تناقل ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي كلمة صوتية لمفتي النظام السوري، أحمد حسون وجّهها عبر جهاز اللاسلكي إلى عناصر مليشيات الدفاع الوطني المتمركزة في بلدتي نبل والزهراء ذات الأغلبية الموالية لنظام، والمحاصرة في ريف حلب الشمالي من قبل قوات المعارضة السورية. وأقسم خلالها حسون أن الدفاع عن نبل والزهراء هو دفاع عن القدس، واصفاً العناصر بأنهم عز الإسلام والمسلمين.
وتعمّد حسون خلال الكلمة الاستناد إلى رموز وحوادث ذات دلالة تاريخية ، فاستشهد بها لرفع المعنويات، إذ قال: "أنا لا أخاف عليكم لأنكم آمنتم مثلما آمن إمامنا أبو عبد الله (الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب)، حين وقف عند الفجر، وقال لأصحابه ألا إنني مستشهد اليوم، فمن أراد أن يذهب منكم إلى أهله فالليل ساتر، فنادوا جميعاً نحن معك يا أبا عبد الله".
ويشهد محيط بلدتي نبل والزهراء حصاراً خانقاً على يد قوات المعارضة، ترافق مع إطلاق مجموعة من فصائل الجيش الحر وأخرى إسلامية هجوماً السبت الماضي من ثلاثة محاور على البلدتين في محاولة لاقتحامها. وقد بدا كلام حسون أقرب إلى مواساة المليشيات المدافعة عن البلدتين، إذ ذكّر بالموت والشهادة أكثر من سبع مرات، في محاولة لشد أزرهم.
بعد تعريج حسون خلال كلمته على كل الرموز والحوادث والمظلوميات التاريخية ذات النفس الطائفي، عاد واستخدم أسلوب النظام في العزف على وتر فلسطين، حيث شبه دفاع المليشيات عن نبل والزهراء بالدفاع عن القدس وفلسطين.
إذاً في وقت يتّهم النظام السوري المقاتلين المعارضين بالتجييش الطائفي، ها هو يستخدم مفتيه ليلعب على الوتر نفسه.