أقام محامي كنيسة القديسين، بمدينة الإسكندرية المصرية، جوزيف ملاك، جنحة مباشرة ضد وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم، ومدير أمن الإسكندرية، اللواء أمين عز الدين، في قضية تفجير كنيسة القديسين.
وقال "ملاك" في تصريحات صحافية، إن النيابة العامة وافقت على تحريك الدعوى ضد الوزير ومدير الأمن، وذلك لعدم تنفيذ الوزير ومساعده لأوامر النيابة العامة بإرسال التحريات الخاصة بتفجير الكنيسة والمتهمين فيها منذ 4 سنوات وحتى الآن.
وأوضح المحامي أنه استند في دعواه إلى مستند رسمي صادر من نيابة أمن الدولة العليا، يفيد أن النيابة أصدرت أوامرها أكثر من مرة إلى وزارة الداخلية لإرسال التحريات الخاصة بواقعة التفجير ولكنها لم تمتثل، مما يمثل جريمة منصوصا عليها في قانون العقوبات.
وأشار إلى أن النيابة حددت جلسة 8 فبراير/شباط المقبل لنظر أولى جلسات القضية أمام محكمة جنح المنتزه، شرق الإسكندرية.
كانت كنيسة القديسين بمنطقة سيدي بشر شرق الإسكندرية، شهدت انفجارا في الساعات الأولى من صباح الأول من يناير/كانون الثاني 2011 راح ضحيته 26 قتيلاً وأكثر من 100 جريح، فيما يشتكي أهالي الضحايا من عجز السلطات القضائية عن تحديد الجاني أو فك طلاسم القضية اللغز التي حيرت المصريين على مدى الأعوام الماضية.
وتقدمت قيادات قبطية وكنسية ببلاغات إلى النائب العام تتهم وزير الداخلية الأسبق في عهد حسني مبارك، حبيب العادلي، بالتورط في تفجير كنيسة القديسين، فيما أحال النائب العام حينها المستشار عبد المجيد محمود، البلاغ رقم 1450 لسنة 2011 عرائض النائب العام، إلى نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق معه في نفس الاتهامات.
كما كلفت الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية محامي الكنيسة برفع دعوى قضائية ضد رئيس الجمهورية والوزراء، لتجاهل الجهات المعنية الردّ على المذكرات والبلاغات التي قدّمتها للمطالبة بسرعة التحقيقات وإصدار أحكام بحق المتورطين.
من ناحية أخرى، احتفل أقباط الإسكندرية بالذكرى الرابعة لتفجير كنيسة القديسين شرق الإسكندرية مساء أمس الأربعاء، بحضور العديد من الآباء الكهنة وأسر الشهداء وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة، فيما غاب محافظ الإسكندرية وعدد كبير من الرموز السياسية لأول مرة عن الاحتفال الذي ترأسه القمص رويس مرقص وكيل عام كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس، والمتحدث الرسمي باسم الكنيسة في الإسكندرية وبمشاركة الأب مقار فوزي راعي كنيسة القديسين التي شهدت الحادث.
وقامت قوات الأمن بإخلاء شارع خليل حمادة المؤدي إلى كنيسة القديسين من السيارات والمارة، وفرض إجراءات أمنية مشددة وتشغيل بوابات كشف المعادن وتفتيش ذاتي للحضور، كما نظم العشرات من النشطاء المسلمين والمسيحيين في المحافظة وقفة تضامنية بالشموع أمام مقر كنيسة القديسين بشرق الإسكندرية، تحت عنوان "شهداء القديسين.. شهداء وطن".
تخلل الاحتفالات التي استمرت لساعات صلوات وتسابيح وترانيم دينية بمشاركة الآباء الكهنة، فيما قام الوكيل البابوي في الإسكندرية بإلقاء عظة روحية، وقال متحدث الكنيسة في الإسكندرية، إن "الكنيسة لن تنسى شهداء الحادث وإنها تتذكرهم في كل حين، فهم الآن في السماء وإن كانوا ماتوا شهداء، لكنهم في نظرنا أحياء لم يموتوا بعد ويا لسعادتهم وسعدهم أنهم ماتوا شهداء وكانوا يتعبدون الله في الكنيسة".
وترأس الأنبا كيرلس أفا مينا الأسقف العام ورئيس دير "مار مينا العجايبي" بمنطقة كينج مريوط غرب الإسكندرية صباح اليوم الخميس، قداساً جنائزياً على أراوح الضحايا بمقر دفن رفاتهم بدير مار مينا، بحضور أسر الشهداء والمصابين وبمشاركة رهبان الدير.
وقال محب شفيق الأمين العام لاتحاد أقباط من أجل الوطن إن الوقفة جاءت تضامنية لتأبين الشهداء، بمشاركة الشباب من المسلمين والمسيحيين للمشاركة في إحياء الذكرى الرابعة لتفجير كنيسة القديسين والاحتفال برأس السنة.