قُتل وأصيب العشرات، من مقاتلي فصيل "جيش الإسلام"، جرّاء تفجير انتحاري استهدف معسكرهم، قرب بلدة نصيب في ريف درعا الشرقي، جنوبي سورية.
وقال الناشط محمد الشلبي، لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، إنّ أكثر من 30 قُتلوا، وأُصيب العشرات في التفجير، الذي نفَّده عنصر من تنظيم "داعش" الإرهابي، تسلّل إلى داخل المعسكر، وفجّر نفسه خلال اجتماع كان يضم مجموعة من قادة الصف الأول في درعا.
ورجّحت بعض المصادر، أن يكون الانفجار ناجماً عن عبوة ناسفة كانت مزروعةً في المعسكر، فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الواقعة.
ولم تستوعب المستشفيات المحيطة بالمنطقة، العدد الكبير من الجرحى، ما أدى إلى استنفار معظم كوادر المنطقة الشرقية في محافظة درعا، لإنقاذ الجرحى، بحسب ما ذكرت مصادر طبية.
ويضم المعسكر، العشرات من المقاتلين الجدد في "جيش الإسلام"، وأُقيم بعيد الإعلان عن الهدنة في الجنوب السوري.
ويأتي هذا التفجير، بعد أيام من انفجار ضخم مجهول السبب، هز مصنعاً للذخيرة محلية الصنع في كتيبة الدفاع الجوي جنوب غرب مدينة درعا، أسفر عن مقتل خمسة مقاتلين من "الجيش السوري الحر".
ويثير التفجير التساؤلات مجدداً في محافظة درعا، حول مدى جدوى الإجراءات الأمنية التي تتخذها فصائل "الجيش السوري الحر"، لإيقاف الهجمات الدموية التي تقع في المحافظة سواء عبر تفجيرات انتحارية أم عبوات ناسفة، ينفذها عناصر مرتبطين بتنظيم "داعش" أو آخرين مرتبطين بفروع النظام الأمنية، وذلك وسط حديث عن ضرورة تشكيل جهاز أمن داخلي مركزي في جميع القرى والبلدات، وفق عمل مؤسساتي محكم، لحماية الأهالي والعسكريين على السواء.
على صعيد آخر، سيطرت قوات النظام على مخفر أم شرشوح على الحدود الأردنية بريف السويداء الشرقي، لتواصل تقدمها بعد انسحاب فصيل "جيش العشائر" من المنطقة، دون إخطار الفصائل الأخرى، كـ"جيش أسود الشرقية" و"قوات أحمد العبدو"، وذلك وسط غموض يلف موقف جيش "أحرار العشائر" الذي لم يوضح أسباب انسحابه المفاجئ.
وقد عقدت عشائر الجنوب السوري، اجتماعاً لمناقشة تطورات الأوضاع على الحدود السورية – الأردنية، ونتائج انسحاب "جيش العشائر" وتأثيرها على مصير مخيمات المهجرين في المنطقة، لا سيما مخيم الركبان الذي يشهد قدوم مزيد من المهجرين من مخيم الرويشد، بعد قصف مكثف من جانب طائرات النظام والطائرات الروسية، لمناطق محاذية للمخيم الذي يضم ما يزيد على ستة آلاف نازح.
إلى ذلك، بدأ عناصر من الشرطة العسكرية الروسية، عملهم، في نقطة لمراقبة وقف الأعمال القتالية في ريف القنيطرة، ضمن الاتفاق الروسي الأميركي الأردني الذي تم التوصل إليه في 7 يوليو/ تموز الماضي.
وذكر مصدر محلي في ريف القنيطرة، أنّ القوة الروسية التي انتشرت، الأربعاء الماضي، في النقطة الواقعة بالقرب من تل الشحم، بقيادة عقيد في الجيش الروسي، بدأت المشاركة بعمليات التفتيش على الحواجز، حيث تُعد هذه النقطة الأولى من نوعها للروس في القنيطرة.
وفي محافظة حماة وسط البلاد، كثّف الطيران الحربي الروسي، غاراته على بلدات وقرى ناحية عقريبات في ريف المحافظة الشرقي، ما تسبب بدمار أربعة مساجد في المنطقة، أحدها في قرية حمادة عمر وآخر في سوحا.
وتتعرّض المنطقة، منذ نحو شهرين، لقصف روسي مكثف، لتغطية محاولات تقدم قوات النظام في ناحية عقيربات، والتي مُنيت بالفشل.
وتكبدت قوات النظام خسائر كبيرة بالأرواح، فيما نزح عشرات الآلاف من المدنيين هرباً من القصف الروسي.
من جهة أخرى، تقدّمت قوات النظام مدعومة بمليشيات أجنبية، اليوم السبت، إلى عدة مواقع عسكرية شمال شرق مدينة السخنة، عقب اشتباكات مع تنظيم "داعش"، حيث تدور اشتباكات بين الطرفين في محيط المدينة.
وبثّت مصادر إعلامية تابعة للنظام السوري، صوراً قالت إنّها لأرتال النظام العسكرية المتجهة إلى مدينة دير الزور، انطلاقاً من مدينة السخنة بريف حمص الشرقي.
وفي ريف دمشق، قالت هيئة "تحرير الشام"، إنّها شنت عملية نوعية، اليوم السبت، في منطقة تل سيوف في الغوطة الغربية، تمكنت خلالها من قتل وجرح عدد من قوات النظام.
وذكرت شبكة "نبض العاصمة"، إنّ قوات "الفرقة الرابعة" التابعة للنظام تكبّدت خسائر كبيرة على جبهات غوطة دمشق الشرقية، خلال الأسبوع الأخير.
وأوضح تقرير للشبكة، أنّ حصيلة القتلى في صفوف الفرقة بلغت أكثر من 123 عنصراً بينهم ضبّاط، معظمهم قتلوا إثر إيقاعهم بكمائن محكمة من قبل مقاتلي المعارضة، إضافة إلى تدمير وإعطاب 8 دبابات، و3 عربات "فوزديكا"، و3 منصات إطلاق صواريخ أرض-أرض، وعربتي شيلكا، ومعدات أخرى.
ووثقت مقتل 45 مدنياً في عموم الغوطة، خلال الأسبوع المذكور، جراء القصف المدفعي والصاروخي وبالخراطيم المتفجرة، بالإضافة للقصف الجوي من قبل طائرات النظام وروسيا.