13 سبتمبر 2019
مفاوضات الثعالب على فريستها
أحمد سلوم (سورية)
يجلس السوريون عقب كل إعلان عن قمة أو مؤتمر يجمع بعضا من قادة العالم لإيجاد حل لمأساتهم، منتظرين صدرو قرار ما لإيقاف الجرائم التي ترتكب بحقهم، متسائلين: ماذا سيحدث؟ إلا أن الأحداث والوقائع السابقة، أفادت بأنه لا حل في الوقت القريب لمأساة السوري، وذلك لأن الأطراف التي تتفاوض لا تتفاوض بشأن إيجاد حل أو تسوية للسوريين، وإنما يتباحثون بشأن الفائدة التي ستعود عليهم من استمرار تلك المأساة.
فلو جئنا لأحد الأطراف الأساسية في المأساة السورية، روسيا، سنجد أن ليس من صالحها إيقاف تلك الحرب لعدة أسباب، منها أن سورية باتت ساحة تجارب لأسلحتها التي تروج لها من أجل بيعها لدول العالم الضعيفة، وثانيا هي لا تريد أن تخسر آخر منافذها على البحر المتوسط كما حدث لها في ليبيا.
هذا ما يدعونا، نحن السوريين، إلى التساؤل: كيف لتركيا أو غيرها إجراء مفاوضات مع الروس لإيجاد مخرج للمأساة السورية؟ وهي التي وقفت حتى الآن ضد عقوبات دولية بحق سورية، مستخدمة بذلك حق النقض "فيتو" في مجلس الأمن، حيث عارضت موسكو في مرات عديدة قراراً يدين نظام الأسد وأعمال القمع التي تمارسها قواته ضد المحتجين من المدنيين، فروسيا تخاف من قرار يدين سورية في مجلس الأمن، يؤدي إلى تدخل عسكري في سورية كما كان عليه الحال في ليبيا.
ومن هذه المصالح الروسية أيضا، والتي تجعلها تقف مع الأسد ضد الشعب، صفقات بيع أسلحة بين البلدين التي قد تنتهي بانتهاء الأزمة في سورية، وخصوصا أن الثورة كشفت للجميع أن العداء الذي كان يوهم به نظام الأسد الشعب مع إسرائيل ليس إلا خدعة لكي يجبر الشعب على القبول بأدنى متطلبات الحياة، كون سورية بحالة تأهب دائم للحرب مع إسرائيل! ناهيك عن العلاقات التي تربط نظام الأسد مع روسيا في مجال التعليم كون الآلاف من السوريين حصلوا على الشهادات العليا في الاتحاد السوفييتي ويتقنون اللغة الروسية.
أما بالحديث عن الطرف الآخر في المفاوضات، ونعني تركيا، فنجد أيضا أنه ليس من صالحها انتهاء أزمة السوريين التي شكلت لها فوائد جمة في اقتصادها عبر أصحاب رؤوس الأموال السورية الذين افتتحوا شركاتهم ومصانعهم في معظم المدن التركية، والتي عادت بالفائدة المالية لخزينتها التي قد تتوقف بإيجاد حل لمأساة السوريين هذا من جهة، ومن جهة أخرى وهي الأهم قضية اللاجئين التي يتلاعب بها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، للوصول إلى أهدافه مع الاتحاد الأوروبي وابتزازه للاتحاد، للحصول على الأموال وفرض شروطه عليهم لإيقاف موجة اللاجئين تجاه بلادهم مقابل حصوله على الحق في تجول الأتراك في أوروبا بدون قيد أو شرط.
وبالانتقال إلى الطرف الثالث من الثالوث المستفيد من استمرار الحرب في سورية، ونعني إيران، فقد مكنها استمرار القتل في سورية بمساعدة مليشياتها للنظام، من بسط نفوذها على العديد من المدن السورية ونشر التشيع على أوسع نطاق بين المدنيين والعامة، والتي قد تتوقف بعودة الهدوء إلى سورية.
ولذلك نصل إلى قناعة شبه مؤكدة، أن كل المؤتمرات والقمم التي عقدت على مستوى عالمي أو إقليمي لم تكن لإيجاد مخرج للسوريين بقدر ما كانت استغلالا لقضيتهم لبناء مستقبل واعد لشعوبهم وبلدانهم على حساب الدماء السورية التي تسيل في كل دقيقة تمر من عمر المواطنين في سورية. فعلى مدار تسع سنوات من عمر الثورة السورية، أيقن الصغير قبل الكبير، أن ما يصدر من قرارات في الاجتماعات السياسية بين القادة ما هو إلا أقوال يداروا بها الخفايا التي تباحثوا بها واتفقوا عليها.
وأخيرا يتبادر لذهني سؤال: هل يعقل للثعالب أن تتفق على إنقاذ الدجاج من أنيابها؟!
هذا ما يدعونا، نحن السوريين، إلى التساؤل: كيف لتركيا أو غيرها إجراء مفاوضات مع الروس لإيجاد مخرج للمأساة السورية؟ وهي التي وقفت حتى الآن ضد عقوبات دولية بحق سورية، مستخدمة بذلك حق النقض "فيتو" في مجلس الأمن، حيث عارضت موسكو في مرات عديدة قراراً يدين نظام الأسد وأعمال القمع التي تمارسها قواته ضد المحتجين من المدنيين، فروسيا تخاف من قرار يدين سورية في مجلس الأمن، يؤدي إلى تدخل عسكري في سورية كما كان عليه الحال في ليبيا.
ومن هذه المصالح الروسية أيضا، والتي تجعلها تقف مع الأسد ضد الشعب، صفقات بيع أسلحة بين البلدين التي قد تنتهي بانتهاء الأزمة في سورية، وخصوصا أن الثورة كشفت للجميع أن العداء الذي كان يوهم به نظام الأسد الشعب مع إسرائيل ليس إلا خدعة لكي يجبر الشعب على القبول بأدنى متطلبات الحياة، كون سورية بحالة تأهب دائم للحرب مع إسرائيل! ناهيك عن العلاقات التي تربط نظام الأسد مع روسيا في مجال التعليم كون الآلاف من السوريين حصلوا على الشهادات العليا في الاتحاد السوفييتي ويتقنون اللغة الروسية.
أما بالحديث عن الطرف الآخر في المفاوضات، ونعني تركيا، فنجد أيضا أنه ليس من صالحها انتهاء أزمة السوريين التي شكلت لها فوائد جمة في اقتصادها عبر أصحاب رؤوس الأموال السورية الذين افتتحوا شركاتهم ومصانعهم في معظم المدن التركية، والتي عادت بالفائدة المالية لخزينتها التي قد تتوقف بإيجاد حل لمأساة السوريين هذا من جهة، ومن جهة أخرى وهي الأهم قضية اللاجئين التي يتلاعب بها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، للوصول إلى أهدافه مع الاتحاد الأوروبي وابتزازه للاتحاد، للحصول على الأموال وفرض شروطه عليهم لإيقاف موجة اللاجئين تجاه بلادهم مقابل حصوله على الحق في تجول الأتراك في أوروبا بدون قيد أو شرط.
وبالانتقال إلى الطرف الثالث من الثالوث المستفيد من استمرار الحرب في سورية، ونعني إيران، فقد مكنها استمرار القتل في سورية بمساعدة مليشياتها للنظام، من بسط نفوذها على العديد من المدن السورية ونشر التشيع على أوسع نطاق بين المدنيين والعامة، والتي قد تتوقف بعودة الهدوء إلى سورية.
ولذلك نصل إلى قناعة شبه مؤكدة، أن كل المؤتمرات والقمم التي عقدت على مستوى عالمي أو إقليمي لم تكن لإيجاد مخرج للسوريين بقدر ما كانت استغلالا لقضيتهم لبناء مستقبل واعد لشعوبهم وبلدانهم على حساب الدماء السورية التي تسيل في كل دقيقة تمر من عمر المواطنين في سورية. فعلى مدار تسع سنوات من عمر الثورة السورية، أيقن الصغير قبل الكبير، أن ما يصدر من قرارات في الاجتماعات السياسية بين القادة ما هو إلا أقوال يداروا بها الخفايا التي تباحثوا بها واتفقوا عليها.
وأخيرا يتبادر لذهني سؤال: هل يعقل للثعالب أن تتفق على إنقاذ الدجاج من أنيابها؟!