسيتش اللعب على الأطراف، لكنه يتألق أكثر في العمق، لأنه في الأساس لاعب يميل إلى نسخة اللعب العمودي المباشر، أي القطع السريع من الخلف إلى الأمام، سواء بالكرة أو من دونها، في اتجاه واحد فقط، نحو مرمى المنافسين.

لماذا؟
يضم ريال مدريد عدداً كبيراً من النجوم في منطقة الوسط، كروس، إيسكو، لوكا مودريتش، وخاميس رودريجز، لذلك يتساءل الكثيرون، ما السر وراء التعاقد مع الكرواتي القادم من إيطاليا؟ خصوصاً أنه لا يسجل أهدافاً عديدة مثل رودريغز، ولا يصنع "الأسيست" مثل إيسكو، وبالطبع لا يمرر للأمام كما يفعل كروس، لكنه رغم كل هذه الإحصاءات، يعتبر بمثابة الخطوة الإيجابية للمدرب رافا بينيتيز وإدارة النادي الملكي.

وتعود الأسباب إلى القدرات التقنية المميزة للنجم السابق لإنتر ميلان، فكوفاسيتش من الممكن تصنيفه تكتيكياً كلاعب وسط دائرة، أقرب إلى نسخة "الديب لاينج"، نتيجة قدرته على الاحتفاظ بالكرة تحت ضغط، مع نقلها من الدفاع إلى الهجوم، إما عن طريق التمريرات الطويلة، أو بالمراوغات الفنية ضد المدافعين.

رقمياً، قام اللاعب بـ 3.28 مرواغات ناجحة في آخر موسم بالكالتشو، رقم يتفوق به على مودريتش، رودريغز، وكروس، ويأتي من خلاله في المركز الثاني خلف إيسكو. يمرر كوفاسيتش أيضاً 67 تمريرة بالمباراة الواحدة، مع مجهود دفاعي واضح، سواء عن طريق العرقلة المشروعة أو افتكاك الكرات. في النهاية ماتيو لاعب متنوع، يفضله المدربون في المواسم الطويلة.

المدى البعيد
وقع الريال في مشاكل عديدة خلال الموسم الماضي، بعد إصابة لوكا مودريتش وجيمس رودريغز. يتحكم الكرواتي في نسق المباريات، بينما يتكفل اللاتيني بصناعة اللعب وتسجيل الأهداف، حينما يكون رونالدو تحت الضغط. لذلك كان القرار المدريدي الأول هذا الصيف، أن تتوافر بدائل عديدة في كل مركز، تحسباً لأي ظرف عكسي كما حدث في عام 2015.

بالمقارنة مع برشلونة مثلاً، يعاني المدرب لويس إنريكي من غيابات عديدة قبل افتتاحية لا ليغا، بيكيه، ماتيو، ألبا، أدريانو. ومع المستوى الضعيف للبلجيكي فيرمايلن، فإن بطل الثلاثية يحتاج إلى دماء جديدة في خانة الخط الخلفي، لكن هذا لم يحدث حتى الآن في "الميركاتو"، وكأن إدارة البارسا تتعامل مع الموسم بالقطعة، وتلعب بالنار في حالة وقوع إصابات جديدة.

في المقابل، وجود ماتيو كوفاسيتش في تشكيلة ريال مدريد، أمر يعني راحة أكبر في حالة غياب أي نجم من الوسط. فالكرواتي يستطيع شغل مركز لاعب الوسط المساند، خصوصاً مع غيابات مودريتش المتكررة، كذلك من الممكن وضعه كصانع لعب رقم 10، يصنع مزيداً من الفرص لكريستيانو وبنزيمة، المركز الذي عانى بسببه أنشيلوتي بعد إصابة خاميس رودريغز.

ينظر الميرينغي إلى القادم، ويضم بين صفوفه النجوم الشبان مثل إيسكو، كروس، دانيلو، رودريغز، وكوفاسيتش، أسماء تبلغ من العمر 25 عاماً فأقل، وهذا ما سيفيد الجهاز الفني خلال السنوات القليلة القادمة، لأن الرهان ليس فقط على الموسم المقبل، بل العمل مرتبط بماذا سيحدث في المستقبل القريب.

لمتابعة الكاتب

المساهمون