وحاول ولي العهد السعودي التبرؤ من عملية اغتيال جمال خاشقجي التي وصفها بالشنيعة، وقال إنه لم يعطِ أمراً بها، ولم يكن يعرف بالعملية التي ارتكبها موظفون تابعون للحكومة السعودية لأنه لا يمكن لقائد أن يعرف ما يفعله 3 ملايين موظف لديه. وفي ردّه على سؤال المذيعة حول اتهام وكالة المخابرات المركزية الأميركية له بالتورط في حادثة الاغتيال، أجاب بن سلمان: "إذا كانت لديهم معلومات فلينشروها".
وعلى الرغم من تأكيده استمرار التحقيقات في الجريمة، حاول بن سلمان تبرئة المقربين منه، وعلى الأخص المستشار السابق في الديوان الملكي سعود القحطاني، من دون أن يذكر اسمه، حيث قال: "ليس هناك معلومات أو أدلة واضحة في ما إذا كان هناك مقرب مني قد ارتكب الجريمة، هناك اتهامات يجري التحقق بشأنها".
Twitter Post
|
ولم يكتفِ بن سلمان بالتبرؤ من عملية قتل خاشقجي وإنكاره معرفته بها، بل حاول التملص كذلك من حملة الاعتقالات العنيفة التي شنتها السلطات ضد الناشطات النسويات منتصف العام الماضي، بحيث قال إن "السعودية بلد محكومة بالقوانين، قد لا أتفق مع بعض هذه القوانين شخصياً، لكن طالما أنها مطبقة فيجب احترامها، حتى يأتي وقت إصلاحها"، في محاولة للإيحاء بأن اعتقال النسويات تمّ وفق القانون السعودي الذي لا يُعجب ولي العهد.
وقال بن سلمان إن قرار إطلاق لجين الهذلول، إحدى أبرز الناشطات النسويات المعتقلات، من السجن ليس قراره، بل هو قرار النائب العام وهو "مستقل". وحول تقارير تعذيب لجين، التي تحدثت عنها المنظمات الحقوقية، وتأكيد عائلتها أمام لجان الكونغرس الأميركي تعرضها للتعذيب والتهديد بالقتل، قال ولي العهد: "إذا كان هذا أمراً صحيحاً فهو أمر بشع، والإسلام والقوانين السعودية والإنسانية تحرّم ذلك"، كما أكد أنه سيتابع الموضوع بنفسه إذا كانت هناك عمليات تعذيب.
وفور انتهاء المقابلة كتب وليد الهذلول، شقيق المعتقلة لجين على حسابه عبر موقع "تويتر" باللغة الإنكليزية "هراء" ثم قال معلقاً على فحوى المقابلة: "البرامج الساخرة سوف ينتعش سوقها من جديد وسوف تجد مادة دسمة، الغباء ماله (ليس له) حدود".
Twitter Post
|
Twitter Post
|
بدوره، قال الناشط المعارض عمر بن عبد العزيز، والذي كان أحد أبرز الناشطين المقربين للراحل جمال خاشقجي إن "محمد بن سلمان كان ينتظر توقيع لجين الهذلول على ورقة إنكار التعذيب ليقول لبرنامج "ستون دقيقة" إنه لا يوجد تعذيب في السجون، وهنا اعتراف لجين، لكن لجين أحرقت عليه الفرصة ورفضت التوقيع".
Twitter Post
|
وبدا بن سلمان في المقابلة مرتبكاً وهو يتحدث عن هجمات إيران على مصافي النفط التابعة لشركة "أرامكو"، والتي أصابت الاقتصاد السعودي بضرر كبير، حيث أكد أنه يفضل الحل السياسي على الحل العسكري في تطور جديد للخطاب السعودي حول إيران.
واستنجد بن سلمان بالعالم لوقف توغلات إيران في المنطقة، وتعدياتها العسكرية عليها، قائلاً إن إيران تهدد السلم العالمي والاقتصاد الدولي، وتستهدف مخزونات الطاقة العالمية، في غياب للغة التهديد والتصعيد التي ميزت خطاب بن سلمان ضد إيران، وأشهرها قوله إنه سينقل المعركة إلى الداخل الإيراني.
كما ظهر الارتباك، وهو يتحدث عن الحرب في اليمن والتي تتعرض بلاده فيها لهزائم كبيرة على يد الحوثيين. ولاحظ متابعون الفارق في لغة الخطاب بين هذه المقابلة، التي جاءت في سياق التبرير والدفاع عن النفس والتملص من الأفعال التي ارتكبتها السلطات السعودية تجاه الناشطين الحقوقيين والكتاب المعارضين، وبين مقابلة له في ذات البرنامج في شهر مارس/آذار عام 2018، والتي كان فيها حيوياً وهو يتحدث عن مشاريعه الاقتصادية المستقبلية ورؤيته في المنطقة، وتهديده المتصاعد لإيران، ووصفه للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي بـ"هتلر المنطقة"، وأنه ما من شيء سيوقف الأمير الشاب عن طموحاته سوى الموت.