أكد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، اليوم الخميس، أن "القوى الكبرى، ودول 5+1 لديها موقف موحد حول الموقف تجاه ايران بالنسبة لبرنامجها النووي"، في وقت أعلنت فيه روسيا أن "جواً من التوتر" يسود محادثات فيينا والاتفاق بات "صعباً جداً".
وأوضح كيري، بعد مباحثات أجراها مع نظيره الفرنسي، لوران فابيوس، في مقر الخارجية، "نريد التوصل الى اتفاق يتم تطبيقه، ويحقق الهدف، ويضمن قطع الطريق نحو القنبلة الذرية".
وأضاف: "إننا جميعاً موحدون ومتفقون، 5+1، والولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وروسيا، والصين وألمانيا"، مشيراً إلى أن "هذه الدول تعمل جاهدة على الأرض مع فرقائها في فيينا حول الموضوع".
ولفت وزير الخارجية الأميركي إلى أن "العمل جارٍ للتوصل الى اتفاق نهائي" ، مشدداً على أن "فرنسا والولايات المتحدة متفقتان على الملف الإيراني . هناك فروقات صغيرة حول عدد من الأمور، ولكن ليس على المبادىء الجوهرية".
وأضاف: "إننا نرغب في إبرام اتفاق مع ايران حول المسائل النووية، وفي الوقت الذي نؤكد فيه على الطاقة النووية المدنية فإننا نجزم بأن موضوع القنبلة الذرية مرفوض تماماً".
من جهته، أبدى وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أمله في أن "يتم تقريب وجهات النظر وتقليصها"، مؤكداً أن ذلك "يستند على موقف إيران بشكل كبير".
وأشار إلى أن "إنهاء الخلافات مع إيران، يحتاج بعض الوقت ونقاط الخلاف الأساسية ما زالت قائمة".
في غضون ذلك، أعلن المفاوض الروسي، سيرغي ريابكوف، أن "المفاوضات حول الملف النووي الإيراني التي تجري في فيينا تتم في جو من التوتر ما يجعل من الصعب جداً التوصل الى اتفاق".
وأضاف المسؤول الروسي، حسب ما نقلت عنه وكالة "ريا نوفوستي": "في الوضع الحالي، وما لم يحصل دفع جديد، سيكون من الصعب جدا التوصل الى اتفاق".
في غضون ذلك، حث الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، جميع الأطراف في المحادثات النووية بين إيران والقوى العالمية الست، على إبداء مزيد من المرونة من أجل حل النزاع المستمر منذ 12 عاماً، بشأن برنامج طهران النووي.
وفي السياق ذاته، أسف الاتحاد الأوروبي لإخفاق إيران في تبديد مخاوف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التابعة للأمم المتحدة، بشأن الاشتباه في إجرائها أبحاثاً لإنتاج قنبلة ذرية.
وأوضح الاتحاد، في بيان، أن "حل جميع القضايا المعلقة سيكون ضرورياً من أجل التوصل لتسوية شاملة طويلة الأمد عن طريق التفاوض".
وطالب رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، إيران بـ"المزيد من التعاون، وبأن تسمح بتفتيش بعض المواقع والمنشآت، وأن تقدم المعلومات اللازمة للمنظمات المعنية"، مشيراً إلى أن "إيران لم تقم بتنفيذ بندين من أصل خمسة بنود، وهي التي تعد جزءاً من الخطوة الثالثة لاتفاق وقع بين طهران والوكالة مايو/أيار الماضي".
لكن رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، قال في حوار مع التلفزيون الإيراني، إن "بلاده لن تقبل استقبال أي مبعوثين خاصين لتفتيش منشآتها"، مشيراً إلى أن بلاده "وقعت على معاهدات كثيرة ووضعت نشاطها النووي تحت رقابة كاميرات المفتشين الدوليين من قبل".
وأضاف أن "محادثات فيينا تبحث أيضاً موضوع تخصيب اليورانيوم، فضلاً عن قضايا تتعلق بمفاعل (آراك) الذي يعمل بالماء الثقيل، وهو المفاعل الذي أبدى الغرب قلقه منه بالسابق حيث إنه ينتج البلوتونيوم، فكمية قليلة منه كافية لإنتاج سلاح نووي"، موضحاً أن بلاده "قدمت عرضاً بإعادة تصميم قلب المفاعل لتبديد تلك الشكوك".
وحول التخصيب، أكد أن "بلاده تصرّ على حاجتها لوقود نووي لمفاعلي بوشهر وطهران بشكل ضروري خلال السنوات القادمة"، معتبراً أنها "تستطيع إنتاجه بأجهزة الطرد المركزي التي تمتلكها البلاد والقادرة على إنتاج 190 ألف سو، وهي وحدة قياس طاقة التخصيب"، نافياً الأنباء التي تم تداولها عن موافقة بلاده على نقل اليورانيوم المخصب للخارج.
كما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، قوله إن "التوصل لاتفاق خلال هذه المرحلة يتطلب عدم مبالغة الأطراف الأخرى بتقديم طلبات غير منطقية على الطاولة"، لافتاً إلى أن "توقيع اتفاق سيصب لمصلحة المنطقة والعالم، وهذا هدف الحكومة التي لن تتخلى عن الحقوق النووية".
أما رئيس مجلس الشورى الإسلامي، علي لاريجاني، فقد اعتبر أن "إيران يجب أن تكون جاهزة لكل السيناريوهات، وأن تبني اقتصادها من الداخل، في الوقت الذي تتخبط فيه الأوضاع في المنطقة، وتصر فيه إسرائيل على عدم منح طهران فرصة الاتفاق"، وأشار إلى أن "تشدد الكونغرس الأميركي إزاء طهران أمر يتعلق بالولايات المتحدة، واتمنى أن تتصرف بقية الأطراف بتعقل على طاولة الحوار، في الوقت الذي منحتهم فيه إيران هذه الفرصة".