وفيما يضع الحريري اللمسات الأخيرة على حكومته الثلاثينية، يحاول حلحلة بعض الثغرات الأساسية الأخرى التي من الممكن أن تشكّل لغماً في الساعات المقبلة، لا سيما المقعد المسيحي الممنوح لتيار "المستقبل"، والذي يريده مارونياً من أجل منحه لوزير الثقافة في حكومة
تصريف الأعمال غطاس خوري، فيما يصرّ "التيار الوطني الحر" على منح "المستقبل" مقعداً أرثوذكسياً، بما أنّه يعتبر حصته من المقاعد المارونية قليلة.
وإلى التوافق حول المقعد المسيحي الممنوح لـ"المستقبل"، برزت، في الساعات الأخيرة اليوم الأربعاء، عقدة أرمنية بعد اعتراض حزب "الطاشناق" على حصول حزب "القوات اللبنانية" على مقعد أرمني مع حقيبة، الأمر الذي سيؤدي إلى حصول "الطاشناق" على وزارة دولة، وسط مخاوف جدية من هذه العقدة، وإمكانية أن تعرقل جهود الربع ساعة الأخير لتشكيل الحكومة، ولا سيما أنّ "القوات" ليست في وارد التنازل إطلاقاً، بعد كل التنازلات التي قدّمتها.
وبرز في الساعات الأخيرة دخول المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، أيضاً، على خط العقدة الأرمنية، بعد نجاحه في حلحلة العقدة السنية، إذ زار قيادة حزب "الطاشناق"، وسط معلومات تتحدّث عن إمكانية منح الحزب وزارة السياحة وليس وزارة دولة، على أن يتولاها الوزير الحالي في حكومة تصريف الأعمار أفيديس كيدانيان، وهو ما أكده، لاحقاً، النائب هاغوب بقرادونيان، في حديث تلفزيوني، عندما أشار إلى أنّه "من حقنا أن نتمثل بحقيبة والسياحة ستبقى معنا ومع كيدانيان تحديداً"، كما قال.
وكان إبراهيم قد تابع أيضاً تطورات العقدة السنية وسياق الحل، إذ زار قصر بعبدا الرئاسي، وأطلع عون على اتصالاته قبل أن يتوجه إلى وزارة الخارجية للقاء وزيرها جبران باسيل ووضعه في صورة التطورات، على أن يلتقي الحريري لاحقاً.
ومن المتوقع أن يتسلّم إبراهيم، غداً الخميس، لائحة من المرشحين من قبل النواب "السنة" الستة لعرضها على عون والحريري، للاختيار من بينها، وسط بورصة من الأسماء، إذ عُلم أنّ عدد المرشحين بلغ نحو 10 أسماء، على أن يتوافق النواب على 5 منها لعرضها، ومن بينها: عثمان مجذوب مستشار النائب فيصل كرامي، والصحافي إبراهيم عوض، وعضو "جمعية المشاريع" طه ناجي، وحسن مراد نجل النائب عبد الرحيم مراد، ورئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري، ورئيس مركز "الدولية للمعلومات" جواد عدرا. وأكدت مصادر "العربي الجديد" أنّ عدرا ومراد هما الأكثر حظوظاً.
وبانتظار الساعات المقبلة، تتردد معلومات عن أنّه من المتوقع أن تكون ولادة الحكومة بين الجمعة والسبت بعد تسلّم اسم مرشح النواب "السنة" الستة.
أسماء الوزراء؟
وبات في حكم المؤكد، وفق معلومات، أن يعود علي حسن خليل وزيراً للمالية من حصة حركة "أمل"، وجبران باسيل وزيراً للخارجية من حصة "التيار الوطني الحر"، إضافة إلى الياس بو صعب وزيراً للدفاع، فيما لا يزال الاسم الذي سيتولّى وزارة الداخلية غامضاً بسبب تكتم مصادر "المستقبل" عنه، وسط ترجيحات تشير إلى احتمال أن تكون في عهدة الحريري شخصياً.
وإذا ما اعتُمد هذا الخيار، فإنّ المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص سيتولّى وزارة دولة لشؤون الداخلية. أما في حال عدم تولّي الحريري منصب وزارة الداخلية، إلى جانب مهمته كرئيس للوزراء، فإنّ الخيار الآخر المتداول أن يتولّى بصبوص وزارة الداخلية شخصياً.
كما برز، في الساعات الماضية، اسم محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي، لأسباب متعلّقة بالتوازن المناطقي، وقد يفرض اسم مرشح النواب "السنة" الستة المحسوبين على "حزب الله"، تعديلاً في الأسماء السنية.
وكانت "القوات اللبنانية" قد أعلنت، قبل أسابيع، أسماء مرشحيها، وهم نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني، وكميل أبو سليمان لوزراة العمل، وريشار قيومجيان لوزارة الشؤون الاجتماعية، ومي شدياق لوزارة الثقافة.
ومن ضمن الأسماء المحسومة أيضاً، يوسف فنيانوس لوزارة الأشغال العامة والنقل من حصة تيار "المردة"، فيما تردد إمكانية حصول رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان محمد شقير على وزارة الاتصالات من حصة تيار "المستقبل"، بينما بات ثابتاً اسم ندى البستاني من حصة "التيار الوطني الحر" لوزارة الطاقة والمياه، خصوصاً أنّها مستشارة وزير الطاقة والمياه الحالي سيزار أبي خليل.
وعُلم أنّ الوزراء المحسوبين على "حزب الله" سيكونون: محمد فنيش لوزارة دولة، ومحمود قماطي لوزارة الشباب والرياضة، وجميل جبق لوزارة الصحة، فيما سيمنح "الحزب التقدمي الاشتراكي" (يرأسه وليد جنبلاط) وزارة التربية التي ستكون من حصة أكرم شهيب، ووزارة الصناعة التي ستكون من نصيب وائل أبو فاعور.