قال مسؤولان أميركيان، لـ"رويترز"، إن مقاتلة من طراز "إف-15" دخلت مجال رؤية طائرة ركاب إيرانية، لكنها "كانت على مسافة آمنة"، وذلك بعد ساعات من تضارب الأنباء بشأن هوية مقاتلتين "اعترضتا" الطائرة الإيرانية في الأجواء السورية مساء الخميس، ما أدى إلى إصابة عدد من المسافرين.
وأكد أحد المسؤولين الأميركيين، طالبا عدم نشر اسمه، أن الواقعة حدثت فوق سورية.
وكان التلفزيون الإيراني قد أعلن، في خبر عاجل أورده مساء الخميس، أن "مقاتلتين إسرائيليتين اعترضتا طائرة مدنية إيرانية على الأجواء السورية"، قبل أن يعود لاحقاً ويعلن أن المقاتلتين كانتا "أميركيتين".
وأظهر مقطع مصور، نشره التلفزيون الإيراني، حالة هلع بين الركاب جراء اعتراض المقاتلتين للطائرة الإيرانية.
هواپیمای مسافربری ماهان در آسمان کشور سوریه توسط دو جنگنده اسرائیلی تهدید شد/ صداوسیما pic.twitter.com/BzgUyQoWFi
— خبرگزاری ایسنا (@isna_farsi) July 23, 2020
ونقل التلفزيون الإيراني عن الطيار قوله إن طياري المقاتلتين في حديثهما مع الطيار الإيراني قدما أنفسهما على أنهما أميركيان.
يأتي ذلك في وقت، تحدثت وسائل إعلام إيرانية، منها وكالة "نورنيوز" عن أن هوية المقاتلات مجهولة.
وأكدت وكالة "نورنيوز" المقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أنه "في حال تم التأكد نهائياً من الهوية الأميركية للمقاتلتين، فينبغي في الخطوة الأولى أن تتخذ الجمهورية الإسلامية اجراءات دبلوماسية وقانونية رسمية للاحتجاج على القرصنة الجوية لمقاتلات الجيش الإرهابي الأميركي وتهديدها أرواح المسافرين".
لحظه تهدید جنگنده اسرائیلی و گزارش خبرنگار صدا وسیما از داخل هواپیمای ماهان به مقصد لبنان pic.twitter.com/PVtD5VEF6B
— خبرگزاری ایسنا (@isna_farsi) July 23, 2020
كما نقلت وكالة "فارس" الإيرانية أن الجيش الإسرائيلي أعلن أن المقاتلات التي اعترضت الطائرة الإيرانية "لم تكن إسرائيلية".
وفي أول تعليق إيراني رسمي على حادث التحرش بالطائرة الإيرانية، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، في بيان قصير، نشرته قناته على "تليغرام" إن بلاده تدرس تفاصيل الحادث و"ستتخذ الإجراءات السياسية والقانونية اللازمة بعد اكتمال المعلومات".
وأكد موسوي إن المندوب الإيراني الدائم لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي، خلال اتصاله مع أمينها العام "أكد صراحة أن الجمهورية الإسلامية ستحمل أميركا مسؤولية أي حادث قد يقع للطائرة خلال عودتها (إلى طهران)"، مشيراً إلى أن طهران أبلغت واشنطن بهذه الرسالة أيضاً من خلال السفير السويسري في إيران، والذي ترعى سفارته المصالح الأميركية فيها.
وفي الوقت نفسه، أشارت وسائل إعلام إيرانية إلى أن الطائرة الإيرانية غادرت بيروت متوجهة إلى طهران.
إلى ذلك، قال التلفزيون الرسمي السوري مساء الخميس، إن مقاتلتين يعتقد أنهما تابعتان للتحالف الدولي اعترضتا بشكل عنيف طائرة مدنية إيرانية في الأجواء السورية ما اضطر الطيار للانخفاض بشكل حاد أدى لوقوع إصابات طفيفة بين الركاب.
وأضاف نقلاً عن مصدر في الطيران المدني أن "الطائرة الإيرانية كانت قادمة من العاصمة الإيرانية طهران ومتجهة إلى بيروت عبر الأجواء السورية وتم اعتراضها من طيران حربي في منطقة التنف قرب الحدود العراقية".
وأشار إلى أن، الاعتراض اضطر كابتن الطائرة للانخفاض بشكل حاد ما أثار الرعب والهلع بين ركابها، ثم تابعت طريقها إلى بيروت.
وتعتبر هذه الحادثة هي الأولى من نوعها في الأجواء السورية، التي تحلّق فيها بشكل مستمر طائرات للتحالف والاحتلال الإسرائيلي وروسيا وتركيا وقوات النظام.