حذّر مسؤولون مصريون من تأثيرات سلبية لحادث مقتل جنديين في منطقة الأهرامات السياحية بالجيزة، اليوم الأربعاء، على السياحة في البلاد، مشيرين إلى أن قطاع السياحة تأثر خلال السنوات الماضية من الاضطرابات السياسية التي تعيشها البلاد منذ الانقلاب العسكري في يوليو/ تموز 2013.
وقال رئيس شعبة شركات السياحة بالغرف التجارية في مصر، عماري عبد العظيم، إن حادث مقتل الشرطيين في منطقة الأهرامات بالجيزة، اليوم الأربعاء، سيؤثر سلباً على حركة السياحة التي تعاني تدهوراً حاداً منذ ثورة يناير/ كانون الثاني 2011.
وأضاف، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن الحدث سيكون له مردود سيئ للغاية، وخاصة أن اللذين قتلا هما من من شرطة السياحة والآثار، المنوط بها حماية السياح الأجانب وتأمينهم خلال وجودهم في مصر.
وأعلنت الشرطة المصرية، اليوم الأربعاء، أن مسلحين على دراجة نارية قتلوا شرطيين مصريين في محيط منطقة الأهرامات في القاهرة، في هجوم نادر ضمن منطقة أثرية.
ولم تعلن أي جماعة على الفور مسؤوليتها عن الهجوم، لكن إسلاميين متشددين يهدفون إلى إسقاط الحكومة قتلوا في السابق مئات من رجال الشرطة والجيش في نقاط تفتيش ومعسكرات ومراكز شرطة.
اقرأ أيضاً: مصر ترفع رسوم زيارة المناطق الأثرية 400%
ووقعت معظم الهجمات المشابهة بعد أن أعلن الجيش، في منتصف 2013، عن عزل الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين.
وتراجعت حركة السياحة، أحد أهم مصادر الدخل والعملة الأجنبية لأكبر الدول العربية سكاناً، في أعقاب ثورة 2011، التي أطاحت بالرئيس المصري المخلوع حسني مبارك.
ويعزز حادث الأهرامات اليوم، الذي يعد الأول من نوعه قرب منطقة أثرية في مصر، مخاوف العاملين بقطاع السياحة في مصر الذي يعاني بشدة منذ أكثر من أربع سنوات، حيث خسر القطاع ما يفوق 60 مليار دولار خلال السنوات الأربع الماضية، بحسب تصريحات رسمية.
وقال رئيس شركة الكرنك السياحية، كمال حنفي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن الحادث سيؤثر بالتأكيد على السياحة في مصر بشكل عام والسياحة في منطقة الأهرامات بشكل خاص، مشيراً إلى أنها ستكون أكبر المتضررين عقب الحادث.
ولفت حنفي إلى أن قطاع السياحة كان يدرّ لمصر قبل أربع سنوات أكثر من 15 مليار دولار، وبأنه عام 2010 زار مصر أكثر من 15 مليون سائح.
وأضاف أن السياحة الآن في مصر تتركز في مناطق شرم الشيخ والغردقة وجنوب سيناء، لافتاً إلى أنها لا تتعدى 20% من نسبتها الحقيقية، وقال إن مثل هذه الحوادث تخيف السياح وبخاصة اليابانيين وهم يشكلون نسبة كبيرة من السياحة الثقافية التي تشكل الدخل الأكبر للقطاع.
وفي الوقت الذي تخوّف فيه مسؤولون من تأثيرات حادث الأهرامات على قطاع السياحة، قلّل رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، الهامي الزيات، من تأثيرات الحادث، مشيراً إلى أنه لن يكون له تأثير كبير، لكنه أكد في الوقت نفسه أن القطاع يعاني معاناة كبيرة وبأن السياحة لن تعود لمعدلاتها الطبيعية خلال العامين الحالي والمقبل.
وأضاف، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أنه لم يدخل مصر العام الماضي سوى 10 ملايين سائح، وكانت معظمها من السياحة الشاطئية التي لا تدرّ أي دخل للقطاع، عكس سياحة الآثار التي تشكل الدخل الأكبر، ولفت إلى أن متوسط إنفاق السياح القادمين لمصر خلال العامين الماضيين قليل جداً.
وفي أول تعليق رسمي على الحادث، قال مدير عام منطقة آثار القاهرة والجيزة، كمال وحيد، في بيان صحافي أصدرته وزارة الآثار، إن الهجوم "وقع بعيداً عن المداخل الرئيسية أو الفرعية المخصصة لدخول زائري المنطقة الأثرية أو العاملين بها".
وأضاف: "حركة الزيارة تسير بشكلها المعتاد دون أي تغيير في مواعيد الزيارة".
وبحسب عبدالعظيم، فإن الحوادث والتفجيرات تعمل على زعزعة ثقة السائح الأجنبي في مصر، لافتاً النظر إلى أن عدداً كبيراً من السياح يرفضون السياحة في مصر ويفضّلون دولاً أخرى تتمتع باستقرار سياسي تام.
يذكر أن قطاع السياحة في مصر يمر بأسوأ فتراته على الإطلاق، وتشكل التوترات الأمنية والسياسية في مصر أهم المؤثرات التي تدفع بعدم عودة السياحة التي تشكل 15% من الدخل القومي لمصر.
اقرأ أيضاً: تراجع السياحة العربية إلى مصر 11%